هذه المسرحية المسخرة التي تقوم امريكا بكتابة فصولها مؤخراً بشأن ما يسمى بداعش مضحكة ومؤلمة في آن معاً ..!!
اسرائيل ، ومن بعدها أمريكا ، عجزت عن هزيمة سورية كدولة أساس في صف المقاومة للمشروع الصهيوني .. فاخترعتا ومعهما لفيف من الاتباع في اوروبة والانذال في عالمنا العربي والاسلامي طريقة التآكل من الداخل ، ولما لم يكن الانجاز الذي حققته اثارة المشاكل من الداخل قد حقق غايته وحسب البرنامج الزمني المحدد ، اخترعتا ومعهما الحلفاء من انذال الخليج ما سموه ( داعش) وسلحتها ومدتها بالمال والفكر التكفيري وبثتها في مناطق لا تواجد نوعي للقوات السورية فيه جيشاً او شرطة او قوات امن يوازي هذه الآلاف المؤلفة من المخربين ، فقتلت واجرمت وذبحت وسيطرت …!! حتى صدّق اولئك انهم قوة، وانهم دولة، ويمكن ان يكون لهم موطىء قدم على خارطة العالم ! لكنهم تجاوزوا تعليمات من اخترعهم وتمددوا باتجاه بلد عربي آخر هو العراق ، ففكرت امريكا بلجم طموحهم الزائد، وبدأت بمحاربتهم وتقليم أظافرهم لرفع أذاهم عن مصالحها ومصالح اسرائيل والتي تواجدت بعد غزو العراق والسيطرة على البترول فيه وكذلك الحلفاء الجدد الذين يساعدون امريكا واسرائيل لتحقيق ذلك ،وحصر أذى هذه الجماعات حيث خطط لها في سورية وحدها ..!
- من يصدق ان امريكا التي اخترعت داعشاً او كان لها الدور الأكبر في اختراعها ، يمكن أن تحارب داعشاً حقــاً ؟من يصدق ان اسرائيل وامريكا يمكن ان تفكر في القضاء على همج مهمتهم الأساس تدمير سورية؟ وهذه الضربات الجوية المهزلة من شأنها ان تؤذي المدنيين أكثر من الارهابيين لتغلغل العصابات بينهم واستخدام هؤلاء الأبرياء كدروع بشرية مما يؤلب المشاعر حتى ضد الحكم في سورية!!انهم يطيلون الأمد التدميري ما أمكن ، وذلك لتدمير سورية ما أمكن وهذا ما تحلم به اسرائيل أساساً !!
- امريكا ،وكما صرح كيري وزير خارجيتها ، ستقوم بتدريب وتأهيل الجيش العراقي .. !! تخيلوا هذا الجيش الذي ستقوم امريكا بتدريبه واعداده !!؟؟ يا لسخرية القدر فعـــلاً !!
- امريكا ستضرب داعش في سورية دون اذن من حكومتها الشرعية ! يا لسخرية القدر فعلاً؟! فماذا لو حدث وقامت امريكا تحت مبرر محاربة داعش ، بقصف هدف عسكري سوري استراتيجي مثلا ، ثم ادعت ان ذلك تم عن طريق الخطأ غير المقصود ؟؟!! ثم ما هذه الخدعة المكشوفة و التي لا يمكن ان تنطلي على أغبى الأغبياء وهي عقد مؤتمرات محاربة داعش ضمن الأراضي السعودية ايحاء بأن السعودية ليست من مول داعش وامدها بالسلاح والعتاد والفكر التكفيري ، اذ كيف تفعل ذلك وهي تعقد المؤتمرات في عقر دارها لمحاربة داعش ؟ ثم ان امريكا وهي الدولة العظمى والأعظم في العالم ، كيف تقتحم حدود وأراضي دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة دون اذن او تفويض من مجلس الأمن الدولي، ألا يفترض بأمريكا هذه انها هي حامية القانون الدولي ، بدل ان تعتدي على حرمة واراضي سورية ، فقط ارضاء لاسرائيل !!!يا لسخرية القدر أيضـــاً ؟؟!!ثم أين روسية هذه ؟ روسية دولة عظمى ، أين هي مما يحصل كله ؟ أليس لدى روسية أقمار صناعية ، أليس لديها طائرات لقصف مواقع داعش اذا كانت فعلاً سورية تهمها ؟ فقط شاطرين بأن يرفع السيد تشوركين يده برفض قرارات مجلس الأمن ؟ يا سيدي كتر الله خير روسية وتشوركين انهم منعوا امريكا من الاعتداء على سورية ، ولكن ، اليس لروسية مصالح استراتيجية ولا يمكن تعويضها في أي بلد آخر غير سورية ؟ اليست روسية حريصة على مصالحها على الأقل؟ الى متى ستظل روسية تقف الى جانب سورية بالكلام ؟ ما الذي تنتظره روسية ؟ هل توافق روسية على خطة ابو حسين اوباما لمحاربة داعش والقضاء عليها خلال ثلاث سنوات ؟ وما الضمان بأن سورية وهذه الحرب الدولية الشرسة ضدها ستبقى بعدها على ما هي عليه ؟اليس دمار سورية هو ما تطمح اليه وتحلم به اسرائيل؟ ما هذه الدولة العظمى التي لا يزيد حجم واهمية دورها في القضية السورية عن دور دولة قزم كقطر في الطرف المقابل ؟ هل روسية دولة عظمى حقاً ، أم دولة عظم الله أجرها ؟؟!!انا مجرد مواطن ، ومواطن عادي ، وربما لا أفهم في السياسة كما يفهم أهلها ، ولكنني ارى وانا متأكد مما أرى ، ان بلادي تدمر .. انه لا ينهي الكارثة بعدُ تدمير ارتال السيارات للعصابات المسلحة ، ولا ينقذنا قتل الآلاف منهم او تدمير مستودعات ذخيرتهم ..هذا طبيعي ان يحدث وابطال الجيش السوري قادرون على ذلك ، ولكن في المقابل فبلدي يدمر بالتدريج ، مدن وقرى تزول عن الوجود ، وآلاف الأرواح البريئة تزهق ..! ولكن الحسم ما يزال بعيداً ، وللأسف !! . هؤلاء المجرمون آلاف بل مئات الآلاف ويزدادون يوماً بعد يوم !. العالم مليىء بالمجرمين والمسجونين وقطاع الطرق والمغيبين فكريا ً.. والمال الخليجي لا تأكله النيران ، والحقد والكره يكاد يملأ الدنيا ضد سورية بتأثير ذلك ،فهل يُحل هذا الاشكال دون تكوين القوة المقابلة لهذه العدوانية المتوحشة؟ اعتقد انه لا بد من تحالف دولي مقابل الحلف الآخر ، يلجم هذا الاستعداء الأمريكي الصهيوني ..لا بد من مواقف حقيقية وصادقة عنوانها روسية وايران الى جانب سورية والشعب السوري . وليتوقف مجرد الدعم الكلامي الذي لن يحل هذه الاشكالية الكارثة .. ان مشكلة سورية لن يحلها بعد اليوم وبعد ما وصلت اليه الا الحسم العسكري ومن ثم الحل السياسي ، كما ان رفع البطاقات الحمراء في مجلس الأمن لم يعد كافياً لردع وحشية هؤلاء، ولا بد من رد فعل حقيقي وفعال ، والا فكلنا في دائرة الخطر ..! يا جلالة روسية العظيمة ، يا حضرة ايران الصديقة والشقيقة ! هل انتم فعلاً مع سورية وشعب سورية ؟ اذن لا بد من اجراء حقيقي على ارض الواقع ، فهؤلاء لا يفهمون باللغة التي تدرغلون بها . لا بد من وقف هذه المذبحة والخراب المجنون ، وثقوا انكم ما لم تتدخلوا وبأسرع وقت للوقوف الى جانب صديقتكم وشقيقتكم سورية فإن روسية ستحلم يوماً ولأكثر من قرن بأن يكون لها موطىء قدم في الشرق الأوسط اذا خسرت سورية لا سمح الله ، وأن ايران ستكون مجرد ذكرى ، وهذا حلم اسرائيلي خليجي ما دام الزمان !! وانا لست متشائماً بقدر ما أشعر بالخطر الآتي ، صدقوني ، ولا تتأخروا يا سادة في التدخل الحاسم ، فقد بلغ السيل الزبى ، ولاحت لحظة الحسم ،فإما لنا أو علينا … انني لواثق بأن فشل امريكا واسرائيل في شن حرب دولية ضد سورية لاسقاطها هو الذي دفعها الى اختراع داعش والحصول على اذن دولي لمحاربتها بدعوى محاربة الارهاب وفي الحقيقة فإن الهدف من وراء ذلك هو تدمير سورية ، ونحن مؤمنون ايماناً مطلقاً بأن ذلك لن ينطلي على القيادة السورية وحلفائها المخلصين . فهل روسية وايران بلدان صديقان صادقان فعلاً؟ ايران قدمت الكثير وكذلك روسية ، وقد تكونان حمتا سورية من انهيار كاد يقع ، لكنهما لم يسلكا السبيل الذي من شأنه ايقاف هذه المذبحة المروعة ولم يقوما بدور يوازي الدور الذي قامت به اسرائيل والغرب والحلفاء في المقابل ؟! صحيح ان ما قدمته روسية وايران يشكران عليه لكنه يساعدنا في الصمود دون ان يساعدنا في وقف هذه المأساة لأن بلدنا يدمر وليس المطلوب ان تطول بنا الأيام حتى نرى بلدنا مدمرا لا سمح الله بل المطلوب ان نوقف هذا التدمير لكي تستمر الحياة .
