شدد وزير الإعلام عمران الزعبي على قيمة الشهادة في بناء سورية، معتبراً أن «الشهداء هم سبب وجود سورية واستمرارية الحياة فيها»، على حين انتقد المفتي العام للجمهورية أحمد حسون من يحكمون باسم الدين واعتبرهم «مخطئين» لأن العلمانية «خادمة» للدين وليس العكس، لافتاً إلى أن «المتآمرين» على سورية «خططوا لتمزيقها إلى كانتونات وإثنيات”.
تصريحات الزعبي وحسون جاءت خلال مشاركتهما في «ملتقى البعث للحوار»، الذي يقيمه فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي تحت عنوان «الشهادة والشهداء في عيون السوريين”.
وفي كلمته أمام الملتقى، رأى وزير الإعلام أن «الشهداء هم سبب وجود سورية واستمرارية الحياة فيها» وأنه لا تضحية ووفاء أكثر مما قدموه من أجل عزة الوطن وكرامته. واستطرد قائلاً: إن «سورية كانت سباقة على غيرها من الدول في الانتباه إلى دور الشهادة في المجتمع وتقديم العون والمساعدة لعائلات الشهداء»، مؤكداً في الوقت ذاته أنه مهما بلغ ما يقدم لعائلاتهم من عطاء إلا أنه لا يمكن أن يعادل حجم التضحية التي قدمها أبناؤهم.
وأكد الزعبي أن العدوان على سورية كان مدبراً ومبيتاً ومستتراً منذ بدايات الأزمة، لكنه سرعان ما أصبح علنياً ومفضوحاً، وأشاد بالشهداء الذين ارتقوا منذ بدايات الأزمة حتى اليوم، مؤكداً أنهم ما كانوا ليتمركزوا في الخطوط الأولى للدفاع عن وطنهم «لولا قيم التربية والعقيدة والإيمان والأخلاق وحب الوطن التي تشكل بنيتهم الفكرية”.
من جانبه، أكد المفتي العام للجمهورية في كلمته أن المتآمرين على سورية «خططوا لتمزيقها وتقسيمها إلى كانتونات وإثنيات منذ أن رفع حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية شعاره العظيم «أمة عربية واحدة»، مبيناً أنه سبب رئيسي وراء الثمن الكبير الذي دفعته سورية باستشهاد أبنائها في الحرب التي فرضت عليها.
وأوضح حسون أن ثقافة الشهادة هي ثقافة عقائدية منذ بداية الخليقة وحتى اليوم ويجب التركيز عليها أكثر من قبل، ولا سيما أن المتآمرين حاولوا التشكيك فيها عقائدياً وروحياً وسياسياً، مؤكداً أن «الثقافة الدينية تنظر إلى قضية الشهادة نظرة سامية لا يفوقها نظرة، وأن الشهادة تمثل حياة فورية للشهداء منذ لحظة استشهادهم فمن يطلب الموت توهب له الحياة”.
وأشار إلى الحاجة الماسة لترسيخ ثقافة الشهادة في جميع نواحي المجتمع من مدارس وجامعات وغيرها، مؤكداً أن واجب المجتمع تجاه ذوي الشهداء يجب أن يسبق واجب الدولة تجاههم، موضحاً أن ما شاهده ولمسه من قيم الإيثار والتضحية والعطاء في سورية هو ما جعلها تصمد وتبقى في مواجهة أعدائها.
وعما يتعلق بالدول الداعمة للإرهاب في سورية، اعتبر المفتي العام للجمهورية أن «قرار هذه الدول الصغيرة التي تدعي أنها عربية ليس بيدها وإنما هو موجود في السفارات الأجنبية»، بخلاف سورية التي تمتلك بنفسها قرارها السيادي والحر والمستقل، وبيّن أن «من يحكمون الناس باسم الدين هم مخطئون في ذلك، إذ لطالما كانت العلمانية خادماً للدين وليس العكس”.
من جانبها، تحدثت وزيرة الثقافة السابقة لبانة مشوح عن أن اللغة العربية رفعت من معنى الشهادة والشهداء إلى أعلى مكانة حيث لا تعلوها ولا تفوقها أي معان أو قيم، موضحةً أن الشهادة فعل لا يضاهيه بالسمو فعل وعمل أخلاقي ومعنوي لا تضاهيه قيمة والشهيد إنما يقدم للمجتمع دروساً عملية في التضحية والحب هو المادة والمثل فيها.
وأكدت مشوح أن الشهادة مدرسة تربوية وأخلاقية وجسر لعبور سورية نحو الانتصار، داعيةً إلى تمثل القيم النبيلة والمحبة الخالصة التي تجسدها الشهادة في المجتمع والاقتداء بالشهداء من خلال احترام الواجب والإخلاص في العمل كل فرد في اختصاصه سواء كان طبيباً أم فناناً أو رجل دين.
وبينت أن من حق الشهداء على السوريين احترام نهجهم وسلوكهم الذي أفضى بهم إلى الشهادة والوقوف وقفة ضمير من خلال بناء الدولة وترسيخ القيم الخلاقة في المجتمع وإرساء دولة القانون والمؤسسات، مبينةً أنه كان للإنسان النصيب الأكبر من الأذى الذي تسببت به الحرب الهمجية التي شنت على سورية والمرأة أكبر المتضررين حيث كابدت الآلام والمصاعب وما زالت صامدة مرابطة إلى حين انجلاء الأزمة.
بدوره، تناول نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان بعض التجارب والقصص التي تبين دور الشهادة في المجتمع، مؤكداً أن الحرب الكونية الظالمة التي تشن على سورية تستهدف وحدة أبنائها وتلاحمهم وقرارها الحر المستقل وتستهدف أيضاً الحجر والبشر والتاريخ وحضارة سورية الضاربة في القدم وتدل على فكر تلمودي صهيوني حاقد يستهدف دورها المقاوم والممانع في المنطقة. وفي ختام الملتقى، كرم المشاركون عدداً من أهالي وذوي الشهداء.
حضر الملتقى أعضاء قيادة فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي ورؤساء المنظمات والاتحادات الشعبية والمهنية وحشد كبير من الحزبيين والمواطنين.
سيريان تلغراف