أتذكّر جيداً مشهداً على قناة “المنار” لامرأة تقول لسماحة السيد حسن نصر الله سيد المقاومة عبر الإعلام عن بيتها المهدّم “فدى رجلك يا سيد”، وأتذكر وسائل استطلاع الرأي التي كانت ترصد جماهير المقاومة لتلمس ولو أدنى إحساس باليأس، ولكنهم عجزوا تماماً، عن تسجيل موقف لأحد من أنصار المقاومة يشعر باليأس، أو يسأل: متى ستنتهي؟.. أو يقول مللنا، رغم كل الهجوم الإعلامي والأقلام المأجورة التي تحاول زرع اليأس في قلوب الناس، نعم كانوا في العراء وفي الشوارع وبيوتهم هُدمت وأطفالهم قتلوا، لكنهم رفضوا الاستسلام، واليوم أرى الصورة ذاتها وإن كانت مختلفة في سورية، رغم الهجوم الإعلامي غير المسبوق في تاريخ البشرية والتضليل والإشاعات، ولكن لم يشعر أغلبية الشعب السوري باليأس بل مازال ينزل للميدان ويمارس نشاطه لا مبالياً بالإرهاب الأعمى، ولا يتأثر بأكبر وسائل وماكينات التضليل الإعلامي.
متى تنتهي الأزمة..؟
للتذكير، توقعت منتصف شهر كانون الثاني بأن أخطر الأمور على سورية ستنتهي نهاية العام والأزمة ستطول قليلاً، وفعلاً سلّم وزير الطاقة التركي وثيقة السيل الجنوبي لروسيا وانتهى الصراع على سورية وموقعها الجيوسياسي، وبدأ صراع آخر على موقعها في المنطقة، الصراع مع سورية ما بعد انتصارها، ومطلع شباط توقعت شهرين دمويين والحسم العسكري على الأرض، وفعلاً أُنجز معظم الحسم باستثناء عدة أحياء في حمص وبعض القرى النائية، وما كتبته لم يكن (لا علم غيب) ولا قراءة طالع، ولا لأن لي علاقة بأي دائرة قرار في العالم، بل لأن المعركة واضحة وضوح الشمس، فهي كلعبة (بازل) يمكن تجميعها ومشاهدة المشهد بوضوح. وقال لي بعض الأصدقاء: لو لم تُقبل مهمة كوفي أنان واستمر الحسم لانتهت الأزمة، وكان جوابي أن الأزمة فعلاً انتهت، نعم مازال هناك إرهاب أعمى متنقل، ومقاتلون عرب وأجانب، ومازالت أصوات الرصاص تُسمع في أماكن معينة، ولكن سياسياً توضحت صورة ما بعد انتصار سورية، والأهم من ذلك رغم ضبابية نهاية الأزمة التي تشبه نهاية عدوان تموز بكثافة الأعمال الإرهابية، فإن غالبية عظمى من الشعب السوري لم تسأل: متى تنتهي الأزمة؟.. ولم تترك مجالاً لمؤسسات استطلاع الرأي أن يشعر بأن هناك تململاً بين السوريين، ولكن من الذي يسأل ويريد تيئيس الشارع..؟!.
من الذي يشعر باليأس..؟
ربما أصحاب مواقع الانترنيت هم أكثر الناس دراية بهوية المعلّقين على الانترنيت، والغالبية التي تعلّق بسؤال (ملينا وأي متى رح تخلص) هم من خارج سورية، وقسم منهم مضلل بالعبارة، يسألها دون أن يعلم الهدف منها، ولكن قسماً آخر هم من موظفي حكومات معادية لسورية من عدة دول خليجية، وطبعاً من يدير الجميع هو مركز حرب نفسية في غربي القدس المحتلة، وينتحلون أسماء عربية بل وأسماء شخصيات عربية هامة ومحبوبة في الشارع العربي، والصورة أدناه نموذج لرقم انترنيت ضابط موساد صهيوني ينتحل على الانترنيت اسم أحد الشهداء الفلسطينيين، ساهم سابقاً بزرع الشقاق بين فتح وحماس، واليوم أصبح (معارضاً سورياً)، ويدير عشرات الموظفين العرب في عملهم داخل بلادهم العربية، ويمكن للقارئ ملاحظة أن بادئة رقم الانترنيت تشبه بادئة رقم الانترنيت في سورية، والأهم من ذلك أن محدّدات المواقع الأمريكية معظمها حين تعطيك نتيجة البحث عن هذا الرقم، تشير إلى أن وجوده في غزة وليس في القدس المحتلة.
جهينة نيوز