- ثم ايران ، هذه الدولة ليس الصديقة وحسب بل الشقيقة أيضاً .. أين هي؟ والى متى تنتظر؟ هل الى يوم تصبح فيه محاطة من كل اولئك ليشعلوها فيها كما فعلوها في سورية؟ أين المصالح المشتركة والأخوة التي تربط البلدين ؟ هل ما زالت ايران تعتقد انها خارج اهتمام امريكا واسرائيل؟ هل يمكن ان تظن ايران يوما ان اسرائيل وامريكا ليستا عدوتين ؟ اذا كان الأمر فعلاً كذلك ونعتقد ان هذا من قبيل المستحيل ،فلماذا هذا النفاق اذن – واعذروني على استخدام هذه الكلمة ، ولكنه الجرح المؤلم – تجاه سورية ؟ ام انها تؤمن ايماناً مطلقاً بعداوة امريكا واسرائيل لكنها تنتظر وتصبر هذا الصبر المقيت؟!
- وهذه السعودية ، كيف يفتي شيوخها وعلماء الدين فيها بجواز تدمير بلد مسلم ويدعمون ذلك بكل حماس ؟! كيف ينطلي على الشعب فيها ان ما يجري من قتل وتدمير واغتصاب في سورية هو جهاد في سبيل الله؟ الم يبلغنا رسول الاسلام صلوات الله عليه ، أن المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه؟! هل يعلم جلالة ملك السعودية ماذا يجري في سورية ويصر هو على دعم ذلك وزيادة اشعال نيرانه!! الا يعلم جلالته ان من يقتل ويدمر ويغتصب عرضه هم مسلمون ويفترض انهم اخوته في الدين ؟! ام انه يظن ان ما يجري لا يعدو كونه مجرد مزاح او تسلية الغاية منهما تنبيه اشقائه في الدين بأنهم أخطؤوا ويجب ان يدفعوا الثمن ولو بقدر ؟! الم يسمع جلالته وكذلك الأشقاء في السعودية ودول الخليج بشكل عام ، ان من نطق بالشهادتين امام رسول الله صار مسلماً ؟ فكيف بأهل الشام الذين يجري الدين في عروقهم ولهم فيه أئمة وعلماء والشام علمت الدنيا الدين على حبته كما يقال !! واذا كان الأمر مجرد خلاف مع القيادة السورية ومن وجهة نظرهم ان على هذه القيادة ان تتخلى عن الحكم ، فإذا لم تتخل عن الحكم ، فهل الحل أن ندمر بلداً عربياً ومسلماً ؟ هل يسمحون هم ان يتدخل أحد في شؤونهم الداخلية أياً كان شكل هذا التدخل ؟ ثم انا اريد أن أسأل جلالة ملك السعودية وكل زعماء الخليج : اذا قام رهط من بني جلدتكم ببعض الأفعال التي من شأنها الاخلال بالأمن وبأي قدر ، افلا تسحقونهم تحت ذريعة انكم تقومون بواجبكم الوطني ضد اولئك ؟ فلماذا هو حلال عليكم وحرام على سواكم ؟؟!! ثم وبعد اربع سنين ، اما استوعبتم ان الأمر يجب ان ينحو باتجاه آخر لعدم نجاعة الحل الذي يمارس ، وأن نفكر بآخر من شأنه وقف نزيف دم المسلمين وايجاد حل لذلك ؟ اني احلفكم بالله ، من هو المستفيد الأكبر مما يجري في سورية ، أليست اسرائيل ؟ افلا يدلكم هذا على انكم تدعمون وضعاً يخدم اسرائيل ، وبالتالي انتم تخدمونها بشكل أو بآخر دون ان تدروا ، وربما تدرون ..!
سيريان تلغراف | ابراهيم فارس فارس
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)