حلزونية الطواف التي اخترعها أحد طلاب الثانوية في السعودية و التي حازت على أهتمام السلطات رسمياً، قد تدخل حيز التنفيذ في خطوة يسيء من خلالها آل سعود إلى واحدة من أهم مقدسات المسلمين حول العالم، لكن هذه الحلزونية التي يروج لها على إنها ستسهل ركن الطواف في الحج و العمر و يبعد خطأ العد في عدد الطوفات، ما هي إلا واحدة من المحاولات الحثيثة من قبل آل سعود لإفقاد الكعبة قدسيتها التي توحد المسلمين.
تطويق الكعبة بالحلزونية التي تحاول السلطات السعودية الترويج لها، يفضي إلى محاولات إفقاد المقدسات الإسلامية من هيبتها و روحانيتها التي تجمع المسلمين، كما إن فكرة هذا المشروع لا تستند لأرض الواقع، فالأعداد الكبيرة التي تتوافد إلى الحج تحتاج إلى حلزونية بعرض 500 م كحد أدنى، وفي هذه الحال فإن الحكومة السعودية ستكون أمام خيار هدم المسجد الحرام المنشأ حول الكعبة لتستبدله بالحلزونية، و إن أنشات هذه الحلزونية بالقياسات التي ظهرات في الصورة فهذا يعني أن الحجيج سيكونون مقسمين إلى فئات تكون الحلزونية من نصيب الحجيج الـ vip.
الآراء حول هذه الفكرة في مواقع التواصل الإجتماعي جاءت رافضة للحلزونية و قد أشار البعض من المغردين السعوديين عبر تويتر إلى أنه من الأفضل لآل سعود استبدال مثل هذه المشاريع المسيئة للكبعة بمشاريع أخرى تفيد المدن السعودية التي تواجه فياضانات تغرق أجزاء منها بسبب الفساد المنتشر في المؤسسات الحكومية المشنغلة بالسرقات عوضاً عن إنشاء شبكات تصريف للمياه السيول الناجمة عن العواصف المطرية كل عام، في حين أشار البعض إلى البحث عن ضرورة أن تتوجه أنظار آل سعود إلى تعزيز الحج و تسهيله من خلال صيانة شبكات الطرق في مكة المكرمة و إنشاء جسر لرمي الجمرات يكون مؤسساً بطريقة صحيحة و بعيدة عن الهدم، كما إن الحرائق التي تشب في خيام الحجيج سنوياً كانت مثار تساؤل هام، فلما لم تقم حكومة آل سعود بإنفاق بعضاً مما ستنفقه على هكذا مشروع أو مما جزء يسيراً مما تنفقه على تمويل الحروب الأمريكية و تغذية الأزمات الداخلية في الدول العربية لتنشأ كرافانات دائمة تمنح للحجيج الوافدين إلى المملكة عبر تنظيم مؤسساتي ترتأيه حكومة آل سعود.
الإساءات السعودية للكعبة و للعقائد الإسلامية من المذاهب الأخرى التي ينظر إليها آل سعود على إنها نوع من «الشرك» و ممارسة البدع، وذلك باعتبارهم منتمين إلى المذهب الوهابي منذ نشاة المملكة بتقاسم للسلطة ما بين آل سعود و آل الشيخ المنحدرين من سلالة محمد بن عبد الوهاب مؤسس الحركة الوهابية، الذي يقول التاريخ أنه حينما أطلق حركته للعلن قام بهدم قبر الصحابي «زيد بن الخطاب» معتبراً إن التعمير على القبور عادة وثنية، لكن الحقيقة تقول أن بن عبد الوهاب حينما اتفق مع الجاسوس الذي أرسلته بريطانيا إلى المنطقة للبحث عن طريقة يتم من خلالها اختراق المجتمع الإسلامي لهدمه من الداخل اتفق معه على خطة تضمنت ست نقاط كان من بينها (كتابة قرآن جديد و هدم الكعبة بحجة إنها وثنية و موجودة من قبل الإسلام)، وهذا ما أعترف به اللورد همفر به في مذكراته التي نشرها بعد انتهاء مهمته و عودته إلى بريطانية.
سيريان تلغراف