Site icon سيريان تلغراف

العفو الدولية : الإيزيديات ينتحرن كي لايعبث داعش بأجسادهن

بات الانتحار الوسيلة الوحيدة التي تلجأ إليها بعض النساء والفتيات الإيزيديات المختطفات من قبل تنظيم الدولة الاسلامية خوفا من الاغتصاب والعار.

إذ أكدت منظمة العفو الدولية الثلاثاء 23 ديسمبر/كانون الأول أن قيام مسلحي التنظيم، المُعلن “خلافة إسلامية”، بسبي الإيزيديات، قد دفع العديد منهن الى الانتحار أو محاولة ذلك.

وقالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو في التقرير أن “العديد من اللواتي وقعن ضحية عمليات استعباد جنسية، يبلغن من العمر 14 عاما أو 15، وحتى أقل من ذلك”.

وأجرت المنظمة مقابلات مع أكثر من 40 من الأسيرات السابقات اللائي هربن من المسلحين وروين قصص اختطافهن واغتصابهن و”بيعهن” أو منحهن ”هدايا” إلى مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وأنصارها.

وأبرز هذه الروايات، رواية الشابة الجميلة جيلان البالغة من العمر 19 ربيعا، فضلت تسليم روحها بدلا من جسدها وانتحرت عندما شعرت بأن وحوش التنظيم سيعبثون بجسدها.

وأكد هذه الواقعة شقيق جيلان بالإضافة الى إحدى الإيزيديات التي خطفت على يد التنظيم المتطرف، وتمكنت لاحقا من الهرب، وحكت أنه “ذات يوم، قدمت الينا ملابس تشبه أزياء الرقص، وطلب منا الاستحمام وارتداء هذه الملابس.. جيلان أقدمت على الانتحار في الحمام”.

وأوضحت أن الشابة “أقدمت على قطع معصمها وشنقت نفسها، كانت جميلة جدا، وأعتقد أنها كانت تدرك أنها ستنتقل إلى مكان آخر برفقة رجل، ولهذا السبب أقدمت على قتل نفسها”.

وفي رواية أخرى، أبلغت إحدى الرهائن السابقات المنظمة أنها حاولت الانتحار مع شقيقتها هربا من الزواج القسري.

وحكت وفا البالغة 27 عاما قصتها: “لفت كل منا عنقها بوشاح وربطناهما معا، وقامت كل منا بالابتعاد عن الأخرى بأقوى ما يمكن، الى أن فقدت الوعي”.

وأضافت “بقيت أياما غير قادرة على الكلام بعد ذلك”.

وأوردت المنظمة روايات لضحايا أخريات، منهن رندة (16 عاما) التي خطفت مع عائلتها، واغتصبها مرتين رجل يكبرها ضعف عمرها.

وقالت رندا إن “ما قاموا به بحقي وحق عائلتي مؤلم جدا”.

هذا وأوضحت المنظمة الحقوقية أن أغلب من استخدم النساء والفتيات سبايا كان مسلحو التنظيم الا أنهم كانوا يسمحون بذلك أيضا لبعض من يؤيدهم من خارج التنظيم.

واعتبرت روفيرا تعليقا على هذه الوقائع أن “الحصيلة الجسدية والنفسية لأعمال العنف الجنسية المروعة التي مرت بها تلك النسوة، كارثية”.

ولفتت إلى أن “العديد منهن عذبن وعوملن كالرقيق… حتى اللواتي تمكن من الهرب، لا زلن يعانين من آثار صدمة نفسية عميقة”.

وتقول الأمم المتحدة أن حالات الزواج المبكر تزايد بسبب خوف الآباء من أن يجبلرن بناتهن على الزواج من عناصر التنظيم أو يصبحن سبايا له.

ويعتبر الإيزيدييون، الموجودون في سوريا والعراق، أقلية دينية عانت اضطهادا دينيا لأجيال بسبب معتقداتهم التي تتضمن عناصر مشابهة للمسيحية واليهودية والأديان القديمة الأخرى.

سيريان تلغراف

Exit mobile version