تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة السبت 6 يونيو/حزيران للملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية برلين الذي سيكون مسرحا لنهائي دوري أبطال أوروبا بين يوفنتوس الإيطالي وبرشلونة الإسباني.
وينتظر العالم مباراة ممتعة بين فريقين في أوج عطائهما هذا الموسم ويمتلكان كوكبة من نجوم العالم، فبرشلونة يقدم عروضا قوية جدا، خاصة في ضوء عودة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى قمة مستواه منذ بداية العام الحالي 2015، ويشكل قوة ضاربة في الهجوم الكاتالوني مع الثنائي الآخر المرعب الأوروغواياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار دا سيلفا. وقاد الثلاثي المرعب البلوغرانا إلى تحقيق الثنائية المحلية (كأس ملك إسبانيا ولقب بطل الليغا)، ويسعى إلى تحقيق “ثلاثية ذهبية” في تاريخه بعد الأولى في عام 2009 تحت قيادة مدربه السابق بيب غوارديولا.
بينما يحلم يوفنتوس بالثلاثية الأولى له في التاريخ، بعد تتويجه بلقب بطولتي الدوري والكأس في إيطاليا، ولكن مهمته ستكون صعبة للغاية أمام فريق يجيد التعامل مع المباريات النهائية.
صراع المدربين الجديدين
الأجواء على مشارف خط التماس لن تكون أقل سخونة من أرض الملعب، فيحلم مدربا الفريقين الإسباني لويس إنريكي مدرب برشلونة، والإيطالي ماسيميليانو اليغري، مدرب اليوفي، أيضا في تحقيق الثلاثية في أول موسم لهما مع كتيبتيهما.
بداية لويس إنريكي كانت متعثرة مع الفريق الكاتالوني، وكان استمراره مع الفريق مهددا بسبب أداء الفريق ونتائجه السيئة، وعلاقته مع النجوم وتوظيفه لهم في الملعب وطريق تدريبهم وخاصة مع النجم الأول ليونيل ميسي، ولكن إنريكي استطاع التأقلم مع الفريق والتعايش مع النجوم، وأثبت بالتالي جدارته في قيادة البرسا إلى تحقيق نتائج رائعة من خلال الفوز بالكأس ولقب الليغا، ويعتبر مرشحا فوق العادة لمعانقة كأس دوري أبطال أوروبا أيضا.
وفي المقابل، نجح ماسيميليانو أليغري أيضا في قيادة اليوفي إلى التتويج بثنائية الدوري والكأس في موسمه الأول معه.
ويأمل أليغري في قيادة السيدة العجوز إلى تحقيق أول “ثلاثية ذهبية” في التاريخ، ولكن مهمته ستكون صعبة للغاية في إيقاف القوة الهجومية الضاربة في برشلونة المتمثلة بالثلاثي المرعب ميسي وسواريز ونيمار الذين أحرزوا مجتمعين 120 هدفا، منها 58 هدفا للبرغوث ليو، في جميع المسابقات هذا الموسم، مقارنة مع 103 أهداف سجلها الفريق الإيطالي بأكمله.
وغياب الدولي جورجيو كييليني قلب دفاع اليوفي، الذي انسحب من تمارين يوم الأربعاء بعد شعوره بآلام في ساقه، سيعقد من مهمة أليغري في إيقاف ميسي وزملائه.
من جهة أخرى، سيحرم غياب صخرة الدفاع جورجيو كييليني عشاق اللعبة من مواجهة مثيرة بينه وبين لويس سواريز الذي عضه في الدور الأول من مونديال 2014 بالبرازيل، ما كلف المهاجم المشاكس عقوبة بالإيقاف لمدة أربعة أشهر.
تاريخ مواجهات الفريقين
التقى الفريقان في أربع مواجهات من قبل في أدوار خروج المغلوب منذ موسم (1970-1971) عندما تفوق يوفنتوس على برشلونة (4-2) في مجموع المباراتين ضمن بطولة كأس المعارض التي تحول اسمها فيما بعد إلى كأس الاتحاد الأوروبي، وبعد ذلك فاز برشلونة على اليوفي حامل لقب بطولة الكأس الأوروبية (2-1) في مجموع المباراتين في دور الثمانية موسم (1985-1986)، ومن ثم كرر فوزه بنتيجة (3-2) في الدور نصف النهائي لكأس أبطال الكؤوس في موسم (1990-1991).
بينما تفوق يوفنتوس على برشلونة في المواجهة الأخيرة التي جمعتهما في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا لموسم (2002-2003)، بنتيجة (3-2) في مجموع المباراتين، وقاد حينها حارس اليوفي المخضرم جانلويجي بوفون فريقه إلى الفوز على فريق لويس انريكي الذي كان قائدا للبلوغرانا بهدفين مقابل هدف واحد في مباراة الإياب التي جرت بينهما في برشلونة.
من جهة أخرى، حسم برشلونة نتيجة ثلاث مباريات نهائية من أصل أربع وصل إليها منذ عام 1992، بينما لم يفز يوفنتوس سوى في لقاء واحد فقط من أصل ثلاثة نهائيات خاضها، منذ فوزه على أياكس أمستردام الهولندي عام 1996.
ويقول الإيطالي أليغري المدير الفني ليوفنتوس :” نشعر برغبة شديدة في تحقيق الفوز ولا نفكر بأننا سنلعب أمام نيمار وميسي فعندما تلعب هذا النوع من المباريات فإنك ستواجه الأفضل “.
