مع ثبات الموقف الروسي والايراني اتجاه ملفات الازمة الاوكرانية و ألازمة السورية وايران النووي ,,ومع أشتداد موجة الضغوطات الامريكية على الروس والايرانيين بخصوص ملف اوكرانيا وسوريا وملف ايران النووي ,,وما صاحب كل هذا من موجة عقوبات اقتصادية على الروس وحلفائهم الايرانيين تحديدآ,,ومع ظهور طبيعة جديدة لهذه الضغوطات الاقتصادية تمثلت “بحرب النفط –والانخفاض المتلاحق باسعار النفط ” ومع بروز حلف جديد ,سعودي-امريكي –فرنسي –قطري –تركي –الماني –بريطاني -اسرائيلي,,يستهدف ضرب محور روسيا –ايران – سورية –الصين –الهند-البرزايل –الارجنتين –فنزويلا –جنوب افريقيا ,وعلى مراحل مختلفة ,,ومع تصاعد حجم الضغوط السياسية والاقتصادية وألامنية على الروس والايرانيين .
لاحظ جميع المتابعين كيف أن موسكو وطهران كانتا بالفترة الاخيرة ,,مسرحآ لمجموعة لقاءات ,,ومنطلقآ لطرح مجموعة رؤى لبعض أزمات الاقليم العربي والمنطقة والعالم بشكل خاص ,,فقد أستضاف الروس مؤخرآ ,وبمراحل زمنية مختلفة ,الرئيس الفرنسي أولاند ,ووفدآ رسميآ من الجمهورية العربية السورية ,, ووفدآ من أئتلاف الدوحة المعارض ,,ووفدآ من المملكة السعودية,,ومع أستمرار الحراك الدبلوماسي والسياسي الروسي ,بدأ واضحآ ان مجموع هذه اللقاءات المنفصلة ,,هدفها الوصول الى بعض الرؤى للحلول,,لبعض الازمات العالقة بألاقليم العربي والعالم ككل ,,ولكن بدأ واضحآ أن الفرنسيين والسعوديين وائتلاف الدوحة ,,قد ذهبو الى موسكو ليس بغرض أيجاد الحلول لبعض أزمات العالم والاقليم ,,ولكن بغرض المساومة على الموقف الروسي ,,وهذا مارفضه الروس ,,مما دفع الفرنسيين والسعوديين وحلفائهم بائتلاف الدوحة ,,الى مغادرة موسكو بكفي حنين ,,وقد بدأ واضحآ لجميع المتابعين لحيثيات زيارة الفيصل خصوصآ ووفد الائتلاف المتباعدة زمنيآ ,,مدى التباعد بالاراء بين نظام ال سعود وحلفائه بالائتلاف والنظام الروسي بخصوص ملفي أيران النووي والازمة السورية تحديدآ .
من جهة اخرى برز واضحآ مدى التقارب بالمواقف السياسية والامنية ,,بين النظام الرسمي الروسي ,,والنظام العربي السوري ,,وذلك برز جليآ من خلال زيارة الوفد الرسمي السوري الاخيرة الى موسكو ,,فهذه الزيارة وتقارب الاراء وثبات الموقف الروسي بخصوص ألازمة السورية ,,ضحدت جمع الشائعات التي كانت تطلقها بعض الصحف الصفراء ,,ووسائل الاعلام المتأمرة ,,بخصوص تغير بالموقف الرسمي الروسي أتجاة الحرب المفروضة على الدولة السورية .
من جهة أخرى برز وأضحآ ,,مكانة ودور ألايرانيين بالمنطقة العربية والاقليم ككل ,,فقد شهدت وستشهد مدينة طهران مجموعة من اللقاءات السياسية وألامنية هي ألاخرى ,فقد شهدت بالفترة ألاخيرة حراكآ سياسيآ نشطآ ,,بعد وصول وفد رسمي من الدولة العربية السورية ,للتأكيد على عمق الروابط بين الجانبين ,وتوقع وصول وفود عشائرية أخرى من مدن غرب العراق,والهدف هو توسيع التنسيق ألامني بين العشائر العراقية والدولة الايرانية ,وهذا ما يعكس حجم وقوة الدور ألأيراني الفاعل بحل مشاكل ألاقليم والمنطقة العربية المضطربة ,وخصوصآ بملفي سورية والعراق ,,كما انه من المتوقع ان تشهد طهران بالفترة المقبلة زيارات واسعة من وفود رسمية “عربية ” وغربية ,وهذا يعتبر أعترافآ رسميآ بدور ايران برسم معالم واضحة لمسار الحلول لازمات المنطقة .
فاليوم هناك حقيقة لايمكن لحلف واشنطن أن ينكرها وهي أن الروس وحلفائهم ألايرانيون بأتو هم قبلة الحج السياسي وألامني ,وهذا بدورة سبب كافي لأثارة واشنطن وحلفها,ومع ان الروس والايرانيون يدركون حجم الخطورة المتولدة عن ردة الفعل الامريكية ,,وخصوصآ بعد تجميد الحلول “مرحليآ “بخصوص ملفي ايران النووي و اوكرانيا.
فالروس والايرانيون يدركون أن النظام ألامريكي الرسمي وحلفائه بالغرب وبالمنطقة يستعمل الورقة الاوكرانية والسورية وملف ايران النووي كورقة ضغط على النظامين الرسميان الروسي والايراني ،، للوصول معهم الى تفاهمات حول مجموعة من القضايا والملفات الدولية العالقة بين الطرفين ومراكز النفوذ والقوة والثروات الطبيعية العالمية ومخطط مسيرة العالم الجديد وكيفية تقسيم مناطق النفوذ بين القوى الكبرى على الصعيد الدولي،وموقع ودور اسرائيل بكل هذه المفاوضات، ومن هنا يدرك الروس وحلفائهم أن امريكا وحلفائها بالغرب يحاولون بكل الوسائل جلب النظام الرسمي الروسي وحلفائه الايرانيين الى طاولة التسويات المذلة ،، ليتنازل الروس وحلفائهم عن مجموعة من الملفات الدولية لصالح القطب الاوحد الامريكي .
وهذا ما ترفضه القوتان” ألايرانية الصاعدة وبقوة ” والروسية ,,وما الحراك السياسي ألاخير بموسكو وطهران ,ألا جزء من مجموعة ردود روسية –ايرانية ,على ضغوط محور واشنطن وحلفائها ,,الساعي الى جلب الروس وحلفائهم الى طاولة التسويات المذلة ,,فالروس وحلفائهم الايرانيين يدركون هذه الحقيقة جيدآ ,,وهم يعملون ألان وبقوة ألى أسقاط أي محاولة تسعى ألى اركاع موسكو وطهران ,,وتؤكدان أن أي مسار للتسويات بالمنطقة وبالعالم ككل ,,لا يضمن وجود مساحة مناورة لعالم متعدد ألاقطاب ,هو مسار فاشل ,ومن هذا الباب يسعى الروس وحلفائهم ,,ألى تسريع أكمال مشروعهم القاضي ببناء عالم متعدد ألاقطاب والقوى ,,والذي سيطيح بحال أكتماله بيافطة القطب ألاوحد الامريكي .
سيريان تلغراف | هشام الهبيشان
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)