بات العدو الصهيوني منهمكاً بتقدير نتائج عملية الجيش العربي السوري وحزب الله في منطقة ريف درعا القريبة من الجولان السوري الذي تحتله “اسرائيل”.
سقوط المجاميع المسلحة المدعومة من العدو والذي شكل مفاجئة قوية بعد دعمٍ استمر لعامٍ كامل لم يعد بنتيجة بات مادةً دسمةً على أوراق صحف العدو الذي أعطت له حيزاً هاماً في التحليل.
وقال مراسل الشؤون العسكريّة في صحيفة يديعوت أحرونوت، يوسي يهوشواع، إنّ أعين قادة الجيش الإسرائيليّ تُراقب على مدار الساعة ما يجري في الجزء المحرر من الجولان، ونقل عن مصادر عسكريّة رفيعة في الجيش الإسرائيلي قولها إنّ الأخبار الواردة من هناك لا تُبشر بالخير لإسرائيل، وأعربت المصادر عن قلقها الشديد من الانتصارات التي حققها ويُحققها عناصر حزب الله اللبنانيّ في المعارك ضدّ المعارضة المُسلحّة.
علاوة على ذلك، أعربت المصادر عينها عن قلقها الشديد من قيام حزب الله بتنفيذ سلسلة عمليات فدائيّة كبيرة في الذكرى السنويّة لاغتيال قائدها العسكريّ، عماد مغنيّة في العاصمة السوريّة دمشق. وأضافت المصادر ذاتها قائلةً إنّ الجيش الإسرائيليّ قام بإعداد سيناريوهات عديدة لمواجهة أيّ تطور على الحدود الشماليّة، وذكّرت بما كان قد قاله رئيس هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال بيني غانتس، إنّه بالنسبة لإسرائيل فإنّ الاختيار بين سيطرة إيران وسوريّة وحزب الله على الجولان المُحرر أو سيطرة المعارضة المسلحة عليه، هما إمكانيتان سيئتان لإسرائيل، على حدّ تعبيره. وشدّدت المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب، على أنّ نتائج المعارك الضارية التي تجري في الجزء المُحرر من الجولان ستكون لها تداعيات استراتيجيّة بعيدة المدى على إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أنّه بحسب التقارير التي تسلّمتها المنظومة الأمنيّة في إسرائيل، فإنّ عناصر حزب الله اللبنانيّ قاموا بتغيير عناصر الجيش السوريّ، وهم الذين يقومون بقيادة المعارك، علاوة على تواجد عشرات المستشارين العسكريين من الحرس الثوريّ الإيرانيّ في مناطق المعارك، أكّدت المصادر.
وأشارت المصادر إلى أنّ تواجد حزب الله على الحدود مع إسرائيل في الجولان سيقوم بتغيير المعادلات، ذلك لأنّ حزب الله هو خصم يحمل معه الكثير من المشاكل بالنسبة للجيش الإسرائيليّ بسبب الخبرة العسكريّة وامتلاكه أسلحة متطورة ومتقدّمة جدًا. ولكن، بحسب المصادر الإسرائيليّة، فإنّ العامل الرئيسيّ الذي يقضّ مضاجع دوائر صناعة القرار في تل أبيب هو أنّ حزب الله في الجولان يعمل دون ضغط من المدنيين، كما هو الحال في الجنوب اللبنانيّ، وبالتالي تحوَّلَ حزب الله إلى أكثر جرأة إذا قرر القيام بعمليات هجوميّة ضدّ إسرائيل، وبالتالي، فإنّه يتحتّم على الجيش الإسرائيليّ بلورة سياسة جديدة لتحديد قواعد اللعبة في الجولان. وأضافت المصادر أنّ القلق يُساور قادة الجيش الإسرائيليّ لأنّ شأن انتصارات حزب الله في معاركه ضدّ المعارضة المسلّحة أنْ يؤدّي لاندلاع مواجهة دمويّة جديّة بينه وبين إسرائيل.
سيريان تلغراف