ما يجري في مخيم اليرموك تم الاعداد له منذ فترة ، ليخدم أهداف وتحركات بعض الدول والقوى في المنطقة، ما يشهده المخيم من مذابح وما يعيشه من حصار وتجويع وأوضاع ماساوية، هي بفعل قوى وجدت في المخيم الفلسطيني طريقا ومدخلا لتحقيق انجازات ومكاسب، ثمنها الدم الفلسطيني.
التطور الجديد المأساوي في مخيم اليرموك كشف خفايا كثيرة، مؤلمة، توضح، حجم تدخل البعض في شؤون الدول العربية، ومشاركتها العصابات الارهابية بهدف تدمير الدولة السورية. في المخيم عقدت صفقات وعرضت أثمان وأموال، ولكل هذا أهداف خبيثة ، في المخيم أيضا، تكشفت خيوط وأسرار فضحها نكوص مجموعات ارهابية، وفكت تلاحمها وتحالفها مع عصابات أخرى.
لكن، الأهم بالنسبة لمخيم اليرموك، هو الموقف الفلسطيني الجريء الصادق الموحد، في مواجهة الارهابيين، أيا كانت تسمياتهم، نصرة وداعش وأكناف، فكلها مجرمة ارهابية.
تقول تقارير خاصة حصلت عليها (المنــار) أن ما يشهده مخيم اليرموك ودخول ارهابيي داعش بتنسيق مع عصابة النصرة لم يكن صدفة.. وانما ليس ببعيد عما تشهده حدود الأردن ـ سوريا وتسليم المعبر وضخ الارهابيين الى منطقة الجنوب والدعم الاسرائيلي لعصابة النصرة، ومعسكرات التدريب الارهابية في السعودية وكذلك، ليس بعيدا عما يدور في شمال سوريا وإدلب، بمعنى أن كل هذه، مرتبط بصمود الجيش السوري واصراره على اقتلاع العصابات الارهابية الممولة اسرائيليا وتركيا وخليجيا.
دخول عناصر عصابة داعش الارهابية الى مخيم اليرموك جاء بتنسيق مع عصابة النصرة، أي بعد اتصالات ولقاءات بين قيادات استخبارية سعودية تركية اسرائيلية بريطانية وأمريكية، في محاولة يائسة للمس بجدار الحماية حول العاصمة السورية دمشق، والتشويش على الاتفاق بين ايران والسداسية الدولية، بمعنى أوضح ارتكاب المجازر في مخيم اليرموك الفلسطيني، رد فعل غاضب وحاقد من السعودية وتركيا واسرائيل ومشيخة قطر على الاتفاق النووي، وأيضا هناك أسباب وعوامل أخرى، وتكشف الخيوط الممتدة بين العديد من القوى والجهات والدول. لذلك، ما يشهده مخيم اليرموك جاء بترتيب بين هذه الجهات جميعها لتحقيق أهداف مشتركة وكلها ليس في صالح الأمة وقضاياها.
وتضيف هذه التقارير أن أحداث اليرموك تؤكد مرة أخرى، أن رعاة الارهاب، يحتضنون النصرة وداعش، وهزيمة العصابة الاخيرة داعش في تكريت ومواقع أخرى في العراق، دفع هؤلاء الرعاة والمجرمون الى الدفع بعناصر داعش الى الاراضي السورية بتنسيق فيما بينهم، ما دامت الاهداف مشتركة ونفسها.
أما لماذا مخيم اليرموك تحديدا، فالهدف هو زج الجيش السوري في معركة المخيم، ودفعه الى اقتحامه وقصفه، حتى تتهم القيادة السورية بأنها تضرب أهل المخيم، وليقال أيضا، أن سوريا تشارك في مؤامرة توطين اللاجئين وتصفية قضيتهم عبر محو المخيمات وضرب رمزية حق العودة، التقارير نفسها تؤكد أن التآمر على سوريا واستهداف أراضيها والعدوان على شعبها، من بين أهدافه تنفيذ مؤامرة التوطين التي تقودها أمريكا واسرائيل والسعودية من كبار مموليها، هذا اضافة الى أن المخيم القريب من دمشق، ترى فيه الجهات الممولة للعصابات الارهابية مدخلا للزحف نحو العاصمة السورية، بعد فشل كافة محاولات اقتحامها عبر المنطقة الجنوبية.
وما يتعرض له المخيم هو امتداد لمخطط تصعيد العدوان على سوريا،بعد أن تلاقى كافة الداعمين للارهاب على الهدف نفسه، وهو ضرب محور المقاومة بانتزاع سوريا منه.
وتفيد التقارير أن أحداث اليرموك كشفت علاقة حركة حماس بالعصابات الارهابية، فللحركة مجموعات مسلحة داخل المخيم متحالفة مع عصابات ارهابية منذ بدء الازمة السورية، فحركة حماس صبرت كل هذه الأعوام ولم تعمل شيئا لانقاذ المخيم من الارهابيين لكنها تحالفت معهم، من خلال العصابة المسماة بـ “أكناف بين المقدس”.
وجود ارهابيين تابعين لحماس في مخيم اليرموك يؤكد أن الحركة وضعت نمفسها في خدمة جماعة الأخوان، ذات العلاقة الوثيقة مع أركان التآمر على سوريا، لقد جاءت أخداث مخيم اليرموك لتثبت وبقوة موقف حماس المؤيد للعصابات الارهابية التي تستخدم لتدمير الدولة السورية، وبأن الجماعة على استعداد للتحالف مع الشيطان من أجل تحقيق أهدافها في المنطقة بدعم أمريكي، والمتمثلة بالسيطرة على مواقع الحكم في الدول العربية، مهما كانت الأثمان.
وهنا، يطرح مراقبون، حريصون على أبناء فلسطين في مخيم اليرموك، هل تتعظ حماس مما يحدث في المخيم؟! هل تعود لتمسك بالبوصلة الحقيقية، بوصلة فلسطين كحركة مقاومة، وليست كأداة مستأجرة!!
دخول ارهابيي داعش بالتنسيق مع عصابة النصرة الى مخيم اليرموك، لتمارس القتل والذبج، كشف العلاقة المخزية بين عناصر من حماس وعصابات الارهاب، وطوال اعوام الأزمة السورية لم تتحرك حماس لانقاذ المخيم وبقيت تحالفاتها طي الكتمان الى أن دخلت داعش وراحت تقتل وتلاحق عناصر حماس في المخيم الذين كانوا على علاقة حميمية مع المجموعات الارهابية على اختلاف تسمياتها بما فيها عصابة النصرة التي ضخت مجموعات حماس داخل المخيم.
والآن.. ان لمخيم اليرموك رمزيته الخاصة، وترحيل سكانه، وتدميره، بداية لمؤامنرة التوطين، وهذا أحد أهداف تواجد الارهابيين في المخيم ، هذا المخيم أحجم عن الندخل في الاحداث، لكن، حماس بتنسيق مع الأم “جماعة الاخوان” استخدمت ضد الدولة السورية التي رفضت حتى الان اقتحام حقنا لدماء أبنائه من الفلسطينيين.
والآن، ايضا، المطلوب موقف حازم من جانب القوى الفلسطينية لحماية المخيم عمليا وبالسلاح وطرد الارهابيين من أحيائه، وعلى حركة حماس أن تعلن موقفها صراحة بترجمة عملية واضحة لا لبس فيها.
وكالك، فان السلطة الفلسطينية مدعوة لكشف الحقائق، حقائق ما يشهده المخيم، وكشف المستور فالاقنعة تساقطت، المطلوب رد فلسطيني مسلح، بالتنسيق مع الدولة السورية، التي لم يقترب جيشها من اليرموك، ورفض اقتحامه حماية للفلسطينيين، ما يدعو اليه الفلسطينيون ويحثون قيادته على القيام به هو زحف من المقاتلين الفلسطينيين من كل الفصائل نحو المخيم لطرد الارهابيين على اختلاف تسمياتهم ، وحماية الأهل فيه.
سيريان تلغراف