Site icon سيريان تلغراف

53 مليون رقم حصيلة استعمارهم للعرب وغزه اخر فصولهم .. بقلم هشام الهبيشان

تعلمنا مرارة وبشاعة الحروب الصهيونية – الماسونية ومعهم أدواتهم وكياناتهم الوظيفية الطارئة على المنطقة أن في حروبهم الشعواء على منطقتنا أن لا هدف للحرب إلا القتل والهدف هو القتل من اجل القتل “من اجل إرضاء رغباتهم وشهواتهم وإرضاء أسياد هذا العالم المادي الماسوني”، ومن قبل كل ذلك تعلمنا أيضا دروس التاريخ الماضية عن هؤلاء رغم تعدد مسمياتهم وأساليبهم منذ 1400 عام مضت، أن لا كرامة للإنسان العربي المسلم بلغة الحروب عند هؤلاء،،

وان لا حديث عن عواطف إنسانيه ومشاعر إنسانيه بلغة حروب هؤلاء، المهم هو أن تقتل فكلما قتلت أكثر فأنت بطريق الانتصار وأنت هنا كلما حصدت رؤوس أكثر وزدت انهار الدماء تدفقا ونشرت الفساد والخراب فأنت تستحق أن تكون قديسآ “وأنت إنسان مقدس عند أسيادك بهذا العالم المادي الماسوني” ،، وتعلمنا دروس التاريخ أيضا أن الإنسان المسلم العربي بلغة حروب هؤلاء، هو عبارة عن رقم، فالحرب عند مغيب شمس كل يوم يجب أن تقدم أرقام من قتل ومن ذبح ومن دفن حيا ومن مات حرقا او صلبآ ومن تشرد ومن تيتم ومن خسر بيته، الخ،، ، وليس المهم من قتل او كيف قتل، فلا يهم هؤلاء ان كان المقتول طرف بالصراع، او طفل غارق في احلام برائته، او رجل اعزل يسعى ويكد ويشقى لجمع قوت عياله، او شيخ مستند على عكازه، ام امرأه في بيتها راكعه على سجادة صلاتها ، هذا كله ليس مهمآ المهم هو الرقم بالنهايه المهم كم نتيجة ومجموع كل ذلك،،

فلغة الارقام عند هؤلاء هي الهدف فهم حاولو ومازالو وسيبقو يسعون الى محو هذه الامه من الخرائط الديمغرافيه والجغرافيه والعقائديه في هذا العالم الد موي والذي تحكمه الان “شريعة الغاب الامريكيه – الماسونيه – الصهيونيه,,

وبتقليب قواميس المعاني ومعاجم اللغات نستذكر بألم ما قدمته فلسطين من عام 1948لليوم من تضحيات اكثر من مليون شهيد وجريح وأسير منذ عام 1948لليوم ,واكثر من 7مليون لاجئ,,,الجزائر اكثر من 2مليون جريح وشهيد ,,العراق أكثر من مليون شهيد وجريح ونستذكرهنا بألم مذكرات سجين عراقي بابوغريب ,,ونفس العراق هجر منه 6مليون لاجئ عراقي ,,سوريا ياجريحة هذا الزمان هي الاخرى قدمت أكثر من مليون شهيد وجريح على طول صراعها مع الاستعمار منذ عام 1920ولليوم مازالت تقدم الشهداء ,وهناك اليوم 5مليون مهجر نتيجة الحرب الكونيه على سوريا بعضهم داخل سوريا وبعضهم خارجها,,,مصر هي الاخرى قدمت عشرات الالاف من الشهداء ,,والاردن قدم الالاف من الشهداء بفلسطين وبمعركة الكرامه الخالده ,,ولبنان الاخرقدم مئات الالاف من الشهداء والجرحى على طول فترة صراعه مع قوى الاستعمار بالداخل والخارج ,,وليبيا هي الاخرى مازالت تكتوي بنار الاستعمار وقدمت مئات الالاف من الشهداء والجرحى ,ومليون مهجر ,

والمفارقه هنا ان أكثر من 53مليون عربي مسلم ومسيحي كانو ضحايا هذا الاستعمار منذ عام 1932ولليوم ,,فبعضهم قضى شهيدآ وبعضهم جريحآ ,,وبعضهم مشرد ,,وبعضهم مهجر ,,وووو,,الخ ,,

وهنا من المؤلم ان نذكر بمراره ان من يشترك بقتلنا وذبحنا وصلبنا وتهجيرنا هم من يدعون أنهم اخوتنا بالعروبه , فهل يستطيع عاقل اليوم أن ينكر أن الصهاينه وهم القاعده الاشمل التي تظل بمظلتها الامريكان والانكليز والفرنسيين والطليان والالمان ,,الخ ,,أنهم   عندما قررو ضرب غزه وقبلها سوريا وقبلها ليبيا وقبلها العراق وقبلها اليمن وقبلها السودان وقبلها لبنان وقبلها الجزائر ,,,,وووالخ ,, وهذه المعاراك التي رفعت عناوين عده منها “الاباده ثم الاباده ثم الركوع”ان الصهاينه والامريكان والفرنسيين والطليان والانكليز لم يدخلوها وحدهم بل بالشراكه مع بعض شركائهم العر ب المتصهينيين ,,منذ 132عامآ مضت وللأن ,,وتستمر هذه المؤامره,, وهذا ما لم يخفيه مؤخرآ الكثير من جنرالات الجيش الصهيوني وبعض الساسه الصهاينه،بمعركتهم الاخيره في غزه ,, وقد قا ل نائب وزير الحرب الصهيوني: يجب علينا تأديب حماس حتى لا نخذل أصدقائنا العرب الذين اعتمدوا علينا في ذلك!،، وهذا قد يثير أستغراب البعض فهل من المعقول أن تصل عمالة بعض الانظمه العربيه الى درجة الاشتراك بقتل أهل غزه العزل؟؟! ،،،

