تزامناً مع المعارك المستعرة داخل مدينة حلب وفي ريفها الشمالي، وتأكيد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا موافقة دمشق على تجميد قصف مناطق نفوذ المسلحين في مدينة حلب لستة أسابيع، رأت الحكومة السورية أمس أنّ نجاح مبادرة الأمم المتحدة لتجميد القتال في حلب يعتمد على مدى قدرة الدول الداعمة للمسلحين على إجبارهم على الالتزام بالهدنة.
وأكدت على لسان وزير الاعلام عمران الزعبي أنّه لم يتم بعد وضع جدول زمني للهدنة التي يعمل من أجلها دي مستورا. وفي مقابلة مع “رويترز”، رأى الزعبي أنّ الحديث عن “تجميد القصف هو جزء من تجميد القتال، بمعنى أن تجميد القتال يقع على عاتق جميع الاطراف المسلحة الموجودة في حلب”.
وأضاف: “الحكومة السورية ما زالت تدرس ما قاله السيد دي مستورا منذ اللحظة الاولى، وعندما يأتي الى دمشق ستكون هناك إجابات دقيقة وواضحة من قبل الحكومة”.
في المقابل، قال رئيس “الائتلاف” المعارض خالد خوجا إن “قيادة الأركان وجميع فصائل الجيش الحر المنضوية تحتها تلتزم ببنود وقف إطلاق النار في حلب، إن أعلن، في حال الوصول إلى حل حقيقي يحقق الأمان للشعب السوري”.
وأضاف خوجا: “لنا تجربة كبيرة مع نظام (الرئيس بشار) الأسد وتصرفاته خلال الأعوام الأربعة الماضية، وخرقه للهدن والاتفاقات التي أبرمها مع الثوار يدل على أنه يراوغ لكسب الوقت، والعودة إلى التصعيد بشكل أكثر وحشية”.
وعن رأيه في خطة دي مستورا أفاد بأنّ “الائتلاف يرحّب بأي مسعى لوقف القتل، وإراقة المزيد من الدماء في سوريا، وهذا موقف الائتلاف منذ تأسيسه، حيث أطلعه المبعوث الدولي قبل أيام على أفكاره، وأخبره بأنها بحاجة إلى مناقشة التفاصيل بشكل أكبر. فوقف القصف الجوي يجب أن يشمل جميع المدن ويتلازم مع وقف القتل على الأرض أيضاً».
وكشف رئيس الائتلاف أنه “من أجل الوصول إلى حل شامل، لا يرضى الائتلاف بحلول مؤقتة، فيجب أن تتضمن المبادرة أيضاً وقف مختلف وسائل القتل الأخرى”.
من جهته، وتعليقاً على الخطة، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تدعم وقف إطلاق النار، حتى وإن كان لمدة ستة أسابيع، مشكّكاً “في احترام نظام الأسد للخطة والتزامه بها”.
وقال جاويش أوغلو: “لقد جاءنا دي مستورا بخطط ومقترحات مشابهة في وقت سابق، ودعمناها مبدئياً رغم بعض تحفظاتنا عليها، خصوصاً في مسألة تنفيذها، لأن وقف إطلاق النار ليوم واحد يعني تجنيب المئات الموت”.
سيريان تلغراف