تشتد حدة المعارك دائما قبل أي حديث عن حوار سياسي كما أن خسارة الجيش السوري لمناطق عدة في آن واحد تعكس مجموعة من المتغيرات.
الصراع في سوريا يتجه يوما بعد آخر إلى مزيد من التعقد وتشابك خارطة المعارك بين الفصائل المقاتلة المتعددة المنضوية تحت جناح المعارضة وبين الجيش السوري واللجان الشعبية وداعميهما من جهة أخرى لكن التغيرات تسارعت في جبهات مختلفة وتوزعت على عدة محاور.
ففي شمال البلاد تشهد أدلب وريفها معارك شرسة خاصة بعد سيطرة ما يسمى بجيش الفتح بقيادة جبهة النصرة على معسكرات أساسية في المدينة وريفها وانسحاب الجيش السوري تحت كثافة الضربات التي تلقاها ناهيك عن أن المعارضة المسلحة تنوي تكرار السيناريو نفسه في حلب.
كما انطلقت بالتوازي معركة في ريف حماة الغربي في سهل الغاب بمشاركة عدد من الفصائل المقاتلة والتي بدأت باستهداف حواجز الجيش في مسعى لقطع خطوط الإمداد الحكومية بين اللاذقية وإدلب
كما أن هناك معارك دائرة جنوبا بعد تمكن جبهة النصرة من التمركز في مدينة درعا وريفها وإجبار الجيش السوري على التراجع .
ولن ننسى داعش الذي كانت له حصة الأسد من السيطرة على المدن والقرى في الجزء الشرقي والشمالي الشرقي من سوريا.
كل ذلك، بحسب مراقبين، يعكس حجم التنسيق الجديد التركي الخليجي في المسعى لانتزاع السيطرة على الأرض أكثر من أي وقت مضى. لكن لماذا الآن!
أولا، عدم التوصل إلى صيغة للعمل السياسي أو مبادئ يمكن الارتكاز عليها بين الحكومة والمعارضة الداخلية أو المسماة بالسلمية ويمكن التعويل عليها.
ثانيا، الحديث عن جنيف ثلاثة بين النظام السوري والمعارضة مع عدم تحديد المعارضة ومن تمثل على الأرض، وهل هناك من يستطيع السيطرة على المسلحين في سوريا القادمين من كل حدب وصوب وأهمية السيطرة على الميدان كورقة تلعب على طاولة المفاوضات.
ثالثا، ما يتردد عن سعي بعض الدول الأقليمية إلى تغيير الموازين على الأرض وذلك قبيل أي اتفاق بين إيران والدول الكبرى في محاولة لانتزاع اتفاق منفصل مع ايران حول بقاء الأسد.
رابعا، الوضع الإقليمي حيث التحالف العربي بقيادة الرياض أخرج طائراته وصواريخها لضرب مواقع الحوثيين ومؤيدي علي عبد الله صالح والحديث عن انتقاله ربما إلى دول إقليمية أخرى.
كل ذلك يؤدي إلى نتيجة شبه مؤكدة بأن الصراع في سوريا لا غالب فيه ولا مغلوب فكل طرف لديه القوة والقدرة الكافية لاستدامة الحرب وإطالتها في ميزان ميكيافيلي أحيل فيه الإرهاب الذي يعانيه شعب كامل وسيلة تبررها غايات الفرقاء ونياتهم في تغيير وربح معركة طال أمدها.
سيريان تلغراف | RT