كشفت صحيفة “بيلد” الألمانية عن أن مساعد قائد طائرة “الايرباص ايه-320” الألمانية، أندرياس لوبيتس عانى من اكتئاب حاد عام 2009، مشيرة الى أن القائد حاول كسر باب القمرة بالفأس.
وقالت الصحيفة الجمعة 27 مارس/آذار بعد الاطلاع على وثائق رسمية للهيئة الألمانية للإشراف على النقل الجوي (ال بي ايه) إن الشاب كان يخضع لعلاج “طبي خاص ومنتظم” مؤكدة أن هذه المعلومات قدمتها مجموعة “لوفتهانزا”، الشركة الأم لـ “غيرمان وينغز”، لهيئة الطيران.
وكان رئيس “لوفتهانزا”، كارستن شبور أفاد الخميس أن أندرياس لوبيتس قطع تدريبه على الطيران الذي بدأه عام 2008 “لبعض الوقت” دون تقديم المزيد من الإيضاحات، ثم استأنف تدريبه بشكل طبيعي قبل أن يبدأ بالعمل على طائرات “ايرباص ايه-320” عام 2013.
وحسب الصحيفة، فإنه كان يعاني عند وقف التدريب من الاكتئاب.
وذكرت صحيفة “بيلد” أن عالما نفسيا سيدقق الجمعة في وثائق سلطات الإشراف على النقل الجوي، قبل تقديمها للسلطات القضائية الألمانية التي ستسلمها بدورها للمحققين الفرنسيين.
هذا وكان برايس روبين، المدعي العام للجمهورية الفرنسية أعلن في مارسيليا الخميس 26 مارس/آذار أن مساعد قائد طائرة “Germanwings” هوى بالطائرة وعلى متنها 150 راكبا عمدا.
وقال المدعي إن “ربان الطائرة خرج من مقصورة القيادة مؤقتا بعد نقل القيادة لمساعده، فقام الأخير بإغلاق المقصورة والضغط على زر الهبوط بشكل متعمد.. هذا هو التفسير الوحيد والقريب من الواقع حتى الآن”.
وأضاف المدعي أن لجنة التحقيق “تجهل حتى الآن سبب إقدام مساعد القائد على تحطيم الطائرة عمدا”.
قائد الطائرة حاول في الدقائق الأخيرة كسر باب القمرة بالفأس
وأفادت صحيفة “بيلد” بأن قائد الطائرة حاول كسر باب القمرة المصفح بعد أن أغلقه مساعده من الداخل، باستخدام فأس حريق كانت على متن الطائرة بين التجهيزات الأمنية المعتادة على متن طائرات الايرباص ايه-320.
وحسب التسجيلات الصوتية كانت بداية الرحلة طبيعية وأصوات الطاقم تسمع بشكل طبيعي، ليعلو فجأة صوت تراجع مقعد، ثم فتح باب وأغلق. وبعد ذلك علا صوت طرق على الباب وصرخات قائد الطائرة ترجو زميله فتح الباب الا أنه لم يستجب ولم ينبس ببنت شفة حتى دوت صفارات الإنذار معلنة اقتراب الطائرة من الأرض.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مدير موقع الطيران FlightRadar أن النظام الآلي للتحليق نقل يدويا قبل قليل من تحطم الطائرة إلى أكثر مستويات الانخفاض المسموحة وهو 30 مترا، وبذلك لم يعد التحكم بالطائرة ممكنا.
خبير طيران: الصندوق الأسود الثاني سيساعد في كشف أسباب الكارثة
من جهته اعتبر الطيار المدني الفرنسي المتمرس جان سيرا، أن المعلومات الموجودة في الصندوق الأسود الثاني للطائرة الألمانية المنكوبة إيرباص A320 هي التي ستكون محورية في كشف أسباب الكارثة.
وقال سيرا في حديث لقناة “بي اف ام” الجمعة 27 مارس/آذار إن “المعلومات التي تم الحصول عليها لدى فك التشفير المبدئي للصندوق الأسود الأول تعتبر موثوقة نسبيا فقط”.
وأوضح: “يقولون لنا إن التسجيل بين تنفسا طبيعيا للطيار أندرياس لوبيتس في الوقت الذي كانت الطائرة فيه بدأت بالسقوط.. الا أنه نظرا لوجود الكثير من الضوضاء في قمرة القيادة من مختلف الأجهزة، فإن هذه المعطيات قد تكون خاطئة”.
وأضاف أنه “لا يجوز استبعاد حدوث شيء مع مساعد الطيار أفقده وعيه، ولمس بعد ذلك صدفة مفاتيح التحكم بالطائرة. لذا تكتسب معطيات جهاز التسجيل (الصندوق) الثاني أهمية مصيرية لأنها ستشير بدقة الى أية تغييرات، وفي أية لحظة، تمت بأجهزة التحكم في قمرة القيادة”.
الشرطة تعثر على “مفتاح” الكارثة في منزل مساعد الربان
في غضون ذلك، أسفر تفتيش منزل لوبيتس عن توصل المحققين الى “اكتشاف مهم”، كما قالت الشرطة لصحيفة Mirror البريطانية، معلنة عن عثورها المحتمل على “المفتاح” الذي قد يساعد في فهم سبب الكارثة، دون أن تكشف التفاصيل ومؤكدة للصحفيين أن الحديث لا يدور عن رسالة وداع.
فرض تواجد شخصين من الطاقم في قمرة القيادة
هذا وأعلنت وكالة أمن الطيران الأوروبية EASA والاتحاد الألماني لقطاع الطيران والطيران البلجيكي عن فرض إجراءات أمنية جديدة على التحليق تفترض ضرورة وجود شخصين على الأقل في قمرة القيادة. ومن المرجح جدا أن تطرح دول أخرى هذا النظام.
وبينت EASA أنه من المحتمل أن يكون الشخص الثاني في القمرة من أحد عناصر الطاقم في حال خروج أحد الطيارين لسبب ما، وهو الأمر المعمول به في أنظمة الطيران الروسية التي تفرض منذ زمن ضرورة تواجد رئيسة المضيفات داخل القمرة في حال خروح أحد الطيارين.
وذهبت كندا أبعد من ذلك حيث أعلنت Air Canada عن إلزام الطيارين بالبقاء سوية في قمرة القيادة طوال مدة التحليق.
كما رجح خبراء الطيران أن هذه الحادثة قد تؤدي الى تغير أنظمة تقييم الحالة النفسية والعصبية للطيارين، وإلى تغييرات في أبواب قمرة القيادة وكيفية عملها.
يذكر أنه بعد هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول العام 2001 على برجي التجارة العالمية باستخدام طائرات مدنية، فرضت وكالة الطيران الأمريكية ومن بعدها العالمية شروطا أمنية جديدة تفرض إغلاق باب قمرة القيادة لمنع دخول أي كان دون موافقة الطيارين.
سيريان تلغراف