يأتي هجوم تنظيم داعش على قرى سورية تقطنها أقلية آشورية، في سياق استهدافه جميع مكونات المجتمعين السوري والعراقي، حيث يسيطر على مساحات شاسعة من الدولتين.
ويسجل المولود الحديث في عامه الثاني أبشع صور الإجرام المتنقل وأقبح صفحة للإنسانية منذ عصور المغول والتتار.
مولود جديد كان نتيجة لخلل فكري وأخلاقي وعقائدي وبشري أنتج هذا المخلوق المشوه وأطلق عليه اسم “داعشَ”، فامتهن القتل بكل أشكاله من الرجم والسبي والاغتصاب فالرمي من أسطح المنازل إلى الحرق والنحر من دون أن يرف له جفن.
آخر ما حرر كان الهجوم على قرى سورية يقطنها آشوريون منذ مئات بل وآلاف السنين ليقتل منهم العشرات ويستولى على قراهم ويأسر أعدادا منهم على الرغم من المقاومة الشرسة التي واجهها.
رأي الكنيسة المسيحية كان واضحا في تصريحات خاصة لقناتنا، حيث اكتفى بطرك أنطاكية وسائر المشرق غريغوريوس لحام بالقول: “نشعر بأننا في عالم الظلام والخطيئة والشر”، نافيا أن تكون لهذه الأعمال علاقة بأي دين.
أما كاهن رعية بطركية السريان الأورثوذوكس في دمشق غابرييل داود فقال إن ” أكثر من 100 سوري من الطائفة الآشورية قتلوا وتم إجلاء نحو 200 عائلة”، مؤكدا أن هذه الأعمال لا تستهدف المسيحيين فقط وإنما كافة مكونات المنطقة لتمزيقها وتفتيتها من قبل أعداء الإنسانية والتراث.
هذا كله ليس بجديد، فقد نشر التنظيم منذ أيام تسجيلا مصورا لعملية ذبح مصريين أقباط في ليبيا، حيث تم اقتيادهم في مشهد ميلودرامي لينحروا على شواطئ المتوسط.
كما تم استهداف التركمان في قضاء تلعفر بالموصل، ولاسيما بعد هدر دمهم من قبل (داعش)، وحدث ولا حرج عن المصائب التي حلت بأكراد سوريا والعراق، كما وطالت شرور داعش أيضا أبناء قومية الشبك في شمال العراق.
وعما تعرض له الإيزيديون حيث خطف وقتل العشرات منهم ونزحت أعداد كبيرة بسبب حالة الخوف التي يعيشون فيها بإقليم سنجار العراقي، ما دفع منظمة العفو الدولية إلى التحذير من استهداف الأقليات في العراق وعلى رأسها الإيزيديين.
فمن يقرأ التاريخ جيدا يعرف أن صفحاته مليئة بالجرائم والحروب، لكن القارئ يدرك أيضا أن لكل حرب ضحايا ولكل طاغية نهاية.
سيريان تلغراف