تناولت صحيفة “كوميرسانت” الأوضاع التي تشهدها ليبيا في الفترة الأخيرة، وأشارت الى أن حقول النفط الليبية أصبحت الهدف الرئيسي لمسلحي “الدولة الإسلامية” هناك.
تشن “الدولة الإسلامية” هجمات مسلحة على أكبر حقول النفط الليبية، فقد أعلنت شركة النفط الوطنية الليبية، عن وقف عمليات الاستخراج في 11 حقلا للنفط تقع بالقرب من الموانئ الرئيسية لتصدير النفط – السدرة وراس لانوف، وحذرت من احتمال توقف عمليات الاستخراج بصورة كاملة قريبا.
الحقول النفطية المذكورة هي موضع صراع بين قوى مختلفة – مجموعة “فجر ليبيا” التي تقاتل الى جانب الحكومة الإسلامية في طرابلس، وقوات الحكومة المعترف بها دوليا التي اتخذت طبرق مقرا لها، إضافة الى مجموعات متطرفة عديدة التي بدأ قادتها يعلنون ولائهم لـ “الدولة الإسلامية”.
تسببت العمليات العسكرية الجارية في ليبيا بانخفاض حجم الانتاج النفطي الى الربع، مقارنة بعام 2011 عند بدء عمليات الناتو ضد نظام معمر القذافي. يبلغ حجم الانتاج النفطي في ليبيا حاليا 400 ألف برميل في اليوم فقط. وقد تمكن مسلحو الدولة الإسلامية من السيطرة على حقول النفط الواقعة غرب البلاد، التي أهمها حقل مبروك – أحد أغنى حقول النفط في ليبيا، حيث كان يصل انتاجه اليومي الى 400 ألف برميل. كانت تساهم في عمليات استخراج النفط في هذه الحقول شركات أجنبية مثل توتال الفرنسية والأمريكية Marathon Oil Corp. وHess Corp وConoco Phillips.
نتيجة لهذه الأوضاع، طلبت حكومة عبدالله عبدالرحمن الثني، المعترف بها دوليا، من مجلس الأمن الدولي إلغاء الحظر المفروض على توريد السلاح الى ليبيا منذ عام 2011. وقد تضمن الطلب الليبي حاجتهم الى عشرات الطائرات المقاتلة والدبابات لـ “مواجهة الدولة الإسلامية”. ولكن العديد من أعضاء مجلس الأمن الدولي يتخوفون من رفع الحظر عن توريد الأسلحة الى ليبيا في ظل النزاع المسلح حاليا. كما لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية التي يجري الحوار بشأنها في الجزائر والمغرب تحت رعاية الأمم المتحدة حاليا، حيث يحاول ممثلو القوى السياسية التوصل الى اتفاق بهذا الشأن، ولكن فرصهم في ظل هذه الأوضاع ضئيلة جدا.
من جانب آخر أكد رئيس الحكومة الايطالية، ماتيو رينزي الذي يزور موسكو، على “أولوية” تسوية الأزمة الليبية. وحسب قوله، إن دول العالم لا تولي أي اهتمام لهذه المسألة، وطلب من روسيا المساهمة في تسوية هذه الأزمة، “نظرا لعلاقاتها التاريخية مع مصر”.
إن ذكر مصر هنا ليس اعتباطا. لأن القاهرة تشارك بنشاط في النزاع الليبي، حيث تشن الطائرات الحربية المصرية هجمات على مواقع المتطرفين في ليبيا، وتدعو الدول الأخرى الانضمام الى هذه العمليات. كما ان مصر طلبت من روسيا دعم مشروع القرار الذي تقدمت به الى مجلس الأمن الدولي بشأن تشكيل ائتلاف دولي لمواجهة المجموعات المتطرفة في ليبيا.
سيريان تلغراف