ان الحرب السعودية الاخيرة المسماه “عاصفة الحزم ” السعودية – ألامريكية ألاخيرة التي قامت من خلالها السعودية وبمشاركة تحالف “عشري ” بضرب بنك أهداف لبنى تحتيه ومجموعة مطارات وقواعد عسكرية يمنية أسفر عن سقوط العشرات من الضحايا ومئات الجرحى ،النظام السعودي برر عدوانه هذا على ألاراضي اليمنية بحجة الدفاع عن شرعية الرئيس اليمني “عبد ربه منصور هادي” ،وبجانب أخر وقف تقدم وتمدد جماعة أنصار الله “الحوثيين ” والجيش اليمني الموالي بمعظمه للرئيس اليمني السابق “علي عبدالله صالح ” بأتجاه مدينة عدن مقر الرئيس اليمني “هادي “، وبجانب أخر وصف بعض الساسة السعوديون هذه العملية باليمن “بالصفعة القوية “للتمدد ألايراني بالمنطقة العربية ،بالمحصلة وبغض النظر عن ألاسباب المعلنة اوالمخفية وراء الكواليس للعدوان السعودي على الدولة اليمنية ،فاليوم يمكن القول ان المنطقة العربية برمتها قد أخذها النظام السعودي الى مغامرة ومقامرة جديدة ،سيكون لها تداعيات ونتائج خطرة وخطرة جدآ .
داخليآ فاليوم معظم الفرقاء السياسيين اليمنيين “باستثناء جماعة الاصلاح الاخوانية وانصار الرئيس هادي والمتحالفين مع السعوديين ” يدركون طبيعة مسار هذه الحرب التي تستهدف اليمن ،فمعظم صناع ومتخذي القرار اليمنيين اليوم و بمختلف توجهاتهم يعون اليوم وأكثر من أي وقت مضى ان اليمن اصبح ساحة مفتوحة لكل الاحتمالات التي قد تشمل بألاضافة الى الحرب الخارجية حربآ داخلية مدعومة بأجندة خارجية تتمثل بسلسلة اغتيالات وتفجيرات وانتشار للجماعات الإرهايية ،فالمناخ العام بالداخل اليمني والمرتبط بألاحداث إلاقليمية والدولية بدأ يشير بوضوح إلى ان اليمن قد أصبح عبارة عن فوهة بركان قد تنفجر تحت ضغط الخارج لتفجر ألاقليم العربي ككل .
فاليوم لايمكن أبدآ فصل ما يجري بسورية والعراق وليبيا عن ما يجري باليمن ،فاليوم هناك معادلة شاملة لكل احداث ألاقليم العربي المضطرب ،هذه المعادلة من الطبيعي ان يكون لها تداعيات مستقبلية على الجميع بألاقليم العربي ،ولكن ان يتم استباق احداث هذه التداعيات بحرب استباقية كما فعل السعوديون اليوم باليمن ،فهذه مغامرة ومقامرة وخطأ فادح أرتكبه السعوديون ومن خلفهم تحالف “عشري ” عربي ،فاليوم لايمكن ابدآ ان يكون الحل للأزمة اليمنية هو الحرب ومحاولة اخضاع الطرف الاخر وبالقوة لاجباره على تقديم التنازلات ،هذه المعادلة قد تصلح باماكن اخرى ولكن باليمن لايمكن ان تصلح أبدآ لعدة اعتبارات .
الأن يمكن القول ان اليمنيين نجحوا في أستيعاب واستقراء طبيعة الضربة السعودية ألاولى ،وهم اليوم يعملون على بناء وتجهيز أطار عام للرد عليها كما تحدث السيد عبد الملك الحوثي القائد العام لجماعة “انصار الله “بخطابه بألامس ،طبيعة الرد وشكل الرد اليمني ما زال طي الكتمان ولم يفصح عنه ساسة وعسكر اليمن ،ولكن من الواضح ان السعوديون بدأو بدورهم التحضير لأستيعاب الضربة ألاولى اليمنية كردة فعل على الضربة ألاولى السعودية،التحضيرات السعودية تبدو اكثر وضوحآ بالمناطق الحدودية المحاذية لليمن شمالآ ،كما يبدو واضحآ ان السعوديون يتحسبون اليوم من عمليات انتقامية قد تقوم بها بعض الجماعات بمناطق جنوب وشرق السعودية .
اليوم من الواضح ان السعوديون يدركون بشكل واضح حجم الخطورة المتولدة عن حجم الضرر الذي قد يلحق بالسعودية نتيجة هذا الخطأ الفادح الذي ارتكبته باليمن ،كما أنهم يعلمون جيدآ ان مدى استمرار تحالفهم العشري مع بعض الدول العربية التي تشترك بهذا التحالف يرتبط بشكل قطعي بحجم الاغداقات السعودية التي من المطلوب ان يقدمها السعوديون لحلفائها العرب بهذه الحرب.
ختامآ ،يبدو واضحآ ان الساعات القادمة ستحمل المزيد من التطورات بعملية “عاصفة الحزم “ومن المتوقع ان يكون لها تداعيات عدة بالقادم من الايام ،فهل السعوديون قادرين على تحمل تداعياتها ،وخصوصآ ان لهم تجارب عدة بالصراع مع الشعب اليمني منذ عام 1934 مرورآ بأحداث عدة ليس أخرها ولا أولها احداث عام 2009 بعد الاشتباك المباشر بين انصار الله والسعوديون بمدينة صعدة اليمنية ،ومن هنا سننتظر القادم من الايام لنقرأ هذه المعادلة بشكل واضح …..
سيريان تلغراف | هشام الهبيشان
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)