سيكون لقب بطل مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” لكرة القدم إسبانياً، عندما يلتقي أتلتيكو مدريد وأتلتيك بلباو في المباراة النهائية الأربعاء على ملعب “استاديو ناسيونال” في العاصمة الرومانية بوخارست.
وهذه المرّة الثانية بعد عام 2007 التي يتواجه فيها فريقان إسبانيان في النهائي، حين فاز إشبيلية على إسبانيول بركلات الترجيح بعد تعادلهما 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وفي الطريق إلى بوخارست، تخطى النادي الباسكي فرقا كبيرة مثل باريس سان جرمان الفرنسي “من دور المجموعات” ومانشستر يونايتد الإنكليزي وشالكه الألماني وسبورتينغ لشبونة في طريقه إلى النهائي.
وكان قد عوّض تأخره “1-2” أمام لوكوموتيف موسكو الروسي في ذهاب الدور الـ32، بالفوز إياباً بهدف وحيد على ملعب “سان ماميس”.
بينما أطاح الفريق المدريدي بلاتسيو الإيطالي، وبشكتاش التركي، وهانوفر الألماني، ومواطنه فالنسيا على التوالي.
وحذّر الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرّب أتلتيكو لاعبيه من التهاون مع لاعبي أتلتيك بلباو، بعد نجاحه في قيادة الفريق إلى النهائي الثاني له في ثلاث سنوات خلال فترة تولّيه الإشراف على فريق العاصمة منذ خمسة أشهر فقط بدلاً من غريغوريو مانزانو.
وقال سيميوني لموقع الاتحاد الأوروبي واصفاً منافسه:”إنه فريق يملك قوّة هائلة، أسلوب لعب مباشر، سرعة وشجاعة.. إنه فريق لا يخشى اللعب بطريقته، حتى في المباريات خارج أرضه”.
وكان أتلتيكو مدريد أحرز لقب المسابقة عام 2010 عندما هزم فولهام الإنكليزي “2-1”.
وتابع الدولي الأرجنتيني السابق:”لعبوا كذلك طوال الموسم وأنا أعرف أنهم سيستمرون كذلك في كلّ مباراة سواء كانت وديّة أو رسمية”.
والملفت أن سيميوني سيواجه مدرّبه السابق ومواطنه مارسيلو بييلسا، الذي أشرف عليه عندما كان مدرّباً للأرجنتين في كأس العالم 2002، حيث خاض سيميوني آخر مبارياته الدولية الـ106.
وفي وقت عبّر فيه سيميوني عن “التقدير الكبير” لمواطنه، إلا أنه اعتبر أن تأثير المدرّبين سيكون محدوداً:”اللاعبون هم الذين يقرّرون مصير المباراة، أما نحن فنجلس في الخارج”.
وقد يكون لأتلتيكو هالة أوروبية أكبر من مواطنه إلا أن بلباو يقدّم أداء ممتعاً هذا الموسم، لدرجة أنه تم ترشيح مدرّبه بييلسا للإشراف على برشلونة الإسباني بدلاً من جوسيب غوارديولا قبل إعلان النادي الكاتالوني تعيين مساعد الأخير تيتو فيلانوفا، لأن النقاد شبهوا لعب بلباو ببرشلونة من ناحية التمريرات القصيرة والضغط على المنافس في نصف ملعبه الخاص.
ويخوض بلباو النهائي القاري الأوّل له منذ 1977، حين خسر أمام يوفنتوس الإيطالي بمجموع المباراتين في هذه المسابقة “كانت كأس الاتحاد الأوروبي حينها”.
ورغم الاقتراب من نهاية الموسم، إلا أن بلباو ما يزال يحارب على جبهتين، إذ يخوض نهائي مسابقة كأس إسبانيا أمام برشلونة في 25 أيار الحالي على ملعب “فيسنتي كاليرون” التابع لأتلتيكو مدريد.
ويتوقّع أن تشهد المواجهة منافسة بين مهاجم مدريد الكولومبي راداميل فالكاو غارسيا “26 عاماً” ومهاجم بلباو العملاق فيرناندو ليورنتي، صاحب سبعة أهداف في المسابقة هذا الموسم.
وسجّل فالكاو 33 هدفاً في جميع المسابقات هذا الموسم، على الرغم من إنه ما يزال على بعد مسافات من رقم الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة “72 هدفاً”، إلا أنه ثالث ترتيب الهدّافين في الدوري الإسباني مع 23 هدفاً.
وحطم فالكاو الموسم الماضي الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجّلة في المسابقة الأوروبية “17 هدفاً”، وقاد فريقه السابق بورتو البرتغالي للفوز باللقب على حساب مواطنه براغا بتسجيل هدف المباراة النهائية الوحيد.
وتفوّق فالكاو على المهاجم الألماني الشهير يورغن كلينسمان، الذي كان يملك الرقم القياسي السابق ومقداره 15 هدفاً سجله في موسم 1995-1996 مع بايرن ميونيخ، عندما كان يطلق على المسابقة اسم كأس الاتحاد الأوروبي.
واللقب سيكون الثالث عشر للأندية الإسبانية، مقابل 10 للأندية الايطالية ونظيرتها الإنكليزية، و6 للأندية الألمانية “وهي حصيلة جمع بطولتي كأس الكؤوس الأوروبية وكأس الاتحاد الأوروبي”.
وقد يخفف اللقب الإسباني من هول الصدمة التي لقيتها البلاد بخروج برشلونة وريال مدريد من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على يد تشلسي الإنكليزي وبايرن ميونيخ الألماني اللذين يلتقيان على ملعب الأخير في النهائي في 19 من الشهر الحالي.
الجدير بالذكر أن نهائي بوخارست التاسع بين فريقين من البلد ذاته.