بعد عامين من تعينه مبعوثا خاصاً للعراق وفشله في إحراز أي تقدم يذكر في هذه المهمة، رأى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أن “نيكولاي ملادينوف” هو أكثر شخص مناسب لاستلام منصب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط خلفًا للهولندي روبرت سيري.
وعلى رأس مهام ملادينوف الجديدة، إحياء عملية السلام المتعثرة منذ أعوام، بالتوازي مع مباشرة إعادة إعمار قطاع غزة، بعدما لحق به من دمار بسبب العدوان الإسرائيلي خلال الصيف الماضي .
من لا يعرف ملادينوف فهو يعد من أشهر السياسين البلغاريين انحيازًا للعدو الإسرائيلي ومعاداة لفلسطين، وتشير الخلفية السياسية لهذا الرجل، ومواقفه المعلنة المشدده على “حق إسرائيل في الوجود”، كما قال في مداخلة خلال “المنتدى العالمي ضد اللاسامية” في العام قبل الماضي 2013، كما ينحاز إلى “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسط بيئة أمنية صعبة تحيط بها”، على حد تعبيره.
وشغل ملادينوف سابقاً منصب وزير الخارجية في بلغاريا وعضو في مجتمع مفتوح الذي أسسه جورج سورس وعضو في النادي الأطلنطي، إضافة إلى عضويته في المحفل الماسوني التي أقر بها في لقاءات متلفزة، عندما كان وزيرًا للخارجية البلغارية جمعت الوزارة أعداد كبيرة من أعضاء النادي الأطلنطي وهم من المؤيدين لـ”إسرائيل” بشكل مطلق.
مواقف كثيرة أخرى اثبت قربه فيها للكيان الصهيوني فكان من أشد المدافعين عن “إسرائيل” عندما تم مهاجمة سفينة مرمرة التركية، حتى أنه امتنع عن دعوة “السلطات الإسرائيلية” لإطلاق سراح صحافيين بلغاريين كانا على ظهر السفينة، واتهم السفينة بأنها تحمل أسلحة ومواد تستخدم في صناعة الصواريخ التي تطلق على “إسرائيل”.
مواقفه مع فلسطين ضبابية حيث اكتفى في أحسن الأحوال بدعوة المجتمع الدولي لـ”الاهتمام بالصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون” على حد تعبيره، كل ذلك أدى إلى تخوفات بعض القيادات الفلسطينية، حيث وصفه عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد بـ”غير مؤهل للقيام بمثل هذا الدور، ولا يوحي بالثقة”، فيما وصفه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، بـ”المعروف بتقاطعه الشديد مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وتبريره وتأييده لجرائمها ضد الشعب الفلسطيني”.
نيكولاى من مواليد 5 أيار 1972، وشغل منصب وزير الخارجية في حكومة رئيس الوزراء بويكو بوريسوف 2010 – 2013 كما كان ملادينوف عضوا في البرلمان الأوربي من 2007-2009، وشغل منصب وزير الدفاع للفترة من 27 تموز 2009 وحتى 27 كانون الثاني 2010، وفي 2 آب 2013 عين نيكولاي ملادينوف من قبل بان كي مون ممثلا للأمم المتحدة في العراق ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).
سيريان تلغراف