الفائز ينضم إلى نادي الأندية السبعة الفائزة بثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال
نجحت سبعة أندية بالجمع بين لقبي الدوري والكأس المحليين في أوروبا إلى جانب دوري الأبطال، من بينها برشلونة في عام 2009، وسيصبح أول فريق يحقق الثلاثية في حال فوزه، بينما سيحقق يوفنتوس الثلاثية لأول مرة في تاريخه، في حال فوزه في نهائي برلين 2015، وسيصبح ثامن فريق يتوج بالثلاثية في التاريخ.
وفيما يلي الأندية السبعة الفائزة بثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال عبر التاريخ:
1- سلتيك الاسكتلندي: كان أول ناد نجح في تحقيق إنجاز الثلاثية وكان ذلك في موسم (1966-1967)، إذ توج بالدوري المحلي وكأس اسكتلندا على حساب غريمه التقليدي غلاسكو رينجرز، ومن ثم فاز في نهائي أبطال أوروبا على إنتر ميلان الإيطالي (2-1) في لشبونة البرتغالية.
2- أياكس أمستردام الهولندي: كرر الفريق الهولندي بعد خمسة مواسم إنجاز سلتيك عندما أحرز لقب بطل الدوري والكأس في هولندا للموسم (1971-1972)، ومن ثم قاده الجناح الطائر يوهان كرويف إلى التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب إنتر ميلان الإيطالي أيضا، بتسجيله هدفين نظيفين في شباكه.
3- ايندهوفن الهولندي: نجح في تحقيق حلم عشاقه بتكرار إنجاز غريمه التقليدي أياكس امستردام بعد نحو 16 عاما، عندما فاز في الموسم (1978-1979) بلقب بطل الكأس والدوري في هولندا، قبل أن يقود المدرب الهولندي غوس هيدينك كتيبته المدججة بالنجوم أمثال الحارس فان بروكلين والمدافعين الهولندي رونالد كومان والبلجيكي ايريك جيريتس والمهاجم الدانماركي سورين ليربي، إلى نهائي أبطال أوروبا والفوز على بنفيكا البرتغال في ملعب شتوتغارت بألمانيا، ونجح الحارس فان بروكلين في قيادة ايندهوفن لإحراز اللقب الأوروبي الأغلى بتصديه لإحدى ركلات الجزاء بعد أن انتهت المباراة بالتعادل السلبي، ليصبح إيندهوفن ثاني فريق هولندي يحقق الثلاثية.
4- مانشستر يونايتد الإنكليزي: أحرز الشياطين الحمر الثلاثية الذهبية في موسم (1998-1999)، بعد أن استعادوا لقب البريمير ليغ من أرسنال، وتوجوا بكأس الاتحاد الإنكليزي، قبل فوزهم على بايرن ميونيخ الألماني في نهائي مثير لأبطال أوروبا، والذي احتضنه ملعب “كامب نو” بمدينة برشلونة الإسبانية، وذلك بعد أن تقدم العملاق البافاري بهدف مبكر سجله ماريو باسلر، ورد الشياطين الحمر بهدفين في الوقت القاتل المحتسب بدلا عن الضائع عبر المهاجمين البديلين تيدي شيرنغهام وغونار سولسكيار، ليصبح اليونايتد أول فريق إنكليزي يحقق الثلاثية تحت قيادة مدربه الاسكتلندي الشهير السير أليكس فيرغسون.
5- برشلونة: أصبح أول فريق إسباني يحقق “ثلاثية ذهبية” تحت قيادة مدربه بيب غوارديولا، المدرب الحالي لبايرن ميونيخ، وذلك بعد عشر سنوات على إنجاز مانشستر يونايتد، ولم يكتف الفريق الكاتالوني بالتتويج بلقب الليغا وكأس الملك، ودوري أبطال أوروبا على حساب مانشستر يونايتد نفسه بفوزه عليه بهدفين نظيفين، بل وأضاف ثلاثية أخرى بفوزه بكأس السوبر الإسباني والسوبر الأوروبي ومونديال الأندية، ليحقق سداسية كاملة بإحرازه جميع البطولات والألقاب المتاحة في عام 1999.
6- إنتر ميلان: حقق الفريق الإيطالي حلم الثلاثية في موسم 2009-2010 بقيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب تشيلسي الإنكليزي، من خلال التتويج بلقب الكالتشيو وكأس إيطاليا، ومن ثم اللقب الأوروبي الأغلى في دوري الأبطال على حساب بايرن ميونيخ الألماني بفوزه عليه بهدفين نظيفين حملا توقيع المهاجم الأرجنتيني دييغو ميليتو في النهائي الذي جمعهما في ملعب “سانتياغو بيرنابيو” الشهير بالعاصمة الإسبانية مدريد.
7- بايرن ميونيخ: في موسم 2012-2013 أصبح العملاق البافاري تحت قيادة مدربه الخبير يوب هاينكس أول فريق الماني وسابع ناد أوروبي يحرز الثلاثية، بعد فوزه بلقب البندسليغا على حساب بروسيا دورتموند ثم كأس ألمانيا على حساب شتوتغارت قبل أن يختتم موسمه بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب بروسيا دورتموند أيضا، بتغلبه عليه بهدفين مقابل هدف واحد، في ملعب “ويمبلي” بالعاصمة البريطانية لندن.
سيريان تلغراف