دول الخليج التي وضعت “داعش” على لائحة الإرهاب، يتوعدها داعش بالغزو والقتل، وبالرغم من ذلك تأمل هذه الدول، الإفادة منه في إضعاف العراق وسوريا.
دول الخليج تؤكد، كلما دعت الحاجة، أن “داعش” تنظيم إرهابي ينبغي القضاء عليه، في المقابل يقول “داعش”في هذه الدول ما قاله مالك في الخمر.
لكن حين تأتي دول خليجية على أزمتي سوريا والعراق، يتوارى القضاء على الإرهاب إلى الوراء، ولا يعود أولوية خليجية.
بعد الحديث عن ثورة داعش في مجازر الموصل، قال مجلس الوزراء السعودي “إن أحداث العراق ما كانت لتقوم لولا السياسات الطائفية والإقصائية”.
هذا القول، ربما يكون قابلاً للأخذ والرد، مع بعض المعارضين والعشائر، كما أكد رئيس الوزراء نوري المالكي، لكن”داعش” شيء آخر قاتل لكل ما عداه.
تغذى “داعش” من الغزو الأميركي للعراق وأفغانستان، بدعم خليجي، ولم ينشأ من النسيج الإجتماعي العراقي، ولا النسيج الثقافي العربي والإسلامي.
مصر، التي لا يمكن تصنيفها في المحور الذي يضم سوريا والعراق، دعت إلى بناء دولة جامعة لكل أبنائها في العراق، لكنها لم تغفل أولوية مكافحة الإرهاب، ولم تأخذ هذا بذاك.
مصر تستشرف مخاطر تمدد داعش إلى كل البلدان، إذا لم ينجح العراق في درء هذه المخاطر، في هذا السبيل، دعت مصر إلى اجتماع عربي على هامش اجتماع جدة، لبحث تأثير داعش على الأمن والاستقرار في المنطقة، بحسب مصادر في الخارجية المصرية.
الأزمة السياسية في العراق، مصادرها عراقية وغير عراقية، وهي قابلة لأن تقول فيها دول الخليج ما تراه مناسباً من حلول، لكن هذا الأمر يفترض الوقوف إلى جانب العراق في محنته ضد “داعش”، وأن يكون القضاء على الإرهاب أولوية على ما عداها من اختلافات سياسية.
سيريان تلغراف