تطرقت صحيفة “كوميرسانت” الى اعلان “الخلافة الإسلامية” في المناطق التي سيطر عليها “داعش” في العراق وسوريا، والإجراءات التي تتخذ لمواجهة توسع هذا التنظيم وتهديداته.
وورد في المقال :
واجهت البشرية خلال عام 2014 تهديدات جديدة مصدرها “الدولة الإسلامية” التي فرضت نفسها بديلا لـ “القاعدة”، حيث احتلت اجزاء من العراق وسوريا، وتسعى الى توسيع نفوذها في بلدان أخرى، وتهدد أوروبا والولايات المتحدة. لذلك يعتبر هذا الأمر النزاع الشرق أوسطي الأخطر في الوقت الحاضر، ومع ذلك يمكنه ان يساعد في تخفيف حدة توتر العلاقات الدولية بسبب الأزمة الأوكرانية.
اعتقدت الولايات المتحدة بعد سحب قواتها من العراق عام 2011 ، ان بإمكان القوات المسلحة العراقية، التي انفقت على تحديثها وتسليحها أكثر من 20 مليار دولار، ستكون قادرة على حماية الأمن في البلاد. ولكن في اختبار عملي جرى في شهر يونيو/حزيران الماضي، انهارت اربع فرق عسكرية عراقية بسرعة، وتركت مواقعها، مما سمح لمسلحي “داعش” السيطرة على مدينة الموصل (2 مليون نسمة) والاستحواذ على أسلحة حديثة ومبالغ مالية كبيرة، وحقول نفطية، تعطيهم ملايين الدولارات، وهذا بطبيعة الحال فشل جيوسياسي خطير للولايات المتحدة الأمريكية.
لا تكمن الخطورة في هذا فقط، فبعد اعلان “دولة الخلافة الإسلامية” في المناطق التي يسيطر عليها “داعش” ، تبين ان تلميذ “القاعدة” هذا أشد منها قسوة. لأن القاعدة لم تعرض عمليات ذبح الأسرى والمختطفين والأطفال والنساء عبر شاشات التلفزة، كما ان القاعدة تحارب غير المسلمين فقط. أما “الدولة الإسلامية” فتحارب الجميع، حتى المسلمين.
وقد أعلنت “الدولة الإسلامية” ان اعدائها هم الولايات المتحدة والأنظمة الشرق اوسطية التي تسير في ركابها.
ان واردات “الدولة الإسلامية” مصدرها بيع النفط من الحقول التي تسيطر عليها. ونظرا لانتشار الفساد في بلدان المنطقة، فهناك مسؤولون كبار فيها على استعداد دائم لشراء النفط من الارهابيين، من خلال عقود وصفقات وهمية، وبالتالي تصدر “الدولة الإسلامية” نفطها من البصرة الى أوروبا باعتباره نفطا عراقيا رسميا.
لم تتمكن الولايات المتحدة تحطيم هذه العلاقات، وهذا يعني ان “الدولة الإسلامية” ستستمر في الحصول على موارد مالية، وسيكون بوسعها دفع مستحقات مناصريها القادمين من مختلف انحاء العالم.
كما انه ليس معرفا كيف ستنتصر الولايات المتحدة وحلفاؤها على “الدولة الإسلامية”، لأن الضربات الجوية وحدها لن تكون حاسمة ابدا. واوباما رفض ارسال قوات برية الى المنطقة، والقوات العراقية في وضعها الحالي لا يمكنها الانتصار في هذه الحرب.
لذلك اعلنت الولايات المتحدة ان الحرب ضد “الدولة الإسلامية” طويلة الأمد. كما ان على حلف الناتو سحب قواته من أفغانستان بنهاية السنة الحالية. أي يمكن توقع حجم الهجمات التي ستنفذها حركة “طالبان” بعد ذلك في افغانستان. وليس هناك ما يؤكد قدرة القوات الحكومية الأفغانية على مواجهتها. يضاف الى هذا ان “الدولة الإسلامية” بدأت تعزز مواقعها في مناطق أخرى مهددة العالم بأجمعه.
يحتمل ان تدفع هذه المخاطر، التي سببها “الدول الإسلامية”، الولايات المتحدة الى البحث عن اجراءات مشتركة مع بقية البلدان، ومن ضمنها روسيا، لمواجهة المتطرفين. وهذا بدوره سيساعد في تخفيف المواجهة(بين موسكو وواشنطن) بسبب الأزمة الأوكرانية.
سيريان تلغراف