في مثل هذه ألايام من العام الماضي 2014 كانت التحضيرات تجري بشكل متسارع لعقد مسرحية مؤتمر جنيف “2”فهذه المسرحية الهزلية بفصلها “2” أنتهت بنص غير مكتمل المعالم ,,فهذه المسرحية ألتي شوهدت بكواليسها وبعض شخوصها وخشبتها ,بنى عليها البعض حينها امالآ عريضة ,, ومع انني لم يكن لدي الكثير من الامل بخصوص حظوظ نجاح هذه المسرحية المسماه مؤتمر جنيف “2” لاني كنت ادرك قبل أن يسافر أحد إلى سويسرا أنه لن ينجح لوجود العديد من الاشكاليات المتمثلة بالمعارضة وداعميها وتمسكهم بشروط مسبقة ستفشل المؤتمر حتمآ حين تطرح وهي فعلآ افشلته لانهم قدمو شروط،، تعكس حجم الأهداف المطلوب تحقيقها بسورية ومجموعة من الرهانات المتعلقة بكل ما يجري في سورية، وهي أهداف تتداخل فيها الحسابات الدولية مع الحسابات الإقليمية، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة إلى أقصى الحدود.
اليوم عادت من جديد الاحاديث والتحليلات وتصريحات الساسة تتحدث من جديد عن أحياء مؤتمرات خاصة لحل ألازمة السورية ,”موسكو 1″, جنيف بنسخته “3”، القاهرة “1”,,وهي مؤتمرات ما زالت تفاصيلها للأن حبيسة ألادراج والملفات المغلقة,,مع أن بعض وسائل الاعلام وبعض أقلام الساسة والمحللين حاولت النبش فيها وتحدثت عنها باطالة ,,ولكن للأن يمكن القول “نسمع جعجة ولانرى طحينآ ” ولكن الثابت للأن ان القاهرة احتضنت أجتماعات لمعارضات الداخل والخارج السوري ,ووضعت من خلال هذه اللقاءات العصي بدواليب موسكو “1”,والسبب أن هذه الاجتماعات المتزامنة قد خرجت بوثيقة وخارطة طريق للمرحلة المقبلة بسورية حسب رؤية المعارضة السورية وداعميها لها ,,وهذه الوثيقة التي سربت بعض مفاصلها تؤكد أن مسرحيات المعارضة وداعميهم والتي تمنع الوصول الى أي حل “مرحليآ “,,مازالت مستمرة للأن.
فقد ركزت وثيقة المعارضة السورية على بعض الملفات الهامة بمفاصل الدولة السورية وهنا ساذكر بعضها “هدف العملية السياسية التفاوضية هو الانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي على أساس مبدأ المواطنة المتساوية- تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة وانتخاب الرئيس لدورتين اثنتين مدة كل منها 4 سنوات فقط -” بيان جنيف 1 “هو أساس للعملية التفاوضية – إصدار عفو شامل عن جميع المطلوبين والسماح بعودة جميع السياسيين المقيمين في الخارج دون مساءلة- المرحلة الانتقالية يقودها مؤتمر وطني من قوى المعارضة والسلطة يشرف على أداء الحكومة الانتقالية- يشكل مجلس عسكري مؤقت، يشارك فيه ضباط من الجيش السوري، ومن المسلحين المؤمنين بالحل السياسي والانتقال الديمقراطي- اصدار مجلس الأمن قرارا بوقف إطلاق النار في سوريا، وتشكيل قوات حفظ سلام دولية وعربية، فضلا عن إصدار قرار بحظر توريد السلاح لجميع الأطراف- ضرورة حصول توافق دولي على قاعدة “بيان جنيف 1″، على أن توقع عليه دول الرباعية الإقليمية “مصر والسعودية وتركيا وإيران”، ثم يصدر بعد ذلك عن مجلس الأمن الدولي بقرار ملزم وفق الفصل السادس “..
فهذه المفاصل المسربة من وثيقة المعارضة تؤكد ان المعارضة وداعميها مازالت تمارس سياسة المراوغة التي تستند على مسرحيات هزلية ,,فاذاعدنا للنبش بفصول مسرحية جنيف “2” مجددآ سنرى أن المؤتمر ;كان شاهدآ، على مهزلة سياسية واخلاقية، فقد كأن الهدف المطلوب الوصول اليه برأي قوى المعارضة السورية الخارجية الممثلة بالائتلاف هو عباره عن تسليم مقاليد الحكم لهم وهذا كما يقولون هم انه النص النهائي المطلوب الوصول اليه بمسرحية جنيف “2” حينها،، ولكن الا يعرف من قامو بوضع هذا الرؤية وهذا الرهان انه في مطلق الأحوال، تعلمنا دروس التاريخ بأن أزمات دولية – إقليمية – محلية-مركبة الاهداف،، كالحرب التي نعيش تفاصيلها حاليآ في سورية، أنه لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بسهولة ,,فالطريق ليست معبدة بالورود بل هي كرة نار ملتهبة متدحرجة قد تتحول بأي وقت الى انفجار اقليمي وحينها لايمكن ضبط تدحرجها او على الاقل التحكم بطريق سيرها ولذلك لايمكن الوصول الى جملة تسويات ونتائج سريعة بسهولة،، فطرق الحل والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والرد قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بحلول وقت الحلول، وما لم تنضج ظروف التسويات الدولية – الإقليمية لا يمكن الحديث عن إمكان فرض حلول في المدى المنظور.
