في ظل عدم اهتمام اميركي بالمقترح التركي لإنشاء “منطقة عازلة” شمال سورية، ذكرت صحيفة “ميلليت” التركية، اليوم الجمعة، أن الحكومة التركية، برئاسة أحمد داوود أوغلو، ربما تتخذ قراراً بشكل أحادي الجانب لإنشاء “المنطقة العازلة” داخل الأراضي السورية، مدعيةً أن هذا الإجراء يأتي “تحسبا لموجة المهاجرين السوريين إلى تركيا بعدما أعلنت لبنان إغلاق حدودها مع سورية”.
وقالت الصحيفة إن “الحكومة التركية يمكن أن تُنفذ هذا القرار في أي لحظة سواء كانت المنطقة الآمنة في الجانب السوري، أو داخل الأراضي التركية”، وأضافت أنه “قد تمت مناقشة هذه الخطوة المحتملة خلال اجتماع مجلس رئاسة الوزراء الأخير، الذي عقد، الإثنين الماضي”.
وتزعم أنقرة أن ” إقامة المنطقة العازلة يهدف إلى تأمين كافة الاحتياجات الإنسانية واللوجستية للاجئين، فضلا عن احتمالات نقل عدد كبير من اللاجئين السوريين من داخل تركيا إلى المنطقة الآمنة”.
إلى ذلك، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، في أنقرة أن إقامة منطقة عازلة في شمال سورية التي تطالب بها أنقرة ليست مدرجة بعد على جدول أعمال الحلف وشركائه.
وكانت أنقرة كررت مراراً مطالبتها بإنشاء منطقة عازلة على الحدود بين تركيا وسورية، ودَعمتها باريس، في حين أعلنت واشنطن ان هذا المقترح ليس ذي أهمية بالنسبة لها.
وتشترط تركيا للمساهمة في حرب أمريكا الإستعمارية الجديدة، القبول بأن يتولى “الإخوان المسلمون” مهمة السيطرة على الأرض بدعم وغطاء ناري من الجيش التركي بعد إنشاء “منطقة عازلة” تكون بمثابة محطة إنطلاق وإمداد وضخ لفلول الإخوان، وتتعهد أنقرة في حال وافقت واشنطن على مشروعها بأن تسقط “النظام السوري” بحرب برية، يتبعها بعد ذلك القضاء على “داعش” وغيرها في سورية.. لما تمثله سورية بالنسبة لمشروعها الوهمي، باعتبارها البوابة الضرورية لبسط نفوذها على العالم العربي، ولعب دور الشرطي الأطلسي القوي القادر على حماية مصالح أمريكا والسهر على أمن “إسرائيل”.
وحذرت دمشق من محاولات إقامة مناطق عازلة على أي جزء من الأراضي السورية تحت أي ذريعة كانت. ورفضت أي تدخل عدواني لقوات أجنبية فوق أراضيها.
كما أكدت دمشق في بيان صدر عن خارجيتها أنها ستتخذ بالتشاور مع أصدقائها كل الإجراءات الضرورية لحماية سيادتها الوطنية ووحدة وسلامة أراضيها.
وقالت الخارجية” إن الحكومة التركية دأبت منذ بدء الأزمة في سورية على القيام بشكل منهجي بكل ما من شأنه ضرب الاستقرار في سورية وتهديد سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها”.
وقالت الخارجية في بيان إن “الحكومة التركية قامت بتوفير كل أشكال الدعم السياسي والعسكري واللوجستي للتنظيمات الإرهابية المسلحة وإيوائها وتدريبها وتمويلها وتسليحها وتسهيل مرور الإرهابيين الذين ينتمون إلى أكثر من 83 دولة إلى سورية ما جعل من تركيا قاعدة أساسية للإرهاب الذي يضرب سورية والعراق ويهدد باقي دول المنطقة”
وتابعت الوزارة أن “المحاولات التركية لإقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية تشكل انتهاكا سافرا لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ولقواعد القانون الدولي التي توجب احترام السيادة الوطنية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية كما تشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وضرورة تجفيف منابعه ولاسيما القرارات 1373-2170-2178 ما يتطلب من المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن التحرك السريع لوضع حد لانتهاكات الحكومة التركية التي تشكل تهديدا للأمن والسلم الإقليمي والدولي”.
سيريان تلغراف