غاب اللعب الجماعي بشكل كلي تقريبا عن المنتخب البرازيلي، عندما تعادل سلبا مع المكسيك ضمن منافسات المجموعة الأولى لمونديال البرازيل.
وتحتل البرازيل الآن صدارة المجموعة الأولى والتي تضم أيضا الكاميرون وكرواتيا، برصيد 4 نقاط وأمام المكسيك بفارق الأهداف.
فردية في أداء البرازيل وتنظيم جبار للمكسيكين
لم يلعب المنتخب البرازيلي بشكل جيد خلال الشوط الأول ونصف الشوط الثاني واحتاج إلى مستويات أفضل من الناحية التكتيكية.
واعتمد اللعب بشكل كلي على الظهيران مارسيلو وألفيش الذان شكلا خطورة أثناء تقدمها، لكن التفاعل الكبير من الوسط المكسيكي بقيادة هيريرا، جنبا إلى 5 مدافعين وبالأخص أن جميعهم مميزين في تخليص الكرات عرقل ذلك.
المكسيك لعب بالمرتدات وبخطة تكتيكية متوازنة وشكل خط وسطهم عنصر ربط جيد بين عناصر الفريق، كما أنهم تمتعوا بقوة بدنية وسرعة في الهجمات المرتدة.
أما راميريس مهاجم البرازيل فقد ظهر بشكل ممتاز مع قدرة على الاختراق، وكان فعالا في كل مرة يلمس بها الكرة، حيث شكل خطورة كبيرة على مرمى الحارس المكسيكي جوليرمو اوشوا أفضل لاعب في المباراة حسب تقييم الفيفا.
وكانت المكسيك فعالة جدا في التخلص من الضغط الذي شكله البرازيليون، بدفاع منظم وقدرة على عكس اتجاه اللعب في لحظات قليلة كونهم اعتمدوا بشكل كبير على تنظيم الفرق وتناسقه أكثر من المهارات الفردية.
وكان الفريق البرازيلي على العكس تماما حيث لعب بشكل فردي ودون أي تنظيم في صفوفه، وكانت مراوغات نميار زائدة عن حدها في بعض الأحيان.
وكان ثلاثي الدفاع عند المكسيك متميز للغاية،حيث أغلقت تحركات رافائيل ماركينيز الحر بين الدفاع والوسط جميع المساحات أمام نميار وأوسكار، عدا عن أن تحركاته شكلت عامل ربط لجميع عناصر المنتخب.
وهيريرا أيضا شكل بتحركاته عامل ربط آخر في وسط الملعب للمكسيكين وساعد على تنظيم الفريق.
أما اعتماد سكولاري على بناء الهجمات بالظهيرين مارسيلو وألفيش كان جيدا للتخلص من التكتل الدفاعي المكسيكي لكن عابه بطئهما وارتدادهما الضعيف.
البرازيل بشكل عام عانت كثيرا من بط نسبي وكان ينقصها لاعب أكثر حمسا في الوسط.
وفي الشوط الثاني زج سكولاري بـ بيرناند في خط الوسط ليزيد ذلك من سرعة السامبا ويربك خط دفاع المكسيك وخاصة على الأطراف.
هذه السرعة قدمت ثقة أكبر للعب الفردي من ناحية أوسكار ونيمار، وأيضا منحة قوة أكبر للظهيرين ولعنصر الإرتكاز الأهم باولينيو للتقدم في العمق المكسيكي.
وفي هذه الأثناء توجب على المكسيك استغلال الأطراف للوصول إلى الشباك البرازيلية، والتي غابوا عنها في الـ 20 دقيقة الأخيرة، وذلك كون أن لويز وسيلفا أظهرا أداء مميزا في قلب الدفاع البرازيلي.
ولم يكن أداء نيمار ورفاقه مقنعا وسط تنظيم مكسيكي رائع في الدفاع، ومهارة في تمرير الكرات، وهو ما افتقده أبطال العالم خمس مرات في مباراة اليوم.
وعاب المكسيك أمر واحد هو عدم وجود لاعب الذي باستطاعته استغلال الفرص وتسجيل الأهداف، وإلا لكانت المباراة انتهت 3-0 على أقل تقدير.
أما البرازيل فكان عليها أن تطوق المهارات الفردية باللعب الجماعي، فـ نيمار بدا عاجزا كل مرة أما 3 أو 4 مدافعين.
سيريان تلغراف