تجمع تصريحات لمقربين من حزب الله اللبناني على أن العملية العسكرية الاسرائيلية التي أودت بحياة 6 من عناصر الحزب الأحد 18 يناير/كانون الثاني لن تمر مرور الكرام.
إذ نقلت صحيفة “السفير” اللبنانية الاثنين عن أوساط مقربة من حزب الله أن الرد “حتمي، والحزب لن يتصرف بانفعال وإرباك، وإنما سيأخذ الوقت الذي يراه مناسبا لتحديد الخطوة الآتية بهدوء وحزم، وهذا ما عكسه البيان الصادر ليل أمس عن الحزب والذي اكتفى بنعي الشهداء، تاركا باب التأويل مفتوحا”.
وأكدت هذه الأوساط أنه “إذا كانت المقاومة قد ردت على استشهاد أحد مقاوميها في عدلون بعميلة نوعية في شبعا، فإن استهداف ستة من كوادرها وعناصرها في القنيطرة سيلقى ردا موجعا وغير نمطي بحجم الاستهداف، لكنه على الأرجح سيكون مضبوطا تحت سقف عدم الاندفاع الى حرب شاملة، مع الاستعداد لأسوأ السيناريوهات في حال تهورت إسرائيل وقررت خوض مغامرة غير محسوبة”.
من جانبه اعتبر موقع قناة المنار اللبنانية المقربة من حزب الله أن التغطية الإعلامية الاسرائيلية “عبّرت عن قدر كبير من التوتر والقلق مما سيلي”.
ولفتت المنار هنا الى رأي عدد من المعلقين ومراسلي الشؤون العسكرية في اسرائيل الذين اعتبروا أن “رد حزب الله آت لا محالة، وفي انتظار الجيش أيام صعبة من التوتر والقلق والاستنفار غير المسبوق، مع تقدير أن الردّ لن يكون فوريا. وعُززت حتمية الرد صدور البيان الأول حول الغارة عن حزب الله (أي الاعتراف بحصولها)”.
طهران: اسرائيل قلقة من احتمال نجاح مفاوضات النووي
في غضون ذلك، أثارت الغارة الاسرائيلية انتقادا شديدا من إيران وحركة حماس الفلسطينية، إذ دان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الهجوم مصرحا بأن “وجود الكيان الصهيوني قائم على إثارة الأزمات والإرهاب”.
وقال إنه “يشعر بالقلق حيال استقرار وأمن المنطقة، والمفاوضات النووية تثير قلق هذا الكيان، وخير دليل على ذلك ما يقوم به بنيامين نتنياهو لإفشال هذه المفاوضات”.
عبث بأمن المنطقة وبرناج انتخابي داخل إسرائيل
الناطق باسم حماس سامي أبو زهري أعلن بدوره أن الحركة “تدين الاستهداف الإسرائيلي لعدد من قادة حزب الله وتعتبر ذلك صورة من صور العبث الإسرائيلي بأمن المنطقة”.
كما وصف القيادي في حماس صلاح البردويل الهجوم الإسرائيلي بـ “شكل من أشكال اللعب بالدماء في نادي قمار الانتخابات الصهيونية وسط حالة من الإفلاس السياسي والأخلاقي”.
وفعلا تسببت الغارة بخلافات حزبية داخل اسرائيل التي تستعد للانتخابات، إذ اعتبر الجنرال احتياط يؤاف غالانت، المرشح الثاني في قائمة حزب “جميعنا” أن توقيتها مرتبط بالانتخابات.
من جهته انتقد يوفال شتاينتس، وزير الشؤون الإستراتيجية الليكودي أقوال غالانتس واصفاً إياها بغير المسؤولة وقد يتم استغلالها ضد إسرائيل.
صمت إسرائيلي مطبق وضبابية حول هدف الغارة
هذا ولم يصدر الى الآن أي إعلان أو بيان في إسرائيل عن العملية التي من غير المفهوم أيضا إن كانت قد استهدفت قادة حزب الله بالذات أم أنها كانت في إطار القصف الاسرائيلي المتكرر على أهداف الحزب في سوريا.
كما رفض وزير الدفاع موشيه يعالون التعليق عليها، مكتفيا بالتساؤل عن وجود حزب الله في القنيطرة السورية بعد أن نفى نصر الله ذلك منذ يومين.
اذ قال يعالون في حديث لقناة إسرائيلية: “لا أريد أن أتطرق للهجوم على سوريا، ولكن إن ادعى حزب الله مقتل رجال له، فعليه أن يوضح ماذا كانوا يفعلون في سوريا”.
يذكر أن الأمين العام لحزب الله كان قد أكد الخميس تنسيق إسرائيل نفسها مع المجموعات المسلحة في منطقة القنيطرة السورية، وقال في مقابلة مع قناة الميادين إن المقاومة “سترد على أي عدوان إسرائيلي بالدخول ليس فقط إلى الجليل وإنما إلى ما بعد الجليل”، مهددا بصواريخ “فاتح-110″، التي يمكن أن تطال كل مناطق إسرائيل.
في هذا الوقت شهد الجانبان، حزب الله واسرائيل عقب الهجوم استنفارا أمنيا شاملا على الجهتين من الحدود اللبنانية، ما قد يصب المزيد من الزيت على نار التوتر في ظل المشاكل العصيبة التي تعصف بسوريا القريبة.
سيريان تلغراف