بمباركة أميركية، وبمشاركة حلفاء خليجيون، أعلنت الرياض عن تورط جديد للمملكة في المنقطة، عسكرياً هذه المرة في اليمن.
وفيما أطلق عيه الملك سلمان بن عبد العزيز “عاصفة الحزم”، بدأت القوات الجوية السعودية بقصف مواقع في صنعاء، موقعة عشرات الضحايا والجرحى، وذلك بعد دقائق من بيان خليجي مشترك جمع السعودية والإمارات والبحرين والكويت، تم من خلاله الإعلان عن “استجابة خليجية” لـ “طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بحماية الشعب اليمني من الحوثيين” كما جاء في رسالة وجهها الأخير إلى دول الخليج.
في وقت أكد فيه مسؤول أميركي أن واشطن تدعم الرياض في “العملية العسكرية” في اليمن، مشيراً إلى أنّ “مشاورات السعودية مع واشنطن بهذا الشأن جرت على أعلى مستوى، وأنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما كان على علم بالخطة”.
وأعلن البيت الأبيض عن”إنشاء خلية تخطيط مشتركة بين الولايات المتحدة والسعودية لتنسيق التعاون الإستخباراتي واللوجستي بشأن العملية العسكرية هناك”.
في المقابل أشار المتحدث باسم أنصار الله الحوثيين البخيتي أن العمليات العسكرية ستجرّ المنطقة إلى حرب واسعة، مؤكدا أن المعتدين سيلقون الجواب المناسب.
في حين، أكد عضو المجلس السياسي لجماعة “أنصار الله” علي العماد في رد على العدوان السعودي على اليمن، إن السعودية ستدفع “ثمناً باهظاً”، وإتهم العماد السعودية وحلفائها بالوقوف ضد “الإرادة الشعبية” واستبعد تدخلاً برياً سعودياً، وقال أن الرياض “تعلمت” من دروس المواجهة السابقة.
وأضاف العماد: “نعتبر ما يجري عدواناً سافراً ولن يمر مرور الكرام، وسنواجه العدوان بالعدوان، ونعتبر ما حصل اعتداء مباشراً ينتهك الإرادة الشعبية، والسعودية ستدفع ثمن ذلك”.
وأكد العماد أن الغارات الجوية الخليجية استهدفت المطار العسكري في صنعاء : “الإرادة الشعبية وقفت أمام التدخل الخارجي وهذه الضربات ستكون نتيجتها عكسية وستؤدي إلى التحام شعبي إضافي مع الثورة”.
بدروه، أكد القيادي وعضو المكتب السياسي في جماعة أنصار الله علي القحوم أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف اليدين أمام العدوان السعودي عليه.
وأعلن السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير في بيان “بدء العملية العسكرية”، موضحاً أن “عشرة دول تشارك في العمل العسكري بينها خمس دول من مجلس التعاون باستثناء سلطنة عمان”.
وقال الجبير إن “العملية العسكرية” تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية، زاعماً أن الهدف منها “حماية الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي”.
وقد امتنع السفير الجبير عن إعطاء أيّ معلومات عن مكان وجود الرئيس هادي الذي تضاربت المعلومات بشأن تواجده.
وسقط نتيجة هذه الضربات عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى، فيما أسقطت المضادات الأرضية لقوات الدفاع الجوي اليمني طائرة حربية سعودية فوق أجواء العاصمة صنعاء. وقد تصدت الدفاعات الأرضية لعدد من الغارات على قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء.
وأعلنت خمس دول خليجية، وهي السعودية، التي تشارك في العملية بـ100 طائرة و150 ألف مقاتل، والإمارات، والبحرين، وقطر والكويت، قرار ما أسمته “دعم الشرعية اليمنية”. وكذلك أعلنت مصر دعمها للعملية العسكرية.
وجاء في البيان الذي أصدرته الدول الخليجية ليل أمس الأربعاء: “قررت دولنا الإستجابة لطلب الرئيس هادي لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية، لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق”.
من ناحية ثانية دعت اللجان الثورية جماهير الشعب اليمني للمشاركة الواسعة في مسيرة “الرد الشعبي على الانتهاك السعودي السافر” عصر اليوم الخميس في باب اليمن في العاصمة صنعاء، فيما أفادت مصادر وثيقة أن اجتماعات مكثفة تتم لقيادات حركة انصار الله للرد على العدوان العسكري الذي يستهدف اليمن.
في الإطار ذاته، حذر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي من أن لنيران الحرب على اليمن تبعات خطرة خصوصاً في ظل حساسية الأوضاع في العالم الإسلامي، مشيراً أن دخان هذه النيران ستصل إلى عيون السعودية.
ورأى أن إشعال السعودية نيران حرب جديدة في المنطقة يدل على عدم تحملها المسؤولية تجاه مشاكل الامة الاسلامية.
وأكد بروجردي إدانة بلاده بشدة العمليات العسكرية ضد اليمن داعياً إلى وقف العمليات العسكرية ضد اليمن فوراً والعودة إلى الحلول السياسية معتبراً أن واشنطن تريد فرض أزمة جديدة في العالم الإسلامي بعد فرضها أزمات في العراق وسوريا وافغانستان.
من جهتها قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم “إن الغارات الجوية على اليمن خطوة خطرة تتعارض مع القوانين الدولية وستزيد الأوضاع تعقيداً في اليمن”.
سيريان تلغراف