أفسح خبر مقتل أميركيين أثناء اشتراكهما في عمليات مع قوات العدو الإسرائيلي في 20 حزيران الحالي، المجال أمام مهاجمي إسرائيل للتشبيه بينها وبين مقاتلي “الدولة الإسلامية”، التي كان يشار إليها في السابق باسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”
وطالبت شكاوى مماثلة، كالتي وجهت إلى إسلاميين متطرفين يذهبون للقتال في سورية والعراق، حكومات أخرى بتجريم التطوع للخدمة في إسرائيل، ليكون هناك ما يكافئ محاكمة الإسلاميين المتطرفين المحتملين.
وذكرت قوات العدو الإسرائيلي، أنه يوجد 4.600 “جندي وحيد” من الأجانب في الخدمة حاليا، وتشكل نسبة حاملي الجنسية الأميركية ثلث المشاركين منهم، (وليس من الواضح كم منهم يحمل جنسية مزدوجة).
وعلى مدار الأعوام الخمسين الماضية، تطوع يهود الشتات ومن بينهم عمدة شيكاغو ورئيس موظفي البيت الأبيض السابق رام إيمانويل، في مهام مع “قوات الدفاع الإسرائيلية” أثناء فترات الأزمات الأمنية أي الفترات التي كان العدو الصهيوني يشن فيها عدواناً على فلسطين.
وفي نهاية التسعينات، شجع برنامج mahal 2000 الشباب اليهودي في الخارج للخدمة في الوحدات القتالية بمهام تستمر لمدة 14 شهرا. ويستعين جيش العدو الإسرائيلي في الوقت الحالي بهذا البرنامج بصفته أحد الخيارات التي تسمح بانضمام غير المواطنين إلى الخدمة.
ويتطوع حاليا آلاف من اليهود الغربيين، الذين سعى جيش العدو من خلالهم إلى سد النقص في القوة البشرية، ما أسفر عما يطلق عليه “فيلق الشتات الأجنبي”.
كانت الولايات المتحدة تفرض حظرا على مواطنيها لكي لا يصبحوا مقاتلين أجانب، عندما كان جورج واشنطن في البيت الأبيض. وحاليا جميع الدول تقريبا لديها قوانين تمنع الانضمام إلى جيش أجنبي أو قوات شبه عسكرية أجنبية.
كما تحظر الولايات المتحدة التجنيد العسكري الأجنبي، وتسحب الجنسية من الأميركيين الذين يصبحون ضباطا في جيوش أجنبية، وفي بعض الأحيان تحاكم الأشخاص الذين ينضمون إلى جماعات تعتزم العمل ضد المصالح الوطنية. ولكن لا توجد عقوبة للخدمة في جيش دولة أخرى أو جماعة متمردة تعد غير معادية للولايات المتحدة، ولاسيما تلك التي تعد حليفة. فكيف إذا كان التطوع في جيش “إسرائيل” الطفلة المدللة لواشنطن؟؟
وكما هو الحال مع الفيلق الأجنبي الفرنسي، تجذب البرامج التي ترعاها وزارة الدفاع ووزارة الهجرة للعدو الإسرائيلي وتلبي احتياجات “الجنود الوحيدين”، عن طريق الإنترنت أو بصفة شخصية في إسرائيل، حتى لا يتصادم ذلك مع سيادة دول أخرى.
يؤمن يهود الشتات الذين يتطوعون في جيش العدو الإسرائيلي، بأن إسرائيل تمثل استثناء في فكرة نزع الشرعية، وتحتاج إلى مساهمتهم في الدفاع عنها. وإذا كان التاريخ يحمل أي إشارة بهذا الصدد، فهي أن مساعي منع مثل هذا النوع من التطوع سوف يعزز من تصور التهديدات ويزيد من حجم المتطوعين لضمان أن “الجنود الوحيدين” لا يحتاجون إلى رفقاء!!
سيريان تلغراف