تناولت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” تأزم العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية وتأثير اتفاق “السداسية” الدولية مع ايران بشأن برنامجها النووي في توسيع هذا الشرخ.
جاء في مقال الصحيفة:
يتوسع الشرخ في العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية يوما بعد آخر.
ان توصل “السداسية” الدولية الى اتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي، سيكون له بالتأكيد تأثير كبير في الأوضاع الشرق أوسطية. وكما هو معروف كان لإسرائيل موقف سلبي منها منذ بدايتها، حتى أنها بذلت جهودا كبيرة من أجل إعاقة التوصل الى أي اتفاق مع ايران، مستخدمة الكونغرس الأمريكي الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري.
أول علامة لتأزم العلاقة بين البلدين برزت في نهاية فبراير/شباط – مارس/آذار الماضيين، عندما دعا رئيس مجلس النواب، الجمهوري جون بينير، دون استشارة البيت البيض، رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو لإلقاء كلمة في الكونغرس. كان الهدف من هذه الدعوة، الضغط على الحزب الديمقراطي الحاكم، ولكن موقف أوباما كان حازما وامتنع عن استقبال نتانياهو.
من جانبهم أعلن مساعدو الرئيس الأمريكي، ان استمرار إسرائيل على هذا النهج، سيلحق ضررا بالغا في العلاقات بين البلدين. مع ذلك ألقى نتانياهو كلمته أمام الكونغرس الأمريكي، أشار فيها الى ان الخطر الرئيسي على الشرق الأوسط هو البرنامج النووي الإيراني ، لذلك فإن التوقيع على أي اتفاقية بشأنه، سوف يلحق الضرر بمصالح الولايات المتحدة نفسها.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد أشارت في عددها الصادر يوم 23 مارس/آذار الماضي، الى أن إسرائيل تجسست على المشتركين في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وحاولت من خلال المعلومات التي حصلت عليها تقويض أي اتفاق بين “السداسية” وايران.
أنزعج البيت الأبيض من محاولات إسرائيل تحفيز المشاعر المعادية لإيران في الكونغرس، حيث على اثرها وجه 47 عضوا في مجلس الشيوخ رسالة الى مرشد الثورة الإسلامية تضمنت إبلاغه بأن أي اتفاق بشأن البرنامج النووي سوف يلغيه الرئيس الأمريكي القادم.
لقد أصبحت الخلافات بين البلدين واضحة للعيان، وان الشرخ في علاقات واشنطن وتل ابيب يتوسع يوما بعد آخر.
وكما هو معرف، فاز نتانياهو في الانتخابات البرلمانية التي جرت في اسرائيل يوم 17 مارس/آذار الماضي، بفضل دعم أكثر من نصف مليون ناخب من سكان المستوطنات، إضافة الى القوى اليمينية، بعد أن أعلن انه ليس من انصار اقامة دولة فلسطينية مستقلة.
هذه التصريحات لم ترض واشنطن، حتى أن أوباما أكد على أن تصريحات نتانياهو، تجعل مستقبل المفاوضات الخاصة بتسوية الآزمة على اساس حل الدولتين، غامضا. كما أعلن انه اعطى توجيهاته بشأن اعادة النظر في موقف الولايات المتحدة من النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.
يشير خبراء مقربين من الادارة الأمريكية الى انه يجري اعداد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، يتضمن رسم حدود الدولة الفلسطينية، وكذلك إضافة مسألة الحد من ضمانات القروض الى اسرائيل في تقرير الكونغرس، بسبب توسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
كما تدرس خيارات أخرى، مثل التخلي عن معارضة نية الفلسطينيين تقديم شكوى الى محكمة الجنايات الدولية، وكذلك عدم التدخل في مقترح بعض حلفائهم في أوروبا بشأن فرض عقوبات على اسرائيل، وعدم استخدام حق الفيتو ضد أي قرار لمجلس الأمن الدولي يتضمن ادانة لإسرائيل.
حسب رأي العديد من المراقبين العرب، سوف تستمر الولايات المتحدة في هذا النهج، لتبين لإسرائيل ان مصالحها في الشرق الأوسط لا تتطابق دائما مع سياسة نتانياهو. وان مرحلة التعاون الوثيق بين واشنطن وتل ابيب عمليا قد انتهت. وهذا بطبيعة الحال سيؤثر جدا في توازن القوى في الشرق الأوسط.
سيريان تلغراف