سورية ومنذ خلقها الله ، خلق معها الاحساس العظيم بكبرياء الوطن والأمة . خلق معها محبتها لأشقائها واستعدادها الدائم للوقوف الى جانبهم في كل قضاياهم حتى لو كان ذلك على حساب صفو عيشها ورفاهية ابنائها ! وعلى مدى العقود الماضية وعبر كل الحكومات المتعاقبة بغض النظر عن ايها كانت اكثر وطنية من سواها ، فقد كانت هذه الصفة ما يميزها في مواقفها وخاصة من القضايا العربية .. وقد تجلى هذا البعد الوطني والقومي اكثر ما تجلى في عهد القائد الخالد حافظ الأسد ومن بعده القائد بشار الأسد . لكن ذلك لم يكن يعجب اسرائيل ، ولأن اسرائيل تملك المال والفكر فقد سيطرت على منابع القرار بدءاً من امريكا ووصولاً الى أغلب دول اوروبة ، مستخدمة لتحقيق مآربها بعض الأدوات الرخيصة من دول الأعراب في الخليج وتركية ، وللأسف !
ان الهجمة التي تعرضت لها سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات وما تزال ، اساسها كراهية اسرائيل لسورية ولشعب سورية ولقائد سورية ! اسرائيل لا توافق ان يكون لعربي كرامة لأن ذلك يهدد وجودها .. ولو ان السيد الرئيس أذعن لطلبات اسرائيل وهذا من رابع المستحيلات لأن هذا يخالف طبع الأسود ، وكذلك فإن وطنية الشعب السوري لا يمكن ان تسمح بذلك ، لما حدث ما حدث . نحن شعب على نهج قائدنا الغالي ، لا نركع الا لله ، ونبذل دون كرامتنا وعزتنا كل غال ورخيص ، ارواحنا ، فلذات أكبادنا ، وكل ما نملك .. ولا نركـــع .
جربوا معنا الرشوة ، ففشلوا . جربوا معنا القوة ، جمعوا كل مجرميهم وجندوهم من أكثر من ثمانين دولة ، أعطوهم الدولار والسلاح ، وشرعوا لهم جهاد النكاح ، انهمر المجرمون عبر الحدود جماعات وفرادى وبالآلاف ليدمروا ويقتلوا ويغتصبوا .. لكنهم سيفشلون ، وسوف تنتصر سورية .
آخر ما يفكرون به هو تفكيك هذه اللحمة التي تجمع المواطن مع وطنه وقيادة وطنه . هذه اللحمة التي اعيتهم وبذلوا المستحيل لتفكيكها او احداث أي شعر فيها ولكنهم يفشلون !! فكروا ، ما الذي يمكن ان يساعدهم في ذلك ؟ تراءى لهم انه ربما ، ربمـــا : مثلا ، عندما لا يقبض المواطن راتبه : حاربونا في الاقتصاد وفشلوا . عندما لا يجد المواطن رغيف خبزه اليومي فلمسوا ان الخبز متوفر اكثر من الكثير من الدول الآمنة ! فكروا في منع وصول المواد الغذائية والصحية الى المواطن فوجدوا ان الخدمات الصحية افضل من كثير من الدول المجاورة! فكروا بقطع المياه لكنهم وجدوا ان المياه تستخرج من المستحيل وتصل للمواطن . .. فكروا ملياً ، قالوا اذن لنقطع الكهرباء وما لذلك من تأثير على حياة المواطن اليومية . وهنا اتوجه الى السيد وزير الكهرباء وأقول: انني اتوجه بتحية الى سيادة الوزير والى جميع العاملين في وزارته قديما وحديثا ، وأقول ايضاً : لقد شهدنا وزيراً ومسؤولاً ومواطناً وفدائياً . لم تقصروا يوماً ولكن المشكلة تتفاقم . ارجوكم لا تعطوا اولئك فرصة تحقيق ما يحلمون ، ارجوكم ! اضغطوا على الجراح واصبروا ولا تمنحوا الاحساس لأولئك الانذال انهم يمكن ان يحققوا شيئا مما يحلمون . ارجوك يا سيادة الوزير ونحن نعلم انك لا تقصر، ابذل قصارى ما تستطيع وخفف من وطأة المشكلة ما امكن ، لقد جاء آب لاهباً والكهرباء خجولة ونحن استوينا وحياتك ! اليوم دمشق آمنة او شبه آمنة وحسبما نعلم ان سورية تمتلك من امكانات توليد الطاقة ما يكفي الدول المجاورة ايضا ً، وقد كنا نصدر الطاقة الى عهد قريب ، ارجوكم ،أمنوا الحد الأدنى مهما كانت الصعاب . اننا نرى ان حل المشكلة ضمن امكانيات وزارة الكهرباء، خاصة وان القيادة لا تبخل بتقديم أي شيء لتأمين هذه الخدمة الهامة للمواطن .
اود ان اشير لمجرد الاشارة الى انه لا حظنا انه تم تكليف مدير جديد لشركة كهرباء دمشق ، والحقيقة فإنه منذ تم تكليف هذا المدير الجديد ،فلم نر الخير ، فقد زادت ساعات قطع الكهرباء أضعافاً ،كانت اربع ساعات فصارت ثمانية ، ثم آخر طبعة : 12 ساعة .. والله العظيم حرام ، فلا ليلنا ليل ولا نهارنا نهار !! وفي كل مرة نستطيع الاتصال معه لنشتكي بشأن اشكال معين ، تتضخم المشكلة في اليوم االتالي فإما انه منحوس او انه غير كفؤ .. وبرغم كل ذلك فما نزال نرى ان معالجة الاشكال ضمن امكانيات وزارة الكهرباء واصرار السيد الوزير والعاملين فيها على معالجة الأمر سيؤدي الى حل هذه الاشكالية او التخفيف من وطأتها ما امكن ، وفي القريب العاجل .
سيادة الوزير ، ارجوكم حاولوا ، فالكهرباء اكثر من اولوية لعيش المواطن . حاولوا حل المشكلة ، فالتقنين الطويل اضنانا وجعلنا كمن يتقلب على نار لاهبة في بيته واي مكان يتواجد فيه.. وبصراحة ، فإننا في هذا الآب اللهاب ، صرنا كمن يتقلب على سيخ نيران حارقة ، وصدقاً ، ووالله العظيم … انشوينــــا !!
سيريان تلغراف | ابراهيم فارس فارس
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)