الجواب،، ببساطه “نعم” وهذا ليس مستغرب عن هؤلاء فهناك اليوم أدله ملموسه على كل هذا فالتجربه السوريه والعراقيه والليبيه والسودانيه,,الخ ,, تثبت أن هذه الانظمه “الاعرابيه” العميله أصبحت شريكآ وموغلآ بالدم العربي، تعمل يد بيد مع العدو الصهيو – أمريكي، لتنفيذ باقي فصول مؤامراتهم القذ ره الراميه الى تقسيم المقسم بالوطن العربي، وهذا تطور خطير بعمل هذه الانظمه العميله فبعد أن كانت مسؤوله عن الامداد واللوجستك والتسهيل لللصهاينه والامريكان بالعبور الى حيث ماشاؤ، اليوم أصبحت هذه الانظمه الوظيفيه وعلنآ شريكه لهم بالقتل والتدمير والتخريب للفسيفساء المكونه للخارطه العربيه لتمزيقها واعادة ترتيبها بما يخدم هذا الكيان الصهيوني المسخ لتكوين واحد وخمسين كيان عرقي ومذهبي وديني بالمنطقه العربيه،، يكون فيها الكيان الصهيوني المسخ هو السيد المطاع وكل طرف من هذه الكيانات يسعى لتقديم صكوك الطاعه لهذا الكيان هذا وفق خططهم المستقبليه التي نعيش بهذه المرحله الكثير من فصولها الخطره،،

وبهذه المرحله وبفصول أستمرار الاباده الشامله للانسان والجغرافيا والديمغرافيا العربيه ,,, فمانرأه اليوم من عمالة هذه الانظمه الوظيفيه الاعرابيه ودورها بمحرقة اهل غزه   ,, فمن الطبيعي أن يشكل هذا حاله من الاحبا ط ليس لشيء الا لضعف الموقف الشعوب العربيه من الاحداث الجاريه هناك فعلى مدارالمراحل التاريخيه للصراع العربي الصهيوني و الذي تم لاحقا وصفه بالصراع الفلسطيني الصهيوني، وعلى مدار ستآ وستين عامآ من الصراع، لم يشهد العالم العربي حالة من الانسلاخ عن الواقع الفلسطيني كما هو الواقع اليوم،،،

وذلك لاسباب كثيره ليس أولها مايجري اليوم بسوريا والعراق ومصر ومحاولات تحطيم القوه العسكريه للجيش العروبي السوري تمهيدآ لفصول أخرى من معادله مركبه تستهدف كل اركان الدوله السوريه بشكل خاص، ومحاولة أضفاء طابع جد يد للجغرافيا والديمغرافيا العراقيه لتقسيم المقسم فيها وفق معادله تضمن للكيان الصهيوني المسخ المزيد من ألامن والامان لكيانهم المسخ، اما مصر فهي تعيش اليوم أسوأ مراحلها التاريخيه فهي اليوم تعيش في ظل انقلابات مستمره،,ناهيك عن مايجري بليبيا اليوم وباليمن وتقسيم السودان ومجاعة اهل الصومال وتشرذم اهل موريتانيا ,,وعن غرق بعض الاعراب الذين لم نراهن عليهم يومآ بشيء بشهواتهم مابين بطونهم وفروجهم ونسو العروبة والعرب ونسو فلسطين حتى أن بعض اجيالهم المحدثه لايعرفون أي تقع فلسطين وان كانت عربيه او غير عربيه ,,

فاليوم نحن العرب نواجه ونجابه تحد يآ مصيريا لم نجابه مثيلآ له في تاريخنا المعاصر، فإما أن نصمم على أن نكون أحرارا ومناضلين ومقاومين ولا نرضى بالهوان، واما أن نكون الفريق الأضعف، بل الفريق الذي سلبت منه حقوقه، ومستعد اليوم أكثر وأكثر للتنازل عن المزيد من حقوقه حتى لايسقط سقطته الاخيره ،،، فليس من شك في أن المرحلة المقبلة هي أصعب المراحل في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني، ولذلك للأسباب الأنفة الذكر، ففي زمن لم تكن فيه إسرائيل الصهيونيه أقوى مما هي عليه اليوم، لم يكن الجانب العربي فيه أضعف مما هو عليه اليوم، فاليوم يتفوق نتنياهو الصهيوني على رفاقه وكل من سبقوه وتعاقبو على حكم هذا الكيان الصهيوني المسخ , بإ قدامه على التنفيذ، والتنفيذ في هذا المجال يعني اقتلاع من تبقى من الشعب الفلسطيني من أرضه,,,

وبالنهايه ,المعادله صعبه أقر بذلك ,,واعرف ان الاستعمار وقوى الاستعمار بالداخل والخارج قد انهكتنا جميعآ كعرب ,,ولكم دائمآ من لحظات الألم يولد الامل ,,فشوكة المسلم العربي ,لن تنكسر ,حاولو كسرها وأبة ان تنكسر ,هو وعدنا ووعد الله ومهما حاولو وقتلو وهجرو وشردو ,,فنحن من صنع التاريخ والحضاره البشريه ونحن من نعود لنتسيد التاريخ هذا وعد الله وما بدلو تبديلا ……

سيريان تلغراف | هشام الهبيشان

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version