تتجه الأنظار نحو مخيمات اللجوء السوري في لبنان مع كل عاصفة تضرب الشرق الأوسط، في وقت يصمد فيه جزء كبير من سكانها في وجه العاصفة بمساعدات قليلة وأحيانا معدومة.
ويتجدد ألم النزوح مع كل عاصفة، فالخيام بوصفها ملاذا يتيما للنازحين يكسرها ثقل الثلج وسرعة الرياح، أما المساعدات فبحسب النازحين شحيحة، فيما تقول منظمات الإغاثة إن ما تفعله هو أقصى الممكن.
والثلج هنا بياض لا يبعث الراحة، والشمس ضوء بلا حرارة، فيما هؤلاء الأطفال يعيشون شتاء مبالغا في القسوة، وهذا الحطب المبلول لا يحترق ساعة حاجته، وما حاجته حين تنهار الخيمة؟ فتصبح ساعات العواصف صراعاً للبقاء.
وبيدين متجمدتين تثقب مدفأتها لعلها تنتج الوهج المرجو، هنا تقف أم إبراهيم مكان خيمة ابنتها التي كسرتها العاصفة، وهذه خطوات بين مخيمين يتشابهان في المعاناة، الخيمة هنا تحمل الثلج وتسرب ماءه، وهذه خيمة صمدت يجوع ساكنوها.
وتنتشر المخيمات العشوائية للنازحين السوريين في أكثر من 1700 منطقة لبنانية، ووفق احصاءات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، فإن 55 في المئة، يعيشون في أماكن لا تليق بالسكن، هنا وقت مستقطع من الفرح المتوفر لعله ينسيهم آلام العواصف.
سيريان تلغراف