مازالت دروس التاريخ تعلمنا ان من لايقرأ الماضي لايعرف الحاضر ولايستطيع ان يتكهن بالمستقبل ومازالت فئه ليست بقليله من امتنا العربية والاسلاميه تصطنع لنفسها اطار خاص مبني على “عاطفه حمقاء” تؤمن بجماعات متأاسلمه رهنت مصير الامه رهينة للغرب ومازالت هذه الفئه من الامه تبتعد عن فهم الماضي لتعرف الحاضر على الاقل وما زالت لغاية الان لا تؤمن بنظرية “المؤامره” كواقعه وحقيقه مطلقه تستهدف كيان الامه ككل،،،،
ولهذا فاليوم سوف اتحدث عن “نوح فيلدمان” وسر صعود “الاخوان المسلمين” ومؤامرة صقور البيت الابيض واحفاد العم سام “الماسونيين الجد د” و “الصهاينه بالوراثه” على الامه الاسلاميه جمعاء بكذبة التنظيم العالمي للاخوان المسلمين,, لتبقى الامه الاسلاميه والعربيه بالذات منها تحت الوصايه والتبعيه لامريكا التي تحكمها اليوم القوى المسيحيه المتصهينه ومافيات اللوبيات الصهيونيه الما سونيه القذره ,,,
وبلمحه بسيطه عن “نوح فيلدمان” فهو يهودى أمريكى أرثوذكسى وبالاحرى مسيحي متصهين وهو أستاذ للقانون بكلية الحقوق بجامعة نيويورك، حصل على درجة الدكتوراه في الفكر الإسلامي من جامعة أكسفورد الانجليزية،،،،، وهو مؤلف كتاب شهير عنوانه “بعد الجهاد: أميركا والنضال من أجل الديمقراطية الإسلامية”،،،،، عمل مستشارا لوزارة الخارجية الأمريكية بعد غزوها لأفغانستان عقب أحداث 11 سبتمبر،،،،،
وكان المسؤول الاول عن صياغة مسودة الدستور الأفغانى المعمول به حاليا هناك،،،،، كما عين مستشارا دستوريا للحاكم الأمريكى فى العراق “بول بريمر” عقب سقوط بغداد بأيام فى أبريل عام 2003 وهو من قام بصياغة مسودة الدستور العراقى المؤقت فى مارس 2004 ثم أصبح دستورا دائما بعد إستفتاء الشعب العراقى عليه فى ديسمبر عام 2005 وهو من اشرف على وضع دستور مصر وتونس كذلك، لفيلدمان مجموعه من الكتب التي درس من خلالها التاريخ العربي والاسلامي واهم هذه الكتب هو كتاب، صدر تحت عنوان “سقوط وصعود الدولة الإسلامية” سنة” 2008،,,
فبعد ولوج نظرية “صراع الحضارات” ود خولها بقوه الى العالم والتي تبشر بنظام عالمي جديد مكون من امبراطوريات ذات أساس عرقي أو ديني، ولكن ليس بالضرروة أن تكون على أساس أيدلوجيات سياسية أو إقتصادية ,ولتنحصر هنا حتمية هذا الصراع كما يروج لها واضعيها بين العقائد الدينيه والامم العقائديه ,,,
وقد اصتدمت هذه النظريه بفكراخر يؤمن بنظرية “نهاية العالم” التي تزعم الإنتصار الأخلاقي والإستراتيجي للحضارة اليهو – مسيحية القائمة على الحرية والديمقراطية والرأسمالية،،
وقد استمر صراع هذان الفكران في اروقة صنع القرار الامريكي وبين المحللين الاستراتيجيين والمخططين ورجال الدين وغيرهم مع خشيه امريكيه من عودة صراع الحضارات الى الواجهه من جد يد الا ان حصلت احداث 11 من ايلول عام 2001 فقد اقتنعت امريكا حينها بفكرة فشل الدولة الوطنية في الحفاظ على المصالح الأساسية للدول الكبرى العظمي المنتصرة،
