Site icon سيريان تلغراف

مسلحي المعارضة السورية والتماهي مع اسرائيل .. بقلم محمد الخليفة

قد يكون من الملح دراسة الأسباب العقائدية لانطلاق معظم الهجمات العسكرية للمسلحين تجاه أكثر المواقع العسكرية السورية حساسية المقابلة لإسرائيل بدءاً من محافظة درعا

مع العلم أن طبيعة المهام العسكرية المنوطة بهذه القطاعات موجهة ضد اسرائيل ولا تتضمن المواجهة الميدانية مع المعارضة المسلحة

ما يحدث تتعدى موجباته حدود الأزمة ,ما لذي جعل درعا جزءاً من المزاج الإسلامي المتصالح والمتعامل مع اسرائيل كما في الأردن ومصر وأجزاء من فلسطين وما يخفى من العلاقات الخليجية الاسرائيلية وهنا لا أتحدث عن خيانة كما يحلو للبعض أن يسوق وإنما عن محصلة عقل جمعي مستعد للذهاب باتجاه اسرائيل والعمل معها أو تحت حمايتها بما في ذلك التغطية الإعلامية ,كمثال عليها إحاطة الصحافة الإسرائيلية بحادثة القذيفة التي قتلت فتى اسرائيلي(أصله عربي) والغارات الجوية الاسرائيلية والمدفعية عليها ضد مواقع سورية جنوب سوريا

المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت جزم بأن القذيفة التي التقطت كاميرات المراقبة الاسرائيلية مسارها (ولم تحدد نوعها) انطلقت من مواقع الجيش السوري ولم تنطلق من مواقع “الثوار” والذي اعترف بنشاط متزايد لكتائب المعارضة على الشريط الحدودي مقابل سيطرة أقل للجيش السوري ,وعلل المحلل روبن ايشاي بأن الثوار السنه ليسوا معنيين في محاربة اسرائيل اليوم فهم وإن اقتربوا من الحدود فمسعاهم هو اقامة دولة الخلافة في العراق وسوريا ,علاوة أن المجموعات الاسلامية المعتدلة والجيش السوري الحر “العلماني” يحظى بدعم انساني اسرائيلي وليس بالإمكان أن يحاولوا الاعتداء على اسرائيل

بهذا التحليل الصادر عن الصحيفة الاوسع انتشاراً في اسرائيل منذ سبعينات القرن الماضي تسقط فرضية تسلل فصائل جهادية متشددة مستغله الأوضاع الأمنية المتهورة في سوريا وقيامها بإطلاق القذيفة

طبيعة الرد الاسرائيلي والتعاطي معه بالأمس يدل على نقطتين في غاية الأهمية

أولها اتساع الانسجام والتنسيق بين اسرائيل وفصائل جبهة النصرة والكتائب العاملة إلى جانبها في المنطقة الجنوبية فمن غير المعقول أن تقوم اسرائيل بخمس غارات جوية ورمايتين بصواريخ تموز الموجهة ليزرياً ضد مواقع رصد متقدم واشتباك بالنيران تابعة للواء 90 كرد على قذيفة صاروخية اخترقت السياج الفولاذي وأصابت شاحنة   لمقاول ذي اصول عربية   يعمل مع وزارة الدفاع الاسرائيلية وكما هو معروف بأن محيط اللواء محاصر من قبل جبهة النصرة وتسعى لاقتحامه منذ فترة وتعرض بتزامن مريب مع الاعتداءات الاسرائيلية لوابل من قذائف الهاون مصدرها المسلحين   في محاولة حثيثة لاقتحامه

ويؤكد الدعم الصهيوني للمسلحين في سورية ما قاله إيهود يعاري، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، من أن إسرائيل تدعم المتمردين في جنوب سورية، وذلك على طول الحدود مع جبهة الجولان السورية المحتلة. وأضاف أن المساعدات الإسرائيلية بدأت مجرد مساعدات إنسانية، ولكن مع السماح بدخول مئات المصابين من المسلحين إلى الأراضي المحتلة للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية، وبضمن ذلك المستشفى الميداني العسكري في الجولان، ازداد شكل المساعدات الإسرائيلية، موضحاً أن تلك المساعدات تشير إلى إقامة نظام للاتصالات مع “المتمردين السوريين “منذ إتمام علاجهم وعودتهم إلى سورية

المدلول الثاني الذي لا يقل أهمية عن سابقه يكمن في أن اسرائيل أصبحت فعلياً أمام جبهة جديده مشتعلة في الجولان وتتصاعد المخاوف فيها من عمليات كبرى ضد الكيان التي ستقوم بها المقاومة اللبنانية والفصائل السورية المماثلة لها الذي كثر عنها الحديث مؤخراً ..وبإشراف من القيادة السورية والجيش العربي السوري .

سيريان تلغراف | محمد الخليفة

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version