الأهداف دون جدول زمني هي أحلام وآجلا أم عاجلا ستغدو كوابيس
” وحدة – حرية – اشتركية “
منذ نعومة أظفارنا كنا نردد في مدارسنا أهدافنا….
وفي كل محفل كانت تلك الأهداف تُكرّر وتُعرّف وتُشرح , دخلت في مناهجنا , تصدرت العناوين الرئيسية للصحف إن لم تتقمص أسماءها , ألفناها في الإذاعة والتلفاز ومنمقة بخطوط متقنة وعبثية في الطرقات حتى تشربناها …
كلمات لم تسعها حروفها فطافت في إنائنا حتى استحالت على اختلافنا إلى دماء أو دموع أو عرق أو فضلات أو نسيان وعدم …
تخمرت وتعتقت وهل يكفي صدق النوايا لصنع النبيذ , وكم من خمرة نفذ إليها الدود في دنّها فتعفنت حتى ارتدّت في مضامينها إلى النقيض …
بعد تلك العقود سنينا ومواثيق أصبح الشكل السائد للوحدة هو العزلة والتفرد , فكل مختلف عدو ولا اتحاد إلا مع الذات والشبيه , تحولت ال ( نحن ) إلى ( أنا ) عملاقة بكل غطرستها وجموحها , تعلن نفسها صاحبة الحق الوحيدة وتهدد بالطوفان من بعدها …
وأضحت الحرية كطفلة يتيمة الكل يرغب برعايتها طمعاً في الفضيلة المكتسبة من صيتٍ كهذا , تشردت هذه المسكينة على اختلاف أسيادها من عبدة باسم الشعب إلى أجيرة باسم العدل إلى مسبية باسم الله , يا أيها السيد العبد قبل أن تتبجح بنضالك لاقتنائها هلّا فكرت أكثر ماذا ستفعل بها حين تملكها ؟ …
وتعرّت الاشتراكية أكثر فأكثر ولم ترتقي لتكون جسد أنثى وأضحى يهتف بها أكثرنا أنانية لغاية في نفسه وبقيت علاماتها الخمس في تلك الدعابة العتيقة كالغبار قوقها بادية عليها ..
لا أحد يعمل …. إنما الخطة تتحقق
الخطة تتحقق …. لكن لاشيء في السوق
لاشيء في السوق …. لكن البيوت تتمون
البيوت تتمون …. لكن الناس غير مبسوطة
الناس غير مبسوطة …. لكن الكل يقول نعم .
سيريان تلغراف | منهال الوزة
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)