من السماء والأرض، تلك هي صورة الهجوم الذي نفذته قوات أمريكية خاصة، واستهدفت فيه تنظيم داعش شرقي سوريا، وذلك في تطور نوعي يطلق تكهنات حول استراتيجية واشنطن الجديدة تجاه التنظيم.
مسؤولون أمريكيون أعلنوا أن العملية، التي شاركت فيها قوات النخبة وطائرات مقاتلة، استهدفت حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، الذي يعد أحد أكبر حقول النفط في البلاد، العملية نجحت في قتل عدد من عناصر وقيادات داعش أبرزهم قيادي كبير يدعى أبو سياف، في حين تم اعتقال زوجته وتحرير امرأة إيزيدية خلال العملية.
وأبو سياف مواطن تونسي، تقول عنه وزارة الدفاع الأمريكية إنه يدير مبيعات النفط والغاز بهدف جمع الأموال لخزائن داعش، مرجحة في الوقت ذاته أن تحد العملية من قدرات التنظيم التمويلية.
وكشفت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، كشفت أن العملية جاءت بأوامر من الرئيس الأمريكي بعد توصية بالإجماع من فريق الأمن القومي، إلا أن المسؤولة الأمريكية أشارت إلى أن واشنطن لم تنسق مع دمشق ولم تبلغ الحكومة السورية بتفاصيل العملية.
قراءات متعددة في أبعاد هذه العملية ترى أنها تخدم ما يلي:
– استراتيجية جديدة تتبعها واشنطن لقتال داعش، بعد أن اكتفت خلال الأشهر الماضية بشن ضربات جوية على معاقل التنظيم في سوريا والعراق، أمر يمكن أن يعززه تعهد الرئيس الأمريكي المتكرر بعدم إرسال قوات برية لقتال داعش، الذي سيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، والاكتفاء بعمليات نوعية تنفذها قوات خاصة.
– تلافي الخطأ الذي يرى البعض أنه تم استخلاصه من عملية فاشلة نفذها الجيش الأمريكي الصيف الماضي في سوريا كان هدفها إنقاذ الصحفي الأمريكي جيمس فولي، الذي أعدمه داعش فيما بعد.
– أما توقيت العملية فيرى فيه البعض أهمية كبيرة، خاصة وأنها تأتي بعد قمة كامب ديفيد، التي عقدها أوباما مع زعماء دول الخليج، والذين حثوا الرئيس الأمريكي على اتباع سياسة عسكرية أكثر حزما في سوريا، كما يرى كثيرون أن تحسين أوباما لعلاقاته مع الخليج مرهون بمواقفه من سوريا أولا.
وأثارت العملية الأخيرة علامات استفهام كبيرة حول شكلها وتوقيتها.
لكن الواضح أنها تمت بسرية مطلقة.. وبسرعة خاطفة.. وبانتقائية فائقة.. أبو سياف وحده دون سواه هو من كان يستحق ذاك الحكم بالإعدام العابر للقارات.
سيريان تلغراف