بعد انهيار المخطط الصهيوأميركي في سورية و انتصار الجيش العقائدي السوري على كوكتبل الإرهابيين كان لا بد للصهاينة من البدء بتنفيذ مخططهم الأخير الذي تركوه للنهاية لأنه سيجبرهم على المواجهة المباشرة مع أسود المقاومة .
عصفورين بحجر واحد هذا ما خطط الصهاينة له ليبذؤوا بارتكاب حماقاتهم في الوطن العربي فبعد فوز الأسد بالانتخابات باشر الصهاينة بإرسال حشود كبيرة من جرذانهم المسعورة لتتوجه نحو العراق و تبدأ بإخلاء أراضيها من مواطنيها لكي يسيطروا عليها بدورهم و من ثم يقدموها هدية لولي نعمتهم إسرائيل و التي بدورها ستتخلص منهم و ترميهم في محرقتها بعد إنهاء مهمتهم و بنفس الوقت بدأت عدوانها على غزة بعملية أسمتها ” الجرف الصامد ” و هذه العملية هي كمين محكم للمقاومة .
القضية الفلسطينية هي بوصلة المقاومة الإسلامية و استهداف غزة بالأسلوب الوحشي الهمجي الذي يتبعه الصهاينة مع الفلسطينيين لا يرضى به كل ذي عقل و دين لأنه يوم بعد يوم يثبت الصهاينة بأنهم كيان غاصب و معتدي و القضاء عليهم أصبح واجب وطني و ديني و من الطبيعي أن تتدخل المقاومة لإنقاذ الشعب الفلسطيني و هنا سيعتقد الصهاينة بأنهم على كامل الإستعداد ليوجهوا ضربتهم الأخيرة على المقاومة و التي ستقضي عليها و تقتلعها من جذورها خاصةً بعد أن تحالفت معهم قوات الناتو و التي انضم إلى صفوفها مؤخراً بعض الدول المستعربة كقطر و السعودية و الأردن و المغرب .
حسب اعتقاد الصهاينة القضاء على المقاومة أصبح أمر سهل بعد أن أحاطوا حزب الله بالعملاء و الخونة من الداخل و قوات الناتو من الخارج و هذا بعد أن استنزفوا الجيش العربي السوري و رجال الله في الحرب الكونية على سورية و أما الولايات المتحدة الأميركية فهي تكفلت بمحاربة القيصر الروسي حليف المقاومة الأول لكي تبعده عن ساحة المعركة و كما استغلت إسرائيل أيضاً الدول المجاورة لإيران لتبني فيها قواعد صاروخية و هي على جهوزية عالية للبدء باستهداف إيران بأي لحظة .
هذا المخطط كان قد تحقق لو أنهم نجحوا في إبعاد الأسد عن السلطة و لكن بفوز الأسد بالسلطة مجدداً هو كارثة بحد ذاتها على إسرائيل و أتباعها لأنه أصبح قائد الأمة العربية و بيده مفاتيح الشرق الأوسط و وجوده لم يعد يهدد أمن و استقرار إسرائيل و حسب بل أصبح يهدد بزوالها من الوجود و هذا هو السبب الحقيقي وراء الهجوم الإعلامي الكوني الذي شّنه الصهاينة ضد سيادة الرئيس بشار الأسد لأنه بوجوده يستمر تماسك المثلث الفولاذي للمقاومة التي انتهجت خط الدفاع عن القضية العربية حتى النصر فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .
حرب الصهاينة على المقاومة الإسلامية منذ البداية كانت و ما تزال تهدف لنزع سلاح المقاومة لأن سلاحهم يصنع التوازن الإستراتيجي في الشرق الأوسط و بدونه تتهود الهوية العربية و هذا ما لا تسمح به المقاومة و هذا هو لب الصراع الجاري في المنطقة .
الصهاينة ينتظرون رد المقاومة عليهم عليهم على أحر من الجمر لأنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء في عدوانهم على الوطن العربي بالمجازر التي ارتكبوها بشرعية مطلقة من مجلس الأمن (الإرهاب) الدولي الذي يرى إسرائيل كيف تقتل الأبرياء في غزة و لا يوجه أي إدانة لإسرائيل لأنها طفلة أميركا المدللة و ما يحق لها لا يحق لغيرها و لكن عند حدود المقاومة يبدأ زوال هذا الكيان الغاصب و المفاجئات ستصعقهم من السلاح الذي سيهزمهم حتى يسحقون .
سيريان تلغراف | دنيز نجم
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)