Site icon سيريان تلغراف

مخيم اليرموك .. تحت هيمنة من لا يرحم

تشكل سيطرة تنظيم داعش على معظم أجزاء مخيم اليرموك خطرا محدقا بنحو 18 ألف شخص ما زالوا يعيشون هناك، وذلك في ظل حصار خانق وظروف إنسانية بالغة القسوة.

اليرموك، هو ذاك الاسم الذي يطلق على ما كان يعرف بأكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين هجروا من بلادهم إثر نكبة عام 1948.

وضعت عام 1957 اللبنة الأولى لإنشاء المخيم على مساحة تتجاوز بقليل كيلومترين مربعين، ومع بداية سبعينيــات القرن الماضي بدأت تتبلور ملامح التوسع باتجاه الغرب والجنوب، وصولا إلى ما يعرف بشارع الثلاثين، وقد ساعد في ذلك لاجئون جدد استقروا في المخيم بعد حرب حزيران عام سبعة وستين.

جغرافيا، يقع اليرموك على بعد ثمانية كيلومترات من وسط العاصمة دمشق ويعد جزءا أساسيا من مكوناتها، وتشير التقديرات إلى أن نحو 225 ألف فلسطيني كانوا يقطنون المخيم قبل بدء النزاع السوري، بقي منهم نحو ثمانية عشر ألفا وفق إحصاءات.

ومع بداية الأزمة السورية تحول المخيم إلى ملجأ لكثير من أهالي ريف دمشق وأحياء العاصمة التي طالها النزاع، كبلدات ببّيلا ويلدا والحجر الأسود وأحياء التضامن والقدم والعسالي، لكن دخول المعارضة المسلحة على خط المخيم تسبب باندلاع معارك عنيفة بخاصة مع الجبهة الشعبية القيادة العامة التي استنفرت عناصرها في المخيم لاستعادته.

في منتصف شهر كانون الأول عام 2012، تمكنت المعارضة المسلحة من السيطرة بشكل كامل على المخيم المتصل بالحجر الأسود جنوبا وبحي التضامن غربا، ما تسبب باحتدام الاشتباكات فسقط عشرات القتلى من المدنيين، وفرض حصار كامل على المخيم.

وقد وثقت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا ذلك بأرقام وحقائق، أهها محاصرة المخيم منذ أكثر من 500 يوم، وموت 167 لاجئا جوعا، ومقتل 1029 من أبناء المخيم، بالإضافة إلى أن المخيم بقي 170 يوما من دون مياه، و680 يوما من دون كهرباء.

وبعد معارك طاحنة ومحاولات عديدة للتوصل إلى هدنات ومصالحات، شن تنظيم داعش هجوما مباغتا على المخيم في سعي منه للحصول على موطئ قدم في دمشق.

وبات التنظيم يبسط سيطرته على نحو 90% من المخيم، وينشر قناصيه على أسطح المباني. لجأ الفلسطيني من وطنه فرارا، من مجازر ارتكبت في حقه، على أمل العودة إلى أرضه، لكنه الآن بات تحت رحمة من لا يرحم، ويوما مــا خط الفنان ناجي العلي بريشته رسما تحت عنوان الفلسطيني متهم حتى تثبت إدانته.

سيريان تلغراف | RT

Exit mobile version