ووقتها قررت امريكا بان عليها اعادة رسم ملامح جديد عالم يضمن لها بأن تبقى هي ضمن نظرية “نهاية التاريخ “وبنفس الوقت عليها ان تتخلص من نظرية” صراع الحضارات “ومن الطبيعي ان تكون الامه الاسلاميه جزء من هذا الصراع وهي ضمن هذه النظريه تعتبر العدو الاكثر قوه وعددآ وايمانآ وصاحبة تاريخ عظيم ولها عقيده تؤمن بانها ستعود يومآ لتحكم هذا العالم جديد من،،،
ولذلك قررت امريكا الولوج بمعارك ضد ما تسميها الد ول راعية الارهاب والدول المارقه في محاوله لتدمير هذه الامه وتقسيمها وتفيتها وضرب مقومات وحد تها فكانت وجهتها العسكريه “افغانستان والعراق” وحينها تلقت خسائرفادحه بشريآوماديآ مما جعل هذا الخيار غير مقبول “اي الخيار العسكري والتدخل المباشر”، حتى بين صقور الإدارة الأمريكية,,,
لذلك اتجهت الأنظار جميعها نحو نوح فيلدمان ليقدم الحل الذي قد يغير تاريخ البشرية فكانت نظرية فيلدمان تقوم بالاساس على ان العالم الإسلامي هو الشريك الأمثل للحضارة الغربية, فلا يرئ فيلدمان العالم الإسلامي كخصم في صراع الحضارات، اذا تم وضع جماعات اسلاميه بفكر غربي تحمل شعارت اسلاميه في رأس هرم السلطه في عدة بلدان فأن نجحت التجربه يتم تعميم هذه التجربه على اكبر عدد ممكن من الدول العربيه والاسلاميه وحينها ستكون هذه الامه شريك أو حليف محتمل في النظام العالمي الجديد “بشرط إستمرار التبعية طبعا” فيرى فيلدمان أن الحل الأمثل لإحتواء العالم الإسلامي و تفادي صراع الحضارات، و القضاء على الإرهاب الإسلامي، بل وتوفير مناخ مناسب لإستمرار أمن دولة إسرائيل – كل هذا ممكن إذا أمكن إستعادة دولة الخلافة الإسلامية,,,
طبعآ، فيلدمان لا يرغب في دولة خلافة مثل الأموية أو العباسية مثلآ فهذا يعتبر تجسيد لكابوس صراع الحضارات في أسوء “سيناريوهاته” بل ولا حتى نوع من الإتحاد الإقتصادي على غرار الإتحاد الأوروبي – حيث أن ذلك قد يؤدي لخروج العالم العربي من التبعية للغرب،،، فنظرية فيلدمان حول “صعود الدولة الإسلامية” ترى أنه من الممكن الحصول من العرب والمسلمين على كل ما نريد، بدون عنف وبأقل تكلفة، إذا أمكننا ايهام المسلمين أنهم اصبحوا احرارا ولهم كرامة عن طريق زرع جماعات اسلاميه في هذه الد ول تنادي بتطبيق الشريعه الاسلاميه، وذلك ممكن عبر إيجاد نوع مختزل مما يمكن وصفه بدول خلافة اسلاميه – يكون فيها للشريعة الإسلامية مكانة متميزة، وإن كانت شكلية,,,
ويقول فيلدمان إن سيادة الشريعة الإسلامية كقانون يحترمه ويقدسه الجميع “قد تكون وسيلة أسهل وأقل تكلفة كي نجعل المسلمين يفعلون كل ما نريد وهم يظنون أنهم يفعلون ما يرضي الله ورسوله” المخاطرة سهلة والمعادله بسيطه جدآ فإذا نجحت هذه الجماعات الاسلاميه “باختبارات حسن النوايا وتنفيذ المخططات” فلهم البقاء، وإن لم تستطع فالعسكر دائما موجودون ويمكنهم إعادة الإسلاميين للمعتقلات بسهولة والامثله حيه وشاهده على ذلك ببلادنا العربيه,,,
