يواصل ما يعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية” التمدد يوما بعد يوما وأصبح واقعا على الأرض، واقع بدأ يتكرس مع بداية عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
فأمريكا التي ترسم سياستها بازدواجية معايير مطلقة حسب مراقبين، تؤكد تقارير اليوم أن أسلحتها تصل إلى داعش من الجو، وأنها لم تحقق شيئا في مواجهة التنظيم الإرهابي وبانتقائية تنفذ عمليات محددة الدقة ولا ترى أرتال داعش المتقدمة عبر الصحراء المكشوفة نحو تدمر السورية للسيطرة عليها.
ينتشر هذا التنظيم الإرهابي كالسرطان في أنحاء الجسد من دون أن يعرف له دواء، ذلك هو تنظيم داعش الذي ينخر الخريطة السورية شيئا فشيئا.
ووفق ناشطين ووسائل إعلام غربية، بات نحو نصف الأراضي السورية في قبضة التنظيم الإرهابي، فالهجمات التي نفذها داعش منذ إعلان دولته نهاية يونيو/حزيران الماضي، سمحت له بالتواجد في أغلب المحافظات السورية، المعادلة الأخيرة التي فرضها التنظيم بسيطرته على مدينة تدمر وسط سوريا تحمل في ثناياها أبعادا خطيرة.
ألقى تقدم داعش داخل مدينة مصنفة ضمن التراث العالمي بظلال من الشك على قدرة وفاعلية ضربات التحالف الدولي المناهض للتنظيم الإرهابي، كما تمكن بذلك من فتح الطريق من الحدود العراقية وصولا إلى البادية السورية والقلمون الشرقي، وأيضا بات التنظيم على بعد 215 كيلومترا فقط من العاصمة دمشق.
تتضح صورة الخطر أكثر إذا أشرنا إلى سيطرة داعش على أجزاء واسعة من مخيم اليرموك الذي يبعد ثمانيةَ كيلومترات عن وسط دمشق، فجشع التنظيم لا حدود له، وخطره يهدد السويداء، سيما بعد استهدافه من 3 محاور لقرية “الحقف” التي تبعد خمسين كيلومترا عن مركز المحافظة.
وإذا انتقلنا إلى دير الزور، نرى أن التنظيم بات يسيطر على أجزاء واسعة منها وبخاصة مع ما تمثله هذه المحافظة الغنية بالنفط من مصدر تمويل مهم، وليس بعيدا عن دير الزور محافظة الرقة التي كانت مهد إعلان دولته وأول محافظة تخرج عن سيطرة الحكومة بشكل شبه كامل.
وإلى الشرق والشمال من الرقة حيث يسيطر التنظيم على أجزاء واسعة من ريف الحسكة، وإلى الغرب حيث يسيطر على أجزاء واسعة من ريف حلب.
داعش، أخطبوط يتمدد، وأفعى خرجت من جحرها، يقول كثيرون إن الاستراتيجية المتبعة فشلت في توجيه ولو ضربة موجعة واحدة توقف زحفه.
سيريان تلغراف