بدأ الجيش السوري عملية عسكرية من محيط سجن حلب المركزي تستهدف قطع آخر خط إمداد عن مسلحي حلب، ما يفسح في المجال لدفع المصالحات الوطنية داخل المدينة إلى الأمام.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن «تقدم الجيش في محيط السجن وبسط سيطرته على مواقع حيوية مهمة لن يتوقف قبل الوصول إلى النقطة التي يغدو بمقدوره قطع خط الإمداد الوحيد المتبقي بين المدينة وتركيا عبر الريف الشمالي «وذلك بمد نفوذه على طول طريق الكاستيللو الذي يصل بين مستديرتي الجندول والليرمون مع أنه من الناحية العملية يهيمن سلاح الجو بالتغطية النارية على الطريق الإستراتيجي».
وأوضح المصدر أن «طريق الهرب أمام مسلحي المدينة نحو الريف الشمالي مفتوح لفترة محددة قصيرة قبل تقدم وحدات الجيش نحو مشفى الكندي وحندرات والجندول لإكمال فرض الطوق الأمني عليه. الرسالة وصلت بسرعة إلى المسلحين وما تبقى من سكان المدينة في أحياء سيطرتهم والذين توافدوا بسرعة لعبور ممر النجاة الوحيد المتبقي حيث أكد شهود عيان لـ«الوطن» أن المنطقة تشهد حركة عبور إلى الريف الشمالي بشكل غير مسبوق تخوفاً من إحكام الحصار على المدينة.
الجيش هيمن وبعملية خاطفة على مناطق حيوية في محيط السجن مثل الجبيلة ومبنيي كتيبة حفظ النظام والزراعة وتلة أم تي أم ومستودعات الحديد في طريقه إلى معمل الاسمنت وربما إلى منطقة المسلمية التي تضم مدرسة المشاة والتي اقتربت وحدات الجيش منها من منطقة الشيخ نجار الصناعية على بعد تسعة كيلو مترات عند قريتي كفر صغير وتل شعير.
وتوفر العملية وعبر تكتيك القضم التدريجي إمكانية الوصول إلى مشفى الكندي ومخيم وقرية حندرات ومستديرة الجندول فمنطقة الشقيف الصناعية على طريق الكاستيللو.
وأشارت مصادر معارضة لـ«الوطن» في الأحياء الشرقية من المدينة إلى أن معنويات المسلحين فيها منهارة جراء خشيتهم من الحصار في ظل هروب أعداد غفيرة منهم وشح الذخيرة المتبقية بحوزتهم نتيجة قطع خط الإمداد في وجه حركتها منذ نحو شهرين «ولذلك لا نية لديهم بخوض معارك أو اشتباكات جديدة، وهم بأمس الحاجة لنضج المبادرات التي تقوم بها جهات أهلية لإنجاز المصالحات الوطنية التي لم تطرق أبواب المدينة وأحياءها بعد».
مئات الأسر من قاطني أحياء سيطرة المسلحين في حلب استبقوا الأحداث ونزحوا صوب الأحياء الآمنة التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري لثقتهم بقوته في حماية المدينة ومنعتها في وجه عمليات استهدافها إضافة إلى حال عدم الاستقرار الذي يعيشه الريف الشمالي مع استمرار الاشتباكات مع فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم «الدولة الإسلامية» المعروفة سابقاً بـ«داعش» والذي سيطر قبل أسبوعين على أخترين والقرى المحيطة بها وحاصر بلدة مارع، معقل «لواء التوحيد» الإخواني، في مسعى للوصول إلى إعزاز وبوابة السلامة الحدودية لغلق الحدود التركية بشكل كامل مع محافظة حلب بغية تمدده نحو ما تبقى من قرى وبلدات الريف الشمالي الذي انسحب منه قبل ستة أشهر بإعلان الحرب على التنظيم من تحالف فصائل المسلحين.
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء «سانا» أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أوقعت العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين ودمرت عدداً من آلياتهم خلال استهداف تجمعاتهم في أم القرى وجنوب مارع وحليصة وشرق السفيرة والجبيلية وأقيول والمشهد ونقارين والعامرية في حلب وريفها».
سيريان تلغراف