Site icon سيريان تلغراف

شكرا سيدي المواطن .. بقلم كيان جمعة

خرجت أمس أسماء الناجحين في انتخابات مجلس الشعب السوري بعد 8 أيام من الانتظار وعلم من علم من الأعضاء طريقه إلى قبة البرلمان بينما اعترض من اعترض وطعن من طعن، أما المواطن السوري الذي تناولته الحملات الدعائية بالصميم يقف اليوم بمجمل أنواعه المعارض والموالي، الصامت والحيادي، الخجول والجريء، الهادئ والسليط، يقف المواطن السوري محتارا في خياراته حائرا في وطنه،  فلا الممثلين السابقين صدقوا في وعودهم ولا الممثلين اللاحقين أقنعوا في برامجهم، إلا أن الأعضاء الجدد أخي المواطن بدأوا منذ الأمس استذكار برامجهم لتنفيذ شعاراتهم الانتخابية  المدروسة، وأخذ معظم الأعضاء الناجحون يفكرون .. ويتناقشون… في كيفية إيفاء المواطن حقه وتعويضه ما فقده من طاقه وجهد ومال في العملية الانتخابية . وفي الجانب الآخر لوحظ حركة صامته وخفية للأعضاء الذين نجحوا دون شعارات أو برامج على مبدأ نحن نعمل لأجلك لا لإزعاجك.

أخي المواطن اليوم هو يوم للتاريخ لأن الناجحين سيعملون بطريقة مختلفة عن سابقيهم ولأنهم مختلفون أصلا .. إنهم من مخرجات الدستور الجديد وكل ما فيهم جديد بجديد، ..لا تخف سيدي المواطن ولا تجذع فالمستقبل لنا ولك ونحن نجحنا بصوتك وقرارك، سنبدأ منذ مساء الأمس العمل على المواطنة “بفتح الطه”  فالأزمة الراهنة كشفت نقص الشعور بالمواطنة وعبرت عن مجتمع متصدع الأساسات غير مكتمل عقده لذلك سنبدأ من المدرسة ونهتم بالتربية والمناهج منذ بزوغ الشمس وحتى غروبها فالمواطنة هي أساس العيش الكريم لا العيش المشترك ولا التعايش السلمي لأننا لسنا أنواعا وأقساما وجماعات بل مواطنون في مجتمع وطني واحد.

سيدي المواطن .. نعرف أنك لا تنتظر شكرا وأننا لا ننتظر عطاءا آخر ونعرف أنك لا تنتظر انجازات قياسية وأن توقعاتك متواضعة لأن التوقعات عادة ترتبط بالتجربة السابقة لكن لا تخف عزيزي لأننا سنطالب بكل حقوقك كما وعدناك وسنحارب الفساد ونمنع قوننته ونواجه البطالة ونمنع تفشيها ونقاتل الإرهاب ونقطع أيدي مموليه ونوزع الثروة توزيعا عادلا ونحل مشكلة السكن المزمنة ونرفع الأجور ونربطها بالأسعار ونجرم كل من يعتدي على الملكيات الخاصة أو العامة ويخرب البنية التحتية والمرافق الاقتصادية ويعتدي على الجيش والقوى الأمنية، سيدي المواطن سنجعل من المواطنة هدفا ومنطلقا.

شكرا سيدي المواطن لأنك وضعت كل ثقتك في سلتك  .. شكرا سيدي المواطن لأن سلتك هي سلتنا ..

سيريان تلغراف | كيان جمعة

Exit mobile version