حقل شاعر هو في قلب البادية السورية، وهو شريان أساسي على طريق يصل بين الشرق والغرب السوريين.
من ثلاثة محاور هاجم الجيش السوري هذا الحقل ليطوق مسلحي داعش، ويقطع خطوط الامداد الواصلة إلى المنطقة الشرقية في دير الزور، والمنطقة الشمالية في الرقة، فباتت آبار المهر، وجحار، وبرج السيرياتل، والتل الغربي، وتل الراجمة، في قبضة الجيش، بعد معارك عنيفة مع تنظيم داعش، أوقع خلالها العشرات من المسلحين، وأحرق ثلاث دبابات له.
سلاح الجو ضرب الإمدادات القادمة من المنطقة الشرقية، لمنع مؤازرة المجموعات المحاصرة في قلب منطقة الحقل.
خطوة استعادة الحقل مهمة جداً بالنسبة إلى الجيش السوري، تساعده على تأمين وسط سوريا، كما تعيد الاستقرار إلى قطاع التيار الكهربائي الذي يعتمد بنحو كبير على الغاز، فالحقل ينتج ثلاثة ملايين متر مكعب تذهب كلها لتوليد الكهرباء.
إضافة إلى ذلك، هناك رمزية المعركة، وعدم السماح بترك الحقل بيد داعش بعد سقوط عدد كبير من الضحايا في الهجوم الأول، أو حتى خسارته مرة ثانية.
فهذه هي المعركة الثانية من أجل حقل الغاز الاستراتيجي، بعد أن تمكن داعش من السيطرة عليه مرة أخرى بداية هذا الشهر.
أما داعش فيسعى إلى السيطرة على الحقل الذي يساعده على التمدد في مواقع استراتيجية، ومناطق تماس مع قرى للجيش السوري في ريف حمص الشرقي، ولتعزيز السيطرة على الأراضي في المنطقة الوسطى، والتقدم ما أمكن فيها خاصة بعد الضربات التي تلقاها التنظيم في الشمال.
يمكن القول إن جبال الشاعر تعد من أهم حلقات ربط أجنحة الثقل العسكري لداعش في كل من الأنبار، وريف الحسكة، وريف حلب، وريف حمص والرقة، إضافة إلى تهديد مطارين عسكريين قرب منطقة الشعيرات والتيفور، ينفذ منهما الجيش طلعات جوية ضد التنظيم.
كذلك فإنه من خلال هذه الجبال، يستطيع داعش تهديد قطاع الكهرباء في سوريا، على الرغم من أنه لا يستطيع الاستفادة من الحقل، بسبب عدم امتلاكه بنية تحتية مناسبة لاستخراج الغاز.
سيريان تلغراف