نشرت صحيفة “نوفيه ايزفيستيا” مقالا تناولت فيه الأنباء التي تشير الى وجود مسلحي “الدولة الإسلامية” في أفغانستان غير البعيدة عن الحدود الروسية.
أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أن ما يسمى بـ “الدولة الإسلامية” بقيادة أبو بكر البغدادي قد مدت مخالبها الى هذا البلد، حيث تنشط مجموعة من مسلحيها في محافظة هلمند الواقعة في جنوب أفغانستان، وتحاول التوغل الى طاجيكستان.
لقد تزامن هذا الاعلان مع خبر آخر يفيد بأن مسلحي “الدولة الإسلامية” اعدموا اثنين من مواطني كازاخستان بعد اتهامهما بالتجسس لصالح روسيا.
حسب معطيات وزارة الدفاع الأفغانية يتزعم هذه المجموعة المسلحة، الملا عبدالرؤوف الذي أعلن نفسه ممثلا للدولة الإسلامية في افغانستان، وقد انشأ شبكة واسعة من انصاره في محافظة هلمند التي تعتبر الأكبر في أفغانستان. هذه المجموعة ترفض التعاون مع حركة “طالبان” بل حتى وصل بينهم الأمر الى مواجهات مسلحة. مع العلم ان الملا عبدالرؤوف، كان قبل ظهور “الدولة الإسلامية” يقود فصيلا من طالبان، وكان قد اعتقل عام 2001 وقضى 6 سنوات في سجن غوانتانامو. وبعد الافراج عنه عاد الى أفغانستان وساءت علاقته مع زعيم حركة طالبان الملا عمر، وتبنى فكر تنظيم “الدولة الإسلامية” وبدأ يمزق الرايات البيض للحركة ويرفع بدلا منها الرايات السود للدولة الإسلامية.
تشير وسائل الاعلام الأفغانية الى ان السكان المحليين الأفغان لم يتجاوبوا مع مسلحي “الدولة الإسلامية” في البداية، ولكنهم تحت التهديد بدأوا يخضعون لهم، كما يحصل في العراق وسوريا.
ان ظهور هؤلاء المسلحين في أفغانستان عقد الأوضاع في هذا البلد أكثر فأكثر. المسلحون حاليا يحاربون طالبان. أي انهم يساعدون السلطات الأفغانية. ولكن إذا ما انتصرت السلطات الأفغانية على طالبان فسوف تضطر الى محاربة هؤلاء المسلحين بعد ذلك.
طبعا ليس مستبعدا ان يحاول مسلحو “الدولة الإسلامية” الآفغان التوغل والانتشار في الجمهوريات السوفيتية السابقة (المجاورة لأفغانستان)، حيث يدل موقعهم الالكتروني باللغة الروسية الى هذا الأمر، حيث بث شريط الفيديو عن اعدام اثنين من مواطني كازاخستان من قبل صبي لم يتجاوز العاشرة من العمر.
لم تعلق الأجهزة الأمنية الروسية على الشريط بشيء. كما ان السفارة الروسية في سوريا لا تملك أي معلومات بشأن الموضوع. ولكن لا يستبعد ان عملية الاعدام ليست سوى تمثيلية، لأنها تختلف عن عمليات الاعدام التي عرضت سابقا، إضافة الى انه لم تظهر حتى قطرة دم بعد اطلاق الرصاص على الشخصين. إذا ما هو الهدف من بث هذا الشريط؟ الأمر غير واضح. ولكن ليس مستبعدا انه يشير الى اتجاه ضربتهم المقبلة.
سيريان تلغراف