باتت الجماعات المسلحة التي تقاتل في الجبهة الجنوبية من سورية (مثلث درعا – القنيطرة – ريف دمشق) مصابة بالشلل تماماً، فاقدةً السيطرة على نفسها وعناصرها الذين لا ينفكون يصدرون الاستغاثات وسط خشية من تقدم الجيش السوري نحو عمق سيطرتهم.
محور المقاومة كما الجيش، وبعد ايامٍ من الركود نتيجة العاصفة الثلجية، وبعد ان ألزمت الاحوال الجوية الجبهات ومقاتليها على الهدوء وأحذ قسطٍ من الراحة بينما كان ضباط الميدان لا يزالوا يعملون على الخطط، عادت الشمس أخيراً لترخي بنورها وظلالها على الميدان مع مباشرة الجيش السوري منذ صباح أول من أمس بإستكمال عمليته في المنطقة مع رفعه وتيرة عملياته.
وقال مصدر مطلع وحدات الجيش والمقاومة شنّا الهجمات على الجبهات الاساسية في محور “كفرناسج – كفرشمس”انطلاقاً من دير العدس مع محاولات للتقدم نحو حمريت وتل قرين، مدعومةً بوابلٍ من القصف المدفعي والجوي الذي ترافق مع صليات صاروخية موجهة. النشاط العسكري فتح على مصراعيه مع تمكن سلاح الجو اخيراً من التحرر من قيود الطقس وسوء الرؤية. تل غشيم وبلدة الهبارية دخلت في الساعات الـ 48 الماضية بقوة على خط الاحداث، حيث حاول المسلحون إلتقاط الانفاس والهجوم بعد العاصفة، لكنهم لم ينجحوا حيث اجبرهم الجيش على التراجع بعد إشتباكات عنيفة ادت لخسائر جسيمة في صفوفهم.
التراجع هذا تبعه توسعة في رقعة العمليات من جهة الجيش السوري والمقاومة أمس الاثنين، حيث شن هجماتٍ واسعة وعنيفة على كتل متقدمة من “كفرناسج – كفرشمس” مركزاً الهجوم على التحصينات والخطوط الامامية التي تشكل حلقة الدفاع الرئيسية عن القريتين، محاولاً كسرها والتغلغل في داخل البلدات، في وقتٍ شلّ قدرات التلال المحيطة بعد إشعالها بكتل نار صادرة عن القصف.
الهجمات هذه ترافقت مع تمشيط وإغارة من قبل الطائرات العامودية التي إستباحت السماء ذهاباً وإياباً مستهدفةً التحصينات على رئيسيات القرى المذكورة مع دك عوامل القوة داخلها فيما عملت على تضييع بوصلة المسلحين وتشتيت انتباههم في ضرباتٍ متكررة وموجهة كانت عامل مساعدة وإلهاء إستغلته قوات الجيش المتقدمة التي شكلت خط تماس نارياً على تخوم هذا الخط مدخلة المسلحين في حرب إستنزاف قصيرة قد تسقط دفاعاتهم في الساعات القادمة.
ويعتبر تغلغل الجيش في “كفرشمس” و “كفرناسج”، خصوصاً في هذه الاخيرة مقدمة للعبور نحو مدينة “الحارة” وتلها الاستراتيجي الواقع بيد جبهة النصرة حيث يعتبر هذا التل البالغ إرتفاعه 1075م عن سطح البحر و 200م عن سطح البلدة، ذو أهمية إستراتيجية نوعية في سياق تقدم وسيطرة الجيش السوري على الجزء الجنوبي من الريف الدرعاوي المواجه للجولان، ويمتد مدى الرؤية التي يوفرها إلى الريف الغربي، حيث المعارك على تخوم “الشيخ مسكين” و “نوى”.
بالعودة إلى ساح القتال، بات الميدان العسكري في ضوء توسعة الجيش لرقعة الاشتباكات وتمدد عمليته العسكرية تحت السيطرة العسكرية الكاملة للجيش من ناحية الحرية في الحركة وفرض إيقاع ونمط القتال على المسلحين. هؤلاء، تشير التقديرات الميدانية المستقاة من مصادر ذات إطلاع، ان “حركتهم باتت مشلولة بالكامل خصوصاً بعد صد آخر هجوم على الهبارية”، وهم في تقهقر مستمر مضافاً إليه الخوف من سقوط “كفرناسج” التي تعتبر قلعة تحمي مدينة “الحارة” وقلب ريف درعا الجنوبي من تمدد الجيش، وسقوطها يعتبر سقوطاً عسكرياً للمنطقة وإن لم يدخل الجيش قراها الاخرى.
توازياً مع ذلك، نشطت المعارك في ريف درعا الغربي تحديداً على جبهة الشيخ مسكين. هذه الاخرى تراقب حركة القتال في الريف الجنوبي والشرقي من درعا توازياً مع تقدم الجيش، حيث اثر ذلك على إمدادات المسلحين وقوتهم من جراء استشعار الخطر. وشنت مقاتلات الجيش عمليات قصف عنيفة على مواقع المسلحين في المدينة بالاضافة إلى بلدات “سملين وزمرين” المحيطة.
إلى ذلك، نشط نشطاء التنسيقيات بإحصاء عدد قتلى المسلحين في المعركة المذكورة وما خسروه من عتاد وسلاح وأرواح، حيث إعتبر بعضهم في سياق التغريدات على “تويتر”، بأن “سائر قوة المسلحين اللوجستية باتت منهارة ولا يوجد منها شيء بفعل ضربات سلاح الجو. وطالب هؤلاء من الكتائب المسلحة القريبة من نطاق عملهم خصوصاً كتائب “الجبهة الجنوبية” بإسناد “إخوانهم” على جبهات جنوب درعا وتوفير السلاح خصوصاً العتاد الثقيل المتضمن آليات دفع رباعي ورشاشات من عيارات عالية، خصوصاً بعد ان دمر الجيش غالبيتها.
سيريان تلغراف