قال الكاتب روبرت فيسك في مقال نشرته صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، إن تنظيم “داعش” يعمل على تدمير معاهدة سايكس بيكو ومحو الحدود التي اقرتها بين لبنان وسوريا، بينما يعيد لبنان، من خلال الإجراءات التي اتخذها ضد دخول السوريين إلى أراضيه، فرض الحدود التي كانت قد اقرت ايام الانتداب الفرنسي.
وتساءل فيسك عن مصير اللاجئين السوريين في لبنان بعد فرض الحكومة اللبنانية قيوداً على دخولهم البلاد. وقال فيسك “لطالما تمتع جميع السوريين بحرية الدخول الى لبنان ولعقود طويلة، ولكن مع فرض لبنان قيوداً وتأشيرات دخول ، فما هو مصير اللاجئين السوريين على اراضيها البالغ عددهم مليوناً، وهل هناك امل بعودتهم الى بلادهم؟”
وأضاف فيسك بأن لبنان “يعيد فرض الحدود التي كانت قد اقرت ايام الانتداب الفرنسي”، مشيراً إلى انه منذ عام 1943، أي عندما نالت لبنان استقلالها “النظري” عن فرنسا، لم يحتج اي سوري للحصول على تأشيرة لبنانية ليعبر الحدود بين الدولتين.
وأوضح فيسك أن ربع سكان لبنان اليوم هم من السوريين، والجيش اللبناني ليس بمقدوره حماية الحدود من المهربين أو استطاعته حماية البلاد من هجمات ونشاطات تنظيم “داعش”.
وأشار فيسك إلى أنه يفرض اليوم على المواطنين السوريين الراغبين بالدخول الى لبنان الحصول على تأشيرة عمل أو دراسة أو تأشيرة سياحية أو اقامة مؤقتة، كما ان الراغبين بالحصول على تأشيرة سياحية عليهم تقديم وثائق تثبت حجز الفندق اضافة الى مبلغ 1000 دولار امريكي، إلا أن التأشيرات ستمنح بصورة تلقائية للسوريين الذين يمتلكون عقارات في لبنان، أي أن هناك تسهيلات للأغنياء من السوريين بعكس اقرانهم من الفقراء.
يذكر أن تقارير عديدة تحدّثت عن انتهاكات يقوم بها عناصر الحدود اللبنانيون بحق السوريين، تمثّلت بإذلالهم وإدخالهم بطريقة مزاجية إلى الأراضي اللبنانية، بعد صدور قرار فرض “الفيزا” على السوريين، الذي علّقت عليه صحيفة “الأخبار” اللبنانية بأنه جاء ليتوج نشاط فريق 14 آذار الذي سعى، على مدار السنوات الأربع الماضية، ولم يترك وسيلة إلا ولجأ إليها لحثّ السوريين على النزوح، وذلك على اعتبار أن ملفّ النزوح يصلح كإحدى أوراق الضغط ضد “النظام” السوري.
سيريان تلغراف