أكد المحلل الامني لموقع “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي أن “القرار الروسي برفع الحظر على بيع منظومة صواريخ S-300 الى إيران يثير مخاوف عميقة لدى “اسرائيل””، مشيراً الى أن الروس بالفعل أطلعوا “إسرائيل” على القرار قبل إعلانه من قبل الكرملين، لكن الأمر لم يخفّف من الغضب وهول المفاجأة في “تل أبيب”.
وقال بن يشاي إن “إسرائيل” تعتقد بأن القرار الروسي عموماً له علاقة بالاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، وإن الروس أرادوا أن يكونوا أول من يرفع العقوبات عن طهران ليسبقوا الغرب في هذا.. إضافة الى ذلك، يفسر المسؤولون في “اسرائيل” القرار الروسي أيضاً على أنه تحدٍّ موجّه للغرب على خلفية الازمة في اوكرانيا والتوتر القائم في شرق اوروبا، وقد أراد الروس أن يؤلموا الامريكيين والاوروبيين في نقطة حساسة. وفي “اسرائيل” هناك من يرى بذلك انتقاماً روسياً بارداً لقرار الولايات المتحدة ودول أوروبا بالاكتفاء بتمثيل من درجة منخفضة في الاحتفالات الرسمية في موسكو في 9 أيار للاحتفاء بذكرى مرور 70 عاماً على نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي احتفالات يوليها الروس أهمية ورمزية عالية جداً.
وتابع بن يشاي “المسؤولن في “اسرائيل” قلقون جداً من إمكانية توفير S-300 لإيران، سلاحاً يُعرف بأنه يؤثّر على ميزان القوى القائم في المنطقة، وبالتالي بوسع الايرانيين نقل هذه الصواريخ الى لبنان وسورية فضلاً عن عرقلة حرية نشاط سلاح الجو الإسرائيلي فوق هذه المناطق. هذا ينضم الى الانباء عن أن الايرانيين يضاعفون في الاشهر الاخيرة من نقل الوسائل القتالية الى بلدان المحور التي تخصّهم، ربما كاستعداد لمواجهة “إسرائيل”، ولأن الحديث يدور هنا عن عملية تكتيكية من روسيا، تقرر في “اسرائيل” الامتناع عن إصدار أي ردّ قاسٍ والاكتفاء برسالة وزير شؤون الاستخبارات الاسرائيلية يوفال شتاينتس عبر الاعلام”.
ويلفت بن يشاي الى أنه الى جانب تحدي الولايات المتحدة على خلفية الازمة في اوكرانيا، فإن المحللين الاسرائيليين يرون أن للخطوة الروسية علاقة بسعر النفط في العالم. لذلك، هكذا يعتقد خبراء الموضوع، بأن الروس وجدوا الحل، هم أسرعوا بإجراء علاقات اقتصادية مع ايران حتى قبل أن تزول العقوبات، حتى تلتزم بنقل عدد كبير من إنتاجها من النفط مقابل أسلحة وقمح روسي. وهناك هدف روسي إضافي هو إعادة روسيا الى الشرق الاوسط كلاعب مركزي على حساب الولايات المتحدة”.
من وجهة نظر بن يشاي، الرد الاسرائيلي حاليا ضعيف مقارنة مع الرد الامريكي. قد يكون السبب لذلك هو أن المعنيين في “تل أبيب” يدركون أن عدة أشهر ستمرّ قبل تسليم هذه المنظومة الصاروخية بصورة كاملة لإيران وحتى تصبح قابلة للاستخدام، ولعلهم أيضاً يدركون أموراً لا يعرفها الايرانيون حول إمكانية شلل قدرات هذه المنظومة ومنعها من أداء مهمتها”.
ويخلص المحلل الامني لموقع “يديعوت أحرونوت” الى أن هناك إمكانية إضافية للرد الاسرائيلي الهادئ: روسيا ألغت عدة مرات الحظر على S-300 لإيران، لكنها تراجعت تلبية لمطالبة “إسرائيل”، على حدّ زعمه.
سيريان تلغراف