و يقول فيلدمان كذلك أن القانون في العالم الإسلامي قد يكون نوع ما من الشريعة، وأن أفضل وسيلة لإعلاء تلك الشريعة هي عودة نوع ما من علماء الإسلام لدور الرقيب والضامن لإحترام الشريعة, ووفق نظرية فيلدمان مطلوب أنظمة ذات مرجعية إسلامية لنظام الحكم، بدون تطبيق فعلي لأحكام الشريعة الإسلامية. مطلوب دولة أو بالأصح دول خلافة إسلامية دون أن تكون هناك وحدة إسلامية، مطلوب سيادة القانون الاسلامي مع عدم تفعيل جوهر ذلك القانون فمن هذا الكلمات نلاحظ أن هذا التصور – دوله مدنية بمرجعية إسلامية – هو نفس المشروع الذي تتبناه، على الأقل في العلن، حركة الإخوان في مصر، والنهضة في تونس، ومجلس الثورة في ليبيا، وكذلك الحركات الإسلامية في المغرب ,,,فلقد أصبح الإسلام السيا سي في معظم ارجاء العالم العربي يطالب فقط بالمرجعية، دون الإصرار على التطبيق الفعلي للشريعة، وينادي بدولة ذات طبيعة إسلامية، مع استبعاد كامل لفكرة دولة الخلافة الواحدة الموحدة. وبذلك فإن هذه التيارات الإسلامية تتوافق تماما مع تصور فيلدمان للشرق الأوسط الجديد، ولكن طبعا مع إختلاف الدوافع,,
وهذا ماينادي به كذلك نوح فيلدمان ويقول أنه يمكن تحويل العالم الإسلامي من أعداء إلى شركاء عن طريق هذه الجماعات التي يجب تموليها وحشد الدعم الاعلامي والشعبي لها بمناطقها حتى تكون البديل والحليف الافضل لامريكا، ويقول فيلدمان انه من خلال هذه الجماعات يمكن القضاء على الإرهاب الإسلامي، بل وحتى إنهاء حالة العداء الشعبي لدولة إسرائيل، إذا قام الغرب بمنح الجماعات الاسلاميه شيء من الشرعيه وأن نعاملهم بدرجة أكبر من الإحترام والثقة,,
وبالنهايه يرى فيلدمان أن هذه الجماعات الاسلاميه بشقيها “الاخواني – والسلفي” سوف يصبحون أكثر نفعا للغرب إذا تحولوا من نظام الد ول الوطنية المستبدة الفاشلة حسب رأيه إلى أنظمة عادلة تحترم القانون “ومن هنا نعرف سر صعود الاخوان الى كراسي الحكم ببلاد مايسمى الربيع العربي وكيف اوصلتهم نظرية فيلدمان الى هذه الكراسي” وهذا كله بالنهايه سوف يزيد من حتمية بقاء هذه الجماعات والشعوب التي تحكمها تحت الوصايه الامريكيه وبقائها ضمن نطاق التبعيه للغرب بما يضمن لامريكا ان تبقي نظرية “صراع الحضارات” حبيسة الافكار وان تطلق العنان لنظرية “نهاية التاريخ” “التي تزعم الإنتصار الأخلاقي والإستراتيجي للحضارة اليهومسيحية القائمة على الحرية والديمقراطية والرأسمالية,………………
*هذه الحقائق موجهه للعقل العربي حتى يستطيع أن يستوعب حقيقة الفوضى التي نعيشها اليوم وان يحكم عليها وفق تصور “مؤامراتي ” وليس أن يقول أن الدنيا قد أنتهت ,,فالدنيا مازالت كماهي والشمس تطلع من مشرقها وتغيب من مغربها ,,والحقيقه ان عقولنا كعرب هي من توقفت عن التفكير لهذا اختلطت علينا الاحداث ولم نعد نعرف أين مصلحتنا ومن عدونا ومن صديقنا,, ومن أراد أن يعرف الحقيقه عليه أن يبحث عنها حتى يعرف ماهو واقع الحال وليس اغلاق العقل والحديث عن نهاية الدنيا وكان الدنيا مرهونه باغلاق عقولنا ,,فهل من صحوه ياامة العرب ولو متأخره ؟؟؟……………………..
سيريان تلغراف | هشام الهبيشان
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)