فلقد كانت مسرحية جنيف “2” أختبارآ لنوايا الدول الداعمة للارهاب على ارض سورية لكشف النوايا الحقيقيه لهم وهدفهم الحقيقي من عقد هذه المسرحية الهزلية حينها، فلقد كانت هذه الدول تصرح بشكل دائم قبيل انعقاد المؤتمر حينها بان هدفهم وقف المأساة السورية، ومع أن هؤ لاء يدركون ان أي تسوية فعلية لحربهم على سورية ,,يجب أن تعكس أولا تفاهماتهم هم وليس الفرقاء “أفتراضآ “السياسيين بسورية ,,من تفاهماتهم على كيفية توزيع مواقع الثروة والنفوذ ومواضع القوة وغيرها الكثير من الملفات التي مازالت بحاجه الى وقت اطول للوصول الى تفاهمات حولها من كل الاطراف،فحروب النفط تكاد تتحول الى صراعات عسكرية عالمية ,,وصراعات النفوذ تكاد تطيح ببعض الدول ,,والصراعات ألاقليمية التي تقودها السعودية وتركيا على محور المقاومة تكاد أن تفجر المنطقة ,,وألى حين أن يتم التوصل الى تفاهمات سياسية وامنية واقتصادية بين القوى ألاقليمية والدولية ,,يمكن حينها ترجمة ذلك التفاهم بالتوصل ألى أتفاق ينهي صراع الأطراف المحلية الخاصة بالصراع بسورية ,, وهذا ما لا تظهر أية بوادر اقتراب منه حتى الآن وهذا بدوره سيؤدي الى المزيد من تدهور الوضع في سورية وتدهور أمن المنطقة.
وهنا فكيف لقوى معارضة “الفنادق بالدوحة وأنقرة “التي أعلن بعضها مؤخرآ مقاطعته لمؤتمر موسكو “1” أن تتحدث عن حلول وتسويات و حرب الإبادة التي تمارسها قوى الارهاب على ارض سورية وبحق شعب سورية مازالت شاهده على اجرام الكثير من داعميهم، فمن جبل الشيخ الى حلب الى حماه الى القنيطره الى الرقه الى دير الزور، ألى حمص الى دمشق ألى اللاذقية ، ومختلف بقاع الجغرافيا السورية،، فمازالت نار قوى التطرف تضرب وتحرق بحقدها مقومات العيش بحده الادنى للمواطن السوري، فعندما تتحدث بعض قوى المعارضة عن أقرار وثائق متلاحقة وخارطة طريق ومسرحيات هزلية تمهد الطريق امام حل سياسي بسورية كما يتحدثون، الا يعرفون اليوم حجم الارهاب الممول والمدعوم والذي مازال يمارس طقوسه الشيطانية على ارض سورية -،، فعندما تقدم قوى المعارضة رؤيتها للحلول المستقبلية بسورية، فهل لهذه القوى فعلآ تأثير بالداخل السوري، وهل لهؤلاء أي تاثير على هذه المجموعات “الراديكالية” على ألارض السورية،، والواضح أن هؤلاء ليس لهم أدنى تأثير على المجاميع المسلحة فوق ألارض السورية،، مما يعكس غياب الرؤية الواضحة للحل بسورية عند هؤلاء المعارضين، فهم يقدمون حلولآ ولايملكون ألاطر التنفيذية لتنفيذها على أرض الواقع،، وعلى قاعدة فاقد الشيء لايعطيه، فقوى المعارضة لاتملك أي نفوذ بالداخل السوري، ومع ذلك تقدم حلولآ، وهذا ما يعكس غياب الرؤية السليمة والواضحة عند قوى معارضة “الفنادق بالدوحة وانقرة “.
وهنا وبعيدآ عن مسرحيات المعارضة وبعض داعميها ,,من الواضح ان بعض القوى الدولية التي شاركت بهذه الحرب المفروضة على الدولة السورية تعرف وتقر ألان بأن مسار المسرحيات لم يعد ذو جدوى ،وخصوصآ بعد أن أكتشفت غالبية الشعب السوري مسارات وخلفيات وابعاد هذه المسرحيات ، فاليوم هناك نسبة كبيرة من الشعب السوري بأتت تبتعد بعدآ كليا عن اجندة معارضة “فنادق الدوحة وأنقرة “،، فقد أدركت هذه النسبة الكبيرة من الشعب السوري أنها كانت ضحية لمؤامرة قذرة تستهدف سورية كل سورية وليس ركنآ واحدآ من اركانها فقط ,ومن هنا يمكن القول أن دمشق لديها ألان مفاتيح الحلول لازمتها الداخلية فهي أستطاعت بصمودها وبصمود الشعب السوري والجيش السوري “تحديدآ ” أن تتجاوز اشد فترات وأصعب مراحل هذه الحرب المفرضة عليها ,وهي ألان بأنتظار وصول القوى الدولية والاقليمية ألى تسويات ,لتقدم هي بنفسها مفاتيح حلول أزمتها,,بعيدآ عن مسارات وفصول مسرحيات المعارضة وداعميها .
سيريان تلغراف | هشام الهبيشان
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)