تناولت صحيفة “كوميرسانت” الأوضاع السيئة التي تعيشها اليمن، مشيرة الى أن تدخل المملكة العربية السعودية لن يهدئ الأوضاع.
جاء في مقال الصحيفة:
قررت المملكة السعودية التدخل عسكريا في النزاع الدائر في اليمن، حيث يسيطر الحوثيون المدعومون من ايران على نصف اراض اليمن.
يقول مصدر مطلع للصحيفة، ان المسؤولين في السعودية أكدوا على عدم وجود خطة لغزو بري، بل سيقدم الدعم اللازم للقبائل اليمينة. يبدو ان مثل هذا الموقف أيضا اتخذته ايران في دعم الحوثيين. وهذا يعني ان اليمن سيتحول لسنوات طويلة الى ساحة صراع بين زعيمتي العالم الإسلامي.
يشارك في العمليات العسكرية التي اطلق عليها اسم “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين في اليمن، إضافة الى السعودية، كل من قطر والكويت والبحرين والامارات العربية ومصر والمغرب والسودان والأردن وباكستان، تقدم لهم الولايات المتحدة المعلومات الاستخباراتية اللازمة.
بدأت الهجمات الجوية بقصف مواقع الحوثيين في مختلف انحاء اليمن، وشملت القواعد الجوية والطائرات الحربية ومواقع المضادات الجوية بالقرب من مطار صنعاء، وكذلك القواعد العسكرية التي يسيطر عليها الحوثيون في الجنوب. كما هاجمت الطائرات ميناء حديدة على البحر الأحمر، الذي تعتبر السيطرة عليه وعلى مضيق باب المندب مسألة استراتيجية لاستمرار حرية الملاحة وامدادات النفط.
جاء قرار المملكة بشأن التدخل في النزاع اليمني، بعد أن هاجم الحوثيون مدينة عدن، لمنع فرض سيطرتهم على الخطوط البحرية لنقل النفط الخام الى أوروبا والولايات المتحدة، عبر مضيق باب المندب، وعلى الملاحة بصورة عامة.
كما أن السعودية لم تكن لتسمح لحلفاء ايران التي تسيطر على مضيق هرمز بالسيطرة على السواحل اليمنية كذلك.
وضح مستشار وزير الشؤون الإسلامية والدبلوماسية، ماجد عبد العزيز التركي، موقف السلطات السعودية بالقول “الهدف الأساسي للإتلاف هو اعادة الشرعية وعودة الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي الذي تعترف به السعودية والأمم المتحدة رئيسا شرعيا منتخبا لليمن. لقد طلب منصور بنفسه من دول مجلس التعاون الخليجي التدخل عسكريا في اليمن، وإزالة آثار الانقلاب الحكومي غير الشرعي. من جانب آخر بدأ الحوثيون في اجراء تدريبات عسكرية على مقربة من الحدود بيننا، وأن زعماءهم هددوا بالتوغل في اراضي المملكة والاطاحة بالنظام القائم. لذلك قررنا التدخل عسكريا. ونحن نريد تسوية الأزمة بالطرق الدبلوماسية، ومستعدون لتوفير منبر لذلك”.
وأضاف التركي “ليست هنالك حاليا ضرورة للقيام بعمليات عسكرية برية في اليمن. القبائل اليمنية مسلحة بصورة جيدة ومستعدة للدفاع عن الحكومة الشرعية. نحن سنقدم لها الدعم المادي اللازم، الى جانب الهجمات الجوية”.
من جانبها تشير “كوميرسانت” الى ان المعلومات التي لديها تفيد ان أغلب القبائل اليمنية ليست على استعداد للدفاع عن الرئيس منصور، لعدم رضاها على سياسته، وعلاقته الوثيقة بواشنطن والرياض. إضافة الى انها حصلت على وعود مغرية، من حليف الحوثيين، الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
من جانبها اعتبرت ايران “عاصفة الحزم” بأنها غزو مدعوم من الولايات المتحدة، التي لا تنوي حاليا التدخل بصورة مباشرة في هذا النزاع. استنادا لهذا يقول التركي “ايران لن تتصرف بتحد، خاصة وان المفاوضات بشأن برنامجها النووي ما زالت مستمرة، ولكن هناك ضباط ايرانيين يعملون في اليمن، حيث بلغ عدد الرحلات الجوية بين طهران وصنعاء 28 رحلة اسبوعبا. كما ترابط سفن حربية ايرانية في خليج عدن”.
تجدر الاشارة الى ان هذه الهجمات الجوية بدأت دون وجود قرار اممي بذلك، وقد حذر المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، الكسندر لوكاشيفيتش، الولايات المتحدة وغيرها من البلدان التي تساند العمليات العسكرية في اليمن، من “عواقبها الخطيرة للأمن في المنطقة”.
سيريان تلغراف