تناولت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” قرار إحدى حركات المقاومة السورية الموالية للغرب حل نفسها، بعد الهزائم التي لحقت بها.
جاء في مقال الصحيفة:
أعلنت قيادة حركة “حزم” الموالية للغرب حل نفسها. جاء هذا القرار ارتباطا بالهزائم التي منيت بها الحركة في المعارك الطاحنة التي خاضتها ضد “جبهة النصرة”، التي سيطرت على مقر “حزم” بمدينة أتارب في ريف حلب.
إن قرار قيادة حركة “حزم” المقربة والمدعومة من قبل واشنطن، بحل الحركة، يضع فعالية البرامج الأمريكية بشأن مكافحة المجموعات المتطرفة مثل “داعش” و”جبهة النصرة” موضع شك.
لقد خسرت “حزم” خلال المعارك التي خاضتها ضد “جبهة النصرة” المرتبطة بحركة “القاعدة” في ريف حلب حوالي 60 قتيلا و70 أسيرا. وقد علل قادة حركة “حزم” قرارهم هذا بتجنب المزيد من اراقة الدماء. وحسب قول زعيم الحركة، أحمد الأتاريبي، تشن القوات السورية في الفترة الأخيرة هجمات على ثلاثة محاور، وهذا ناتج عن الصراعات الداخلية بين فصائل المعارضة. لذلك فإن حل الحركة هو إجراء حتى ولو كان راديكاليا هو لتجاوز هذه الصراعات.
ويذكر ان حوالي 5000 مقاتل تابعين لحركة “حزم” استلموا من وكالة الاستخبارات المركزية تجهيزات قتالية تتضمن صواريخ “TOW ” المضادة للدبابات. وكانت هذه خطوة موجهة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. ولكن لم يمنع هذا ازدياد تأثير “داعش” في المنطقة وتوسعها، في الوقت الذي ركزت الادارة الأمريكية اهتمامها على محاربة النظام السوري.
يقول المساعد الأقدم لشؤون الاتصالات في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أُبي شهبندر، “لقد شعرت القيادات انها مهملة من قبل الغرب، وان القوى المعتدلة المدعومة من الغرب لم تحصل على ما فيه الكفاية من السلاح لكي تنتصر على “جبهة النصرة”. أي أن الغرب ليس متحمسا في مكافحة المتطرفين في سوريا”.
يضع هذا فعالية البرامج الغربية الجديدة الخاصة بتسليح وتدريب فصائل المعارضة السورية لمكافحة “داعش” موضع الشك. تنص هذه البرامج على تدريب 1500 مقاتل يتبعون المجموعات المعارضة المعتدلة، التي تحصل على تمويل ودعم من الولايات المتحدة. يقول الممثل الرسمي لوزارة الدفاع الأمريكية، اللواء البحري جون كيربي “ان تدريب المجموعات (كل مجموعة تتألف من 200 – 300 مقاتل) سيبدأ قريبا، في تركيا وقطر والمملكة السعودية، وأن ألف عسكري أمريكي سيقدمون الدعم التقني اللازم لهم”.
من جانبه قال رئيس معهد الدين والسياسة في روسيا، الكسندر ايغناتينكو: “على امتداد الأزمة السورية تجري عملية خلط المجموعات المعارضة التي بلغت في بعض الأحيان ألف مجموعة. ان حركة “حزم” لن تنحل، بل ستنضم الى “جبهة الشام”. من الصعوبة متابعة عمليات الخلط التي يكون هدفها عادة اخفاء انصار “القاعدة” تحت اسماء خادعة. ليس مستبعدا في هذه الحالة أن نشاهد عملية خلط جديدة، قد يكون الهدف منها تقديم اسلاميين “معتدلين” تبحث عنهم أمريكا، ولكن كما نعلم لا وجود لمثل هؤلاء. يأمل المتطرفون أن يشارك افراد “جبهة الشام” في معسكرات التدريب في الأردن وتركيا. وبعد انتهاء عمليات التدريب والاعداد والحصول على السلاح من أمريكا، يتحولون الى صف المجموعات المتطرفة. لذلك يمكن ان نقول لأمريكا بأن محاولاتها في البحث عن “المعتدلين” لن تحصل من ورائها على ما تسعى اليه”.
سيريان تلغراف