” 40 يوما بين يدي الدولة الإسلامية”، بهذه الطريقة وثق الصحافي التركي بنيامين إيغون، في مذكراته عملية أسره على يد تنظيم “داعش”، شرح فيها عملية اعتقاله، وظروف سجنه ونجاته من الموت.
في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، تحدث الصحفي بنيامين إيغون، عن عملية اعتقاله وأسره على يد تنظيم “داعش”.
من هو بنيامين إيغون؟
هو مصور تركي من صحيفة “ميلييت”، حائز على عدة جوائز، ويعد من أوائل الصحافيين الذين تجاوزوا الحدود السورية لتغطية الحرب الدائرة فيها منذ ما يزيد على 4 أعوام.
يسرد إيغون عملية اعتقاله، في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، فبعد قطع الحدود السورية، هاجم 8 مسلحين السيارة التي كان يستقلها برفقة ضابط من “الجيش السوري الحر” في قرية سلقين في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
اسمي سبب معاناتي
وتحدث إيغون أن تنظيم “داعش” اتهمه بالتجسس لصالح إسرائيل بسبب اسمه “بنيامين”، لأنه اسم شائع لدى اليهود.
وبدأ خاطفوه باستجوابه، لصالح من يعمل مشددين على تقديم أسماء محددة، وإن كان يشرب الكحول أم لا، وتابع قائلا: أجبروني على الوضوء وأداء الصلاة 5 مرات، لكني لم أكن أعلم طريقة القيام بذلك، مضيفا أن رفاقه في الأسر علموه كيفية الصلاة “لأن المصلين أقل عرضة للتعذيب”.
موت مؤقت
لم يتخيل إيغون في تلك اللحظة التي أبلغه فيها السجان أنه صدر قرار بإعدامه، أنه سيترك حيا ليروي فيما بعد لحظة “موته المؤقت”..فكلمات السجان كانت واضحة “انهض، صل واستغفر ربك.. ستعدم غدا بالسيف”.
يروي إيغون تلك اللحظات قائلا: “مر شريط حياتي أمام عيني، كنت أتخيل طريقة إعدامي كلما أغمضت عيني، فانتظار موتي كان قمة التعذيب”.
وتابع إيغون حديثه عن لحظات انتظاره لعملية موته 3 أيام، لكن ذلك لم يحدث، وبعد 40 يوما من الأسر تحرر إيغون على يد مجموعة جهادية أخرى، وبعد فترة وجيزة، أدرك الصحفي أن تنظيم “داعش” انسحب من المدينة التي كان محتجزا فيها، لتتواصل فيما بعد أجهزة المخابرات التركية مع المجموعة الجهادية الأخرى لتحرره في مرحلة لاحقة.
40 يوما من الأسر .. 40 سنة
وأشار إيغون إلى مذكراته “40 يوما بين يدي الدولة الإسلامية” الصادر في يناير/كانون الثاني الماضي، قائلا: “لو لم أكتب مذكراتي لكنت خذلت زملائي” ، في إشارة إلى صحافيين آخرين أعدمهم تنظيم “داعش”.
ويقول “لقد تأثرت كثيرا بما عانيت لكنه ليس بالأمر الكبير أمام الوحشية التي قتل بها تنظيم الدولة الإسلامية ويقتل كل يوم أعدادا كبيرة من الضحايا، متذكرا زميليه الأمريكيين جيمس فولي(40 سنة) الذي خطف في شمال سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 وستيف سوتلوف (31 سنة) وخطف سوتلوف في شمال سوريا قرب الحدود التركية، في الـ 4 أغسطس/ آب 2013.
ويصف إيغور الـ 40 يوما التي قضاها أسيرا لدى “داعش” بأنها كانت 40 سنة مرت عليه بسبب هول ما شهده والمعاناة التي تعرض لها، لكنه رغم ذلك لا يزال يأمل بالعودة إلى سوريا لممارسة مهنته مجددا.
سيريان تلغراف