شهدت ساعات الصباح اليوم اشتباكات عنيفة بين “أكناف بيت المقدس” وعدد من التنظيمات المعارضة المسلحة من جهة وعناصر “داعش” في مخيم اليرموك جنوبي دمشق بحسبما أفادت مصادر محلية.
وقالت المصادر إن الاشتباكات كانت عنيفة على محور مسجد صلاح الدين مضيفة إن “داعش” أعاد انتشاره وسلم بعض مواقعه في حي الزين وشارع بيروت جنوبي المخيم.
وذكرت مصادر إعلامية أن حركة نزوح السكان من اليرموك توقفت بسبب الاشتباكات الضارية.
ودخل تنظيم “داعش” مخيم اليرموك في الأول من أبريل/نيسان الجاري، وتواجه مجموعات فلسطينية مسلحة التنظيم على الأرض، أما الجيش السوري فهو مستمر في تواجده حول المخيم منذ صيف عام 2013.
من جهة أخرى نفى المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية العربية السورية لمراسلنا بدمشق المعلومات التي نقلها نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني تيسير قبعة حول أن الرئيس بشار الأسد أكد استعداد الجيش لدخول مخيم اليرموك وطرد المسلحين منه في يومين.
وأكد المكتب الإعلامي بعد اتصال مراسلنا في دمشق به إن الرئيس الأسد لم يلتق أي مسؤول فلسطيني خلال هذه الفترة ولم يصرح بأي شيء من هذا القبيل.
وكانت وكالة “معا” الإخبارية نقلت عن نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، تيسير قبعة، الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد أبدى استعداد قواته لدخول مخيم اليرموك وطرد المسلحين منه والسيطرة عليه في ليلتين.
من جهته، طالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون كافة الأطراف ذات الصلة بالخروج عن صمتها وحماية مخيم اليرموك، ووقف الأعمال الإرهابية التي يرتكبها تنظيم “داعش”.
وأكد الزعنون في كلمة ألقاها خلال الاجتماع أن الموقف الفلسطيني يشدد على أهمية عدم زج المخيم في دائرة الصراع داخل سوريا مجددا، كما عبر عن رفضه أن يصبح المخيم طرفاً في صراع مسلح على أرضه.
ويعاني سكان المخيم منذ حوالي عامين من الجوع والبرد وفقدان الأدوية، مع تواصل الأعمال العسكرية والحصار، ودفعت الأحداث المأساوية ما لا يقل عن 185 ألفا من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم، والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سوريا، أو اللجوء إلى دول الجوار.
وتفيد مصادر فلسطينية بأن 2500 مدني من السكان الباقين في المخيم وعددهم حوالي 18 ألف شخص تمكنوا من الفرار من المخيم بعد دخول تنظيم الدولة فيه.
الأمم المتحدة تدعو إلى فتح ممر آمن لخروج المدنيين من اليرموك
دعا مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) بيير كرينبول الأحد، إلى إقامة ممر آمن لمن يرغبون في مغادرة مخيم اليرموك.
وأعرب المسؤول الأممي عن “بالغ قلقه” من أوضاع المدنيين داخل مخيم اليرموك.
وقال لصحفيين خلال زيارته مركز إيواء يقيم فيه أشخاص تمكنوا من الخروج من المخيم “اليوم نحن لا نزال نشعر ببالغ القلق على وضع اللاجئين والمدنيين داخل اليرموك”.
وأردف قائلا: “نحن مصممون على تقديم المساعدة للذين قرروا الخروج مؤقتا من المخيم وإيجاد مأوى في مكان آخر”.
وجاء تصريح مدير “أونروا” في أثناء زيارته لمدرسة زينب الهلالية في حي التضامن المجاور لمخيم اليرموك، والتي حولتها السلطات لمركز إيواء مؤقت لعدد من العائلات التي نزحت عن المخيم.
ودعا كرينبول إلى “احترام المدنيين داخل المخيم والسماح لمن يرغب بالخروج منه بأمان”.
سيريان تلغراف