لبّ الصراع الجاري في المنطقة كان و لا يزال من أجل تفتيت المقاومة الإسلامية و القضاء عليها و فوز الأسد بمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية زادها تعقيداً لأن عقدة المشكلة في الشرق الأوسط و حلها هو ليس بسورية بل بمن يقود سورية .
قوافل من الأسئلة تدور في ذهن الكثيرين عن أسلوب الصهاينة الذي اتبعوه بحرب الوكالة على سورية كوجود الأنفاق و الأوكار و غرف العمليات و وجود قادة استخبارات دولية فما هو اللغز الذي يكمن وراء كل هذا … ؟
المقاومة هي حجرة العثرة التي وقفت في وجه طوفان عدوان الكيان الصهيوأميركي على الوطن العربي و اللغز الذي عجز الصهاينة عن فك رموزه حتى الآن هو كيف تتم عمليات نقل السلاح من حزب الله و سورية إلى المقاومة في فلسطين و أين هي الأنفاق التي يستخدمها أسود المقاومة و هذا ما يفسر كثرة الأنفاق في سورية و وجود غرف العمليات في المناطق الإستراتيجية على حدود سورية و لبنان و التي كان يختبئ فيها قادة الإستخبارات الدولية الذين وقعوا في قبضة الجيش العقائدي و رجال حزب الله بعد أن تم السيطرة على هذه الغرف بكمين محكم و كان من أبرز هذه العمليات في المناطق الإستراتيجية هي ( القصير و يبرود ) .
و رداً على عملية يبرود قام الصهاينة بنصب كمين محكم للمقاومة في غزة عندما بدؤوا بتوجيه ضربات استفزازية عشوائية على مواطنيها ظناً منهم بأنهم سيمسكوا برأس الخيط الذي سيدلهم على الطرق و الأساليب التي يتم فيها وصول السلاح إلى المقاومة الفلسطينية و بنفس الوقت ليضغطوا على حزب الله كي يتدخل لينقذ غزة فيوجهوا له الضربة القاضية و يتخلصوا منه ليزيلوا الكابوس المرعب الذي يهدد أمنهم و استقرارهم و لكن بعد أن رتبوا أوراقهم على هذا المبدأ تفاجؤوا بأن حزب الله لم يتدخل للرد على عدوانهم الوحشي على غزة و أن المقاومة الفلسطينية تملك ما يكفيها من الأسلحة فيما استمرت الحرب لمدة أطول و لهذا قرر الصهاينة البدء بالإنسحاب من غزة لأنهم لن يتوصلوا لأي نتيجة في حال استمروا بقصف غزة سوى أنهم سيتجرعوا كأس خسارتهم أمام جبروت المقاومين في فلسطين .
و ما وصل إليه الصهاينة اليوم من نتائج هو أن أي مخطط يتم تنفيذه خارج نطاق لبنان للقضاء على حزب الله لن يتوج بالنجاح و لذلك كانت عودة الحريري إلى الساحة مهمة جداً لأن وجوده سيمنحهم فرص جديدة في كشف لغز عمليات نقل السلاح التي تتم ما بين حزب الله و سورية و فلسطين لأن هدفهم كان و لا يزال هو نزع سلاح المقاومة و لن يجدوا من يساندهم لحل هذا اللغز سوى من يملك السلطة داخل لبنان .
أما الولايات المتحدة الأميركية فقد بدأت بتنفيذ مخطط يخلصها على المدى البعيد من حجرة العثرة التي وقفت في وجهها و منعتها من تحقيق مشاريعها في الشرق الأوسط و هو الفيتو المزدوج الذي استخدمته روسيا و الصين ضدها و على المدى القريب لتتخلص من الهيمنة الروسية التي بدأت تقضي على هيمنتها من خلال استهداف أمنها القومي لإضعافها من الداخل .
الكيان الصهيوأميركي يهدف للتخلص من القوى العظمى التي تقف في وجه مخططاتهم و يهدف لنزع سلاح المقاومة و القضاء عليها فبإعتقادهم أنهم إن وصلوا إلى الأنفاق التي يتم عبرها إمداد المقاومين في فلسطين بالسلاح سيكون من السهل جداً الإستفراد بكل منهم بتجريده من سلاحه للقضاء عليه و بهذا يستطيعوا استكمال مخططهم ليحققوا أحلامهم في الشرق الأوسط .
غباء الصهاينة ما زال يوحي لهم بأن قوة المقاومة تكمن بسلاحها و بتجريدها منه يتم القضاء عليها لأنهم لا يعلموا بأن المقاومة هي فكر و عقيدة و ليست سلاح و لا يعلموا أن الفكر العقائدي المقاوم لا يموت أبداً لأنه مع كل شهيد يسقط يولد ألف مقاوم .
سيريان تلغراف | دنيز نجم
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)