نفذ تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، أمس، هجوماً على أحد مواقع الجيش العراقي في مدينة الفلوجة، قتل فيه 300 جندي عراقي دفعة واحدة، في ظل معلومات تشير إلى احتمال استخدام التنظيم المتشدد غاز الكلور السام؛ ما يعتبره المراقبون تطوراً ميدانياً خطيراً يحمل العديد من التداعيات على المستويين الأمني والسياسي في الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، ضد “داعش”، ومن شأنه أن يثير المخاوف إقليمياً ودولياً من احتمال امتلاك التكفيريين قدرات دمار شامل، وينبئ هذا الهجوم بأن المعركة ضد “داعش” ربما تشهد مفاجآت كارثية على شعوب المنطقة خصوصاً، إذا ثبت امتلاك التكفيريين أسلحة كيميائية، أو حتى قدرات عسكرية بيولوجية وفق ما تم تسريبه مؤخراً إلى الإعلام الغربي، في وقت يتعاظم الحديث حول الخيارات التي يمكن أن تواكب تطور العمل العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها في العراق، ضمن الحملة الدولية لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي أعلن المتحدث باسمه أبو محمد العدناني، يوم امس، النفير العام، متوعداً باستهداف المدنيين في الدول المشاركة في التحالف ضد الإرهاب، واستخدام كل ما يتوافر من سلاح، ومؤكداً ان الولايات المتحدة ستضطر إلى النزول “إلى الأرض”.
واستدعى هذا الهجوم عدداً من ردود الفعل العراقية بدأت مع اتهام النائب عن “التحالف الوطني” علي البديري، التنظيم باستخدام غاز الكلور ضد جنود الجيش العراقي الذين حوصروا خلال المعارك في منطقة الصقلاوية في مدينة الفلوجة، حيث قال: إن “تنظيم داعش استخدم غاز الكلور لأول مرة في منطقة الصقلاوية بعد محاصرة أكثر من 400 جندي، ما أدى إلى مقتل الكثير منهم بسبب الاختناق”، مشيراً إلى أن “مئة منهم فقط هم من استطاعوا النجاة”، معتبراً أن “بطء الإجراءات الفورية من قبل طيران الجيش رغم كثرة المناشدات بالإجراءات السريعة لإنقاذهم منذ عدة أيام” هو ما تسبب في مقتلهم، لافتا إلى أنه “يجري جمع تواقيع لتشكيل لجنة تحقيق بهذا الشأن”.
وحمّل البديري رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، وقائد عمليات محافظة الأنبار رشيد الفليح، مسؤولية التباطؤ في إنقاذ الجنود الذين كانوا محاصرين في المنطقة منذ أيام.
من جهته، أكد متحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة أن العبادي أصدر “أوامر بحجز آمري الأفواج المقصرين في حادثتي منطقتي الصقلاوية والسجر شرقي الفلوجة، والتحقيق معهم”.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء كان قد أمر “منذ أربعة أيام بإيصال الإمدادات والتعزيزات العسكرية إلى المنطقتين، بإلاضافة إلى تكثيف الطلعات الجوية، كما أنه تابع بالتفصيل كل ما يتعلق بهذه القضية وقد تقدّمت القوات الأمنية لتطهير هذه المناطق”، وأضاف أن “القوات تم تجميعها في المواضع الدفاعية والهجومية وهي تسيطر حاليا على الشريط الواقع شرق الفلوجة من منطقة السجر إلى الحيدان، وتستعد لتحرير باقي المناطق”.
وشدد على أن “توجيهات القائد العام كانت بضرورة المحافظة على أرواح الجنود وقد وجه بإرسال قوات مكافحة الإرهاب لهذا الغرض ومحاسبة المقصرين في قواطع مسؤولياتهم”.
سيريان تلغراف