أيام قليلة ، ويفترض أن ينعقد في موسكو المؤتمر التشاوري بين ممثلي الحكومة والقيادة في سورية ، وما اصطلح على تسميته بالمعارضة ، للاتفاق على كيفية ما للخروج من هذه الأزمة الكارثية التي تعصف بسورية ، ورسم ملامح المستقبل الأفضل ..
وحتى نعطي لأنفسنا مبرراً ، فإننا نسأل وبكل شفافية : هل من سيحضر اللقاء ، قادر على ارساء ما سيتم الاتفاق عليه وتطبيقه على أرض الواقع ؟ هل لديه القدرة فعلاً على فرض ذلك ، وصولاً الى وقف هذه المذبحة والدمار فعلاً ؟ ومع احترامنا للجميع ، فإن ممثلي الحكومة والقيادة في سورية لديهم الامكانية ، اذا صدق الطرف الآخر ، وحتماً ثمة توجيه بذلك ومن قبل القيادة ، ولكن هل هذا ممكن بالنسبة الى الفرقاء الآخرين ، هل هم قادرون على الالتزام عملياً بذلك ؟ المعارضة ، هي خليط من فرقاء تعددت آراؤهم وغاياتهم ، وقسم منهم سيشارك وغايته الاصلاح ومصلحة الوطن – من وجهة نظره – وربما يفكر في مخيلته ان يتم تشكيل حكومة انتقالية واسعة الصلاحيات تـُسأل عن التطبيق الفعلي لما سيتم الاتفاق عليه ، وربما يتضمن ذلك اعادة صياغة الدستور وربما ايضاً انتخاب برلمان جديد ورئيس جمهورية !! ولكن هل يكفي هذا لحل هذه الاشكالية بما يتناسب وحلم السوريين جميعاً؟ ان المتتبع لما يحدث في سورية يخدع ذاته ان اعتقد ان بإمكان من سيذهب الى موسكو بيده وقف القتال وبكبسة زر ، حتى لو شارك ممثلو المجموعات المسلحة في الاجتماع ، فأولئك وأمثالهم ليس لديهم القرار بل القرار بيد من يدعمهم ويمدهم ويحرضهم ؟! هذه المهزلة تسأل عنها اسرائيل ومن يدور في فلكها امريكا وبعض دول الغرب وأذنابها من دول الخليج وتركيا ، وبما أن اولئك لم يرتووا بعد من شرب الدم السوري فالمأساة قائمة ، وربما ستطول !!انني كمواطن ، أتمنى على المعارضة الوطنية الشريفة ان تأخذ بالاعتبار مصلحة وطنها اولاً وأخيراً ، وفي حال لم تنجح محاولات وقف هدر الدم ومسلسل الخراب والدمار، فعليها ان توحد جهودها مع الحكومة والقيادة في سورية لتكون عوناً لها لتحقيق الهدف الأسمى وهو اعادة سورية الى ما كانت عليه وأفضل منه أيضاً . ان مخطط اسرائيل وأمريكا هو اطالة امد الكارثة الى أطول مدى ممكن ، حتى لو استطاعت ان تدمر آخر حجر فيها فلن تتوانى عن ذلك ، وخسئت وخسيء كل من يعتقد ذلك ان يتحقق .انني وكمواطن مؤمن ايماناً مطلقاً بأن أي لقاء يجمع فئات الشعب على اختلاف مشاربهم هو في سبيل المصلحة العامة ، ولكن لن تتوقف هذه المأساة الا بالجهد المخلص الوفي المشترك بين الشعب والقوات المسلحة البطلة بقيادة السيد الرئيس ، كرمى عيون سورية الوطن والشعب . علماً ان الفرضيات التالية ان تحققت فلها دورها الفعال في حل هذه المشكلة أيضاً :
– ان تتوقف اسرائيل وامريكا ومن معهما عن دعم هذه القطعان المسلحة ولن يكون ذلك الا اذا برز ت مصلحة لهما أكثر نفعاً مما يحدث ! وربما هذا صعب لأن غليل اسرائيل لم يشف بعد ولن يشفى الا بتدمير سورية كما تحلم منذ تأسست!!
– او ان تتدخل روسية وايران بشكل فعال لحل هذه المشكلة ،فليس ثمة أمل في الأمة العربية والاسلامية عموماً لأن قيادتهما مأمورتان من اسرائيل والغرب ، وللأسف شعوبهما مغيبة !! لا بد من تدخل روسية وايران ، بالرغم من ان ثمة أثمان باهظة قد تدفع ، ولكن لا خيار الا بتدخل روسي كدولة عظمى وايراني كبلد له هذه الأهمية الكبرى في المنطقة ، وهما قادران على ذلك ، ومع انهما لم يقصرا في مد يد العون الى سورية سياسيا واقتصاديا وحتى عسكرياً (عتاد واسلحة) الا ان كل هذا لا يكفي الا بتدخل فعلي يغير معطيات المعادلة على الأرض .
– والأهم من كل ذلك برأيي ، وسيعطي مردوداً أفضل عندما يواكب التدخل الايراني الروسي ، هو ان تتحرك قوى الشعب المحبة لوطنها بصدق . ان تحرك الشعب ووقوفه الى جانب قيادته وقواته المسلحة بكل ما تملكه من قوة كفيل بدحر هذا المجموعات المتدفقة الى ارض سورية ولجم تدخلها وتغلغلها ضمن شرائح المجتمع وعلى مساحات الوطن .. وكما قيل بالمثل : ما حك جلدك مثل ظفرك .ووالله لن يحل ازمة هذا الوطن غير أبنائه المخلصين المحبين الأوفياء . وثقوا انه حتى لو اعلنت القيادة انسحابها من المشهد السياسي وهذا يستحيل ان يحدث من قيادة بمثل هذه الوطنية الأصيلة لأن ذلك سيلقي بمصير سورية في مهب الريح ويسلمها الى شلة من الوحوش التي ستفترس البلد بأكثر من الشراسة التي عرفناها عنها ، فلن ينبلج حل بسبب ذلك ، ذلك ان الشعب السوري المخلص والوفي ووقوفه بصدق الى جانب قيادته وقواته المسلحة البطلة وبقيادة هذا الرجل العظيم السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد هو الحل الأسرع والأفضل والمضمون ، وقادمات الأيام ستثبت صحة ما نقول .
سيريان تلغراف | ابراهيم فارس